هاجم مرشحون جمهوريون محتملون للرئاسة الأمريكية، رفع العقوبات عن إيران في إطار الاتفاق النووي، الذي أبرم مع طهران، لكنهم اختلفوا فيما بينهم حول طريقة التعامل مع إيران، في حال وصولهم إلى مقعد الرئاسة في البيت الأبيض، بعد انتخابات الثامن من (نوفمبر/ تشرين الثاني).
وقال السناتور تيد كروز من تكساس والسناتور مارك روبيو من فلوريدا، إنهما سيمزقان الاتفاق النووي، ويبدآن من جديد على أساس قناعتهما بقدرة الولايات المتحدة على إقناع الحلفاء الأوروبيين بإعادة فرض العقوبات.
وقالت فيكتوريا كوتس مستشارة كروز للسياسة الخارجية: “سيكون على الأوروبيين أن يقرروا هل يريدون التعامل مع الاقتصاد الإيراني أم الاقتصاد الأمريكي”.
وقال مستشار لروبيو إن سناتور فلوريدا يشعر بقوة أن إيران تغلبت على إدارة أوباما، وأن روبيو لن يبدأ في مناقشة تحسين العلاقات إلا إذا كانت طهران راغبة في احترام حقوق الإنسان، وتغيير موقفها من إسرائيل، فيما قال روبيو الأسبوع الماضي في ساوث كارولاينا: “سألغي هذا الاتفاق السخيف”.
وكان مرشحون محتملون آخرون منهم جون كاسيتش حاكم أوهايو ودونالد ترامب المرشح الأوفر حظاً في السباق الجمهوري، أكثر حذراً، وفضلوا الانتظار لاستيضاح الموقف مع إيران، حين يؤدي الرئيس الأمريكي الجديد اليمين في 20 يناير كانون الثاني 2017.
وقال كاسيتش لرويترز إنه على الولايات المتحدة أن تعمل الآن مع حلفائها للتأكد من التزام إيران بالإتفاق الذي يحد من برنامجها النووي وإنه إذا حدث أي انتهاكات يعاد تطبيق العقوبات بسرعة.
ومن جانبه، قال ترامب إنه سيكون من الصعب إلغاء الاتفاق مع إيران، لكنه تعهد في حالة انتخابه رئيساً بأن يراقب الاتفاق بصرامة، حتى لا يكون أمامهم فرصة.
ويرى مراقبون أن إيران قد تواجه تحولاً مفاجئاً في العلاقات، ليصبح الوضع عدائياً أكثر إذا وصل رئيس جمهوري إلى البيت الأبيض، في انقلاب على مساعي تدفئة العلاقات، التي قادها الرئيس الديمقراطي باراك اوباما.
وقبل أسبوعين فقط من بدء أول تصويت في الانتخابات التمهيدية في السباق الرئاسي، خصص المرشحون الذين يتنافسون على الفوز بترشيح الحزب الجمهوري ليخوضوا باسمه الانتخابات الرئاسية، جزءاً كبيراً من خطبهم لإيران تقترب من الوقت الذي خصصوه لمهاجمة تنظيم داعش.
وقال جيب بوش، حاكم فلوريدا السابق، لمجلس العلاقات الخارجية في نيويورك، أمس الثلاثاء: “يمكنني القول إن إيران التي تتخذ وضعاً عدائياً في المنطقة وتنظيم داعش هما الخطران اللذان علينا أن نتعامل معهما، وعلينا أن نتصدى لهذه الطموحات من أول يوم”.
ونفذ أوباما الوعد الذي قطعه على نفسه خلال حملته الانتخابية لعام 2008، بالتفاوض مع إيران، وتوصل إلى اتفاق معها العام الماضي يحد من طموحاتها النووية.
وتوج هذا الاتفاق، مطلع الاسبوع، بأن رفعت الولايات المتحدة ودول أخرى العقوبات المفروضة على إيران، كما تبادلت واشنطن سجناء مع إيران مؤخراً.
ورغم كثرة إدانات الجمهوريين لسياسة أوباما الخاصة بإيران، إلا إن هناك انقساماً بين المرشحين المحتملين على أي مدى سيذهبون إليه مع طهران.