تقوم إيران بمحاولات مكثفة للوساطة بين ميليشيات الحوثيين وقوات المخلوع صالح، طرفي التمرد في اليمن.
وحسب ما تداولت وسائل إعلام يمنية فإن طهران تبذل جهودا كبيرة في محاولة رأب الصدع بين الطرفين وأمرت بعض أعضاء سفارتها في صنعاء بتلك المهمة.
وكان الرئيس عبد رب منصور هادي قد أصدر قرارا بقطع العلاقات مع إيران وطلب مغادرة أعضاء السفارة الإيرانية باعتبارهم أشخاصا غير مرغوب فيهم، ما يدلل على أن وجودهم في صنعاء أمر مخالف لكل القوانين.
وذكرت المصادر الإعلامية أن عناصر السفارة زاروا رئيس ما يسمى بـ”اللجنة الثورية العليا”، محمد علي الحوثي، والتقوا أعضاء المجلس السياسي للجماعة الانقلابية، وطالبوهم بتضييق هوة الخلاف مع المخلوع، ومحاولة الوصول إلى حد أدنى من الاتفاق بين الجانبين.
كما التقوا بممثلين عن صالح، وعرضوا التوسط بينه وبين الحوثيين، مشددين على ضرورة وقوف الجانبين صفا واحدا لمواجهة المقاومة الشعبية والجيش الموالي للشرعية.
قال المركز الإعلامي للمقاومة، إن مندوبي السفارة الإيرانية حذروا الجانبين من مغبة استمرار التراشق الإعلامي بينهما، وأكدوا أنه في حال تمكنت قوات الشرعية من استعادة صنعاء وطرد الانقلابيين، فإن ذلك يعني نهايتهما معا، لأن مصيرهما واحد.
صمود الحوثيين
ويعتبر تعزيز قدرة الحوثيين على الصمود هدف أساسي لطهران بالتالي ترمي بكل ثقلها السياسي حتى لا يتخلى عنهم صالح وعناصر الجيش الموالية له، وقال المركز الإعلامي للمقاومة إن طهران أوعزت لحلفائها بعدم معاداة صالح، ومحاولة استمالته من جديد، وفي الوقت نفسه توخي الحذر في العلاقة معه، وعدم بناء استراتيجيتهم على أساس المضي قدما في التحالف مع صالح، إذ إن طهران ترى أنه يمكن أن يتخلى عنهم في أي لحظة، إذا ما حصل على صفقة تؤمن نجاته وأفراد أسرته. وأضاف المركز، أن سياسة إيران تجاه تعامل الحوثيين مع المخلوع تقوم على مسارين متوازيين: الأول، عدم استعدائه وضمان حياده، إن لم يكن موالاته وتعاونه مع الحوثيين، وفي الوقت ذاته عدم الاعتماد بصورة كاملة على استمرار التحالف القائم حاليا معه، كما أبدت شكوكا حول إمكان الاعتماد على صالح كحليف استراتيجي موثوق، مشيرة إلى أنه اعتاد اللعب بالمتناقضات في وقت واحد، وتغيير قناعاته وتحالفاته بصورة مستمرة.
اعتقال المخلوع صالح
وأكد المركز أن جماعة الحوثي الانقلابية بدأت تنفيذ النصائح الإيرانية، وأوعزت إلى وسائل الإعلام الموالية لها بعدم مهاجمة صالح أو استفزازه، وفي الوقت ذاته اتخذت كثيرا من الخطوات التي تضمن لها الإمساك بمفاتيح القرارات السياسية والعسكرية، مثل إقالة عناصره من كل المواقع القيادية، وإحلال حوثيين مكانهم، وهو ما تسبب بدوره في تزايد الفجوة وانعدام الثقة بين الطرفين.
وكانت جماعة الحوثي رفضت طلب المخلوع صالح في الفترة الماضية تشكيل حكومة مشتركة من طرفي التمرد وحل ما يسمى “اللجنة الثورية” التي يرأسها محمد علي الحوثي وإعادة البرلمان المحلول.
ورفضت جماعة الحوثي الانقلابية الطلب وهددت باعتقال المخلوع صالح.