التقت بعد ظهر اليوم السيدة مريم رجوي رئيسة الجمهورية المنتخبة من قبل المقاومة الإيرانية في مقر إقامتها بشمال باريس – اوفيرسوراواز- باثنين من كبار الأساقفة البريطانيين الاسقف جان بريتشارد والاسقف آدرين نيومن الذين كانا نشطين جداً في الدفاع عن سكّان مخيم ليبرتي أعضاء منظمة مجاهدي خلق الإيرانية في العراق.
واعربت السيدة رجوي عن شكرها للأسقفين بسبب مناصرتهما للقضية المقاومة الإيرانية من إجل الحرية والديمقراطية والسلام وللمقاومين الإيرانيين في العراق.
وجاء في جانب من خطاب السيدة رجوي
صاحب السيادة الاسقف جان بريتشارد
صاحب السيادة الاسقف آدرين نيومان
مرحبا بكما في بيت المقاومة الإيرانية، أهنئكما وأهنئ المسيحيين في بريطانيا بالعام الجديد.
انها علامة مباركه أن نبدأ العام الجديد باللقاء بالأساقفة الأماجد.
انها لموهبة أن تنعمت المقاومة الإيرانية بلطف قادة الكنيسة سواء في بريطانيا أو في فرنسا وأمريكا أو سائر الدول الاوربية وكذلك في العراق وإيران.
ان الإسلام الحقيقي يعلمنا أن أعضاء المجتمع البشري هم أخوة وأخوات بعضهم للبعض.
اننا نلتقي بالمسيحيين وأتباع الديانات الأخرى في مواجهة المتطرفين الذين يقمعون باسم الإسلام أتباع مختلف الأديان وكذلك يقمعون غالبية المسلمين الذين يمثلون قيم الإسلام الديمقراطية المتسامحة.
ان حكام إيران يظهرون زورا أنفسهم مدافعين عن المذهب الشيعي الذي هو أحد المذاهب الإسلامية. ولكن أكثر من 90 بالمئة من ضحايا قمعهم هم من الشيعة.
ليس جوهر الصراع اذن حول المذاهب وانما الصراع يدور حول الحرية والاستبداد.
أليست رسالة جميع الأنبياء حرية بني نوع الانسان؟
ألم يأت موسى ومسيح ومحمد لتحرير أبناء البشر؟
القرآن الكريم قد ذكر مرات عديدة اسم مريم العذراء المقدسة كواحدة من أفضل النساء في العالم كمثال وأسوة في الطهارة وهناك سورة في القرآن تحمل اسم مريم.
لنساء المقاومة الإيرانية لاسيما بالنسبة لي مريم العذراء قدوة خالدة.
اذن بأي حجة يضايق المتطرفون خاصة حكام إيران المسيحيين ويقتلونهم.
يجب أن أستذكر هنا ثلاثة قساوسة شهداء الاسقف هوسبيان مهر والقس ديباج والاسقف ميكائيليان. انهم قتلوا بشكل بشع على أيدي النظام الإيراني لأنهم لم يركعوا أمام الاستبداد الحاكم.
وفي المقابل نرى أن قادة الكنائس في العالم هبّوا لمناصرة مقاومتنا.
اني أشكركم من صميم القلب على جهودكم ومساعيكم للدفاع عن المقاومين الإيرانيين في ليبرتي.
كلما يتعرض هؤلاء للقصف كلما تهبون أنتم للدفاع عنهم. وهذا ان دل على شيء انما يدل على أن الله تعإلى قد أنعم عليهم بلطفه بسبب صمودهم.
وهنا يجب أن أشكركم وبشكل خاص على مبادرتكم في نشر بيان الدعم للمقاومين في ليبرتي.
انكم تعلمون أن ليبرتي مازال مهددا بالهجوم. لأنه لايوجد فيه أية بناية في المخيم بل كرفانات فقط وهي هش وواهن جدا. من جهة أخرى يعيش النظام الإيراني في مأزق داخليا واقليميا. لذلك صعّد من تهديداته ضد المقاومين في ليبرتي الذين لا ذنب لهم الا الصمود من أجل الحرية.
ذنبهم هو أنهم يدافعون عن إسلام متسامح ديمقراطي مقابل التطرف الإسلامي الذي هو دين الملالي. ولو كانت الحرية موجودة بقدر ذرة في إيران لكان المواطنون يلتفون حول هؤلاء المقاومين ولكانوا ينهوون الديكتاتورية.
ولكن الملالي قد قيّدوا أبناء الشعب بالإعدامات وحملات الاعتقال اليومية من أجل الحفاظ على كيانهم.
وفي واقع الأمر انهم أسسوا نظاما فاشيا دينيا. داعش وبوكو حرام وغيرهما من الجماعات المتطرفة يستهلمون منهم. لقد تأسست المجموعات الميلشياوية الارهابية في الشرق الأوسط من أمثال حزب الله اللبناني والحوثيين في اليمن ومجموعات أخرى في العراق على أيدي هذا النظام.
لقد مسك روحاني قبل عامين ونصف العام مقاليد الرئاسة في الديكتاتورية الدينية وادعى بانه سيسلك نهج الاعتدال ولكنه لم يكن ذلك الا خدعة للتستر على وجه الديكتاتورية.
ان مفردات سجلّه خلال هذه المدة بما فيها ألفا حالة إعدام تكشف عن وجه روحاني الحقيقي. خلال اسبوعين فقط من يناير تم إعدام 52 شخصا. وفي عهده زادت الإعدامات والاعتقالات كما تفشى الفقر والبطالة في المجتمع.
قبل أيام دخل الاتفاق النووي بين المجتمع الدولي والنظام الإيراني حيز التنفيذ.
قطعا الملالي لم يكن الملالي على استعداد لقبول التراجع عن برنامجهم النووي، لكن المقاومة الإيرانية قد كشفت عن المواقع النووية السرية. وكان الشعب الإيراني يعارض هذا البرنامج المكلف ماليا. المجتمع الدولي قد فرض العقوبات على النظام فرضخ للضغط. والآن نرى أنه مع مرور كل يوم من الاتفاق فالأزمات تتفاقم وتحتدم بحيث أخذت الصراعات الداخلية للنظام عشية مسرحية الانتخابات البرلمانية ومجلس خبراء الملالي أبعادا غير مسبوقة.
وبناء على هذه التجربة يجب الآن الضغط على الملالي على صعيد انتهاكهم لحقوق الانسان لكي يتخلوا عن ارتكاب المجازر بحق الشعب السوري وتصدير الارهاب والتطرف إلى بلدان المنطقة. يجب ارغامهم على وقف الإعدامات. يجب اجبار الملالي على وقف الهجمات على ليبرتي. وهذا هو طريق السلام والاستقرار في المنطقة.
لقد اتسع من حسن الحظ نطاق احتجاجات مواطنينا في داخل إيران خلال الأشهر الأخيرة. خلال الاسبوع الماضي فقط أعلن عن 155 حالة مظاهرة واضراب واحتجاج، فتشعر الديكتاتورية بخطر داهم عليها. رغم جميع أعمال القمع والإعدامات والهجمات على ليبرتي الا أننا مطمئنون أن الشعب الإيراني سينال الحرية. اننا نناضل من أجل مجتمع ديمقراطي قائم على فصل الدين عن الدولة والمساواة للنساء والغاء حكم الإعدام. واننا بحاجة في هذا الطريق إلى مناصرتكم لنا.
.