يعتبر السرطان واحداً من الأمراض التي يصعب اكتشافها مبكراً، وهو معروف بأنه مرض خبيث، ولا يمكن اكتشافه بسهولة، وقد يصاب به كثيرون دون أن يعلموا بذلك إلا بعد وقت قد يكون متأخراً.
لذا، ينصح الأطباء بإجراء فحص دوري للتأكد من الخلو من أمراض السرطان، بغض النظر عن الشعور بأي أعراض للمرض من عدمه.
ومع غموض السرطان، وتسربه إلى أجسامنا خفية وبخبث، فإن ثمة مجموعة من الأعراض التي قد تشير إلى احتمال الإصابة بالمرض اللعين. صحيح أن هذه الأعراض لا تعتبر تشخيصاً رسمياً أو تأكيداً كاملاً على وجود المرض، ولكن الصحيح أيضاً أنها تدقّ “ناقوس خطر” إلى احتمالية وجود المرض.
فيما يلي أبرز هذه الأعراض.
أولاً: الإرهاق الشديد
على الرغم من أن الإرهاق الشديد يمكن أن يكون مرتبطاً عادة بمشكلات وضغوط الحياة اليومية، إلا أن الجمعية الأميركية لعلاج السرطان تؤكد أن التعب أو الإرهاق المزمن يمكن أن يكون إحدى علامات الإصابة بسرطان الدم أو سرطان القولون أو سرطان المعدة.
ثانياً: فقدان الوزن
فقدان الوزن غير الطبيعي، وغير المبرَّر، يمكن أن يكون إحدى علامات الإصابة أيضاً بالمرض الخبيث، خاصة إذا كان الشخص يمارس حياته اليومية بشكل طبيعي، دون أي تغيير في العادات الغذائية، ودون أن يكون واقعاً تحت أي ضغط عصبي أو نفسي في العمل أو غيره، حيث يصبح فقدان الوزن هنا علامة مبكّرة على عدد من أنواع السرطان، منها سرطان المريء، والرئة، والبنكرياس.
ثالثاً: الألم
صحيح أن الألم يمكن أن يكون لأسباب متنوعة ومختلفة، ومعظمها ليس خطيراً، لكن الآلام التي لا تزول باستخدام المسكنات العادية، وتستمر طويلا، يمكن أن تكون مؤشراً على وجود السرطان؛ فمثلاً آلام الظهر يمكن أن تكون علامة على سرطان القولون، أو سرطان المبيض، في حين أن آلام الصداع الطويلة يمكن أن تكون علامة على سرطان الدماغ.
لذا يتعين عليك مراقبة جسمك جيداً، ولا تهملي الألم المستمر، الذي يتواصل لأيام أو أسابيع.
رابعاً: كتل تحت الجلد
يربط الكثيرون بين التجمعات أو الكتل التي تتواجد تحت الجلد بسرطان الثدي أو المبيض. لكن هذه الكتل أو الأورام يمكن أن تظهر في الأنسجة الرخوة في الجسم بغض النظر عن الجنس. فإذا اكتشفت كتلة أو انتفاخاً تحت الجلد فالأفضل اتخاذ الإجراءات اللازمة، ومراجعة الطبيب في أقرب وقت ممكن.
خامساً: تورم القدم
تتجاهل كثيرات من السيدات تحديداً ظاهرة تورم القدم أو الساق، رغم أنها من الأعراض الأكثر شيوعاً في مرض سرطان الرحم، وخاصة إذا ما صاحب هذا التورم في القدم أو الساق ألم أو إفرازات مهبلية.
سادساً: بقع بيضاء في الفم
عادة ما يقترن هذا العارض السرطاني بالمدخنين. ويطلق عليه “الصداف” أو اللطاخ الأبيض leukoplakia، وهو مؤشر مرضي يسبق السرطان ويتسم بظهور تقرحات وبقع بيضاء داخل الفم واللثة.
وغالبا ما يتم تجاهل هذه القروح والبقع البيضاء، حيث نعتقد أنها شيء طبيعي أو عادي؛ لكن هذا خطأ كبير، إذ علينا الانتباه إلى حدوث أي تغيرات داخل الفم، وأن نسارع إلى مراجعة الطبيب فوراً.
سابعاً: تغييرات على سطح الجلد
يعد سرطان الجلد من أكثر أنواع السرطانات شيوعاً في العالم، لكن معظم الناس – للأسف – يتجاهلون أعراض هذا المرض. وفي حال حدوث أي تغير في لون البشرة مثلاً، أو تغير لون شامة في الجسم، يربطون الأمر بالمناخ أو الشمس أو بالتقدم في السن.
عليك الاهتمام بأي تغييرات قد تحدث لجلدك، خاصة إذا كنت من أصحاب البشرة التي تحتوي على النمش أو الشامات، إذ يتعين مراقبة أي تغير في البشرة، خاصة إذا كان التغير مصحوباً بحكة قوية. كما يتعين متابعة أي تغير في شكل لون الشامات، أو ظهور بقع غامقة على الجلد، حيث يتعين مراجعة الطبيب فوراً. فكل هذه الأعراض قد تكون علامة على وجود نوع من أنواع سرطان الجلد، من بينها السرطان المعروف بـ”ميلانوما”، وهو نوع سرطاني يصيب البشرة بصفة أساسية جراء التعرض للشمس.
ثامناً: تغييرات في عادات الحمام
تعتبر عاداتك في استخدام الحمام مؤشراً مهما على وجود الأمراض، فإذا زاد معدل تبولك مثلاً، أو قل عن المعتاد، فإن هذا مؤشر على إصابتك بسرطان المثانة أو البروستاتا، أما في حال وجود براز دموي، أو إسهال متكرر، فهذا علامة على إمكانية الإصابة بسرطان القولون أو المستقيم.
تاسعاً: الحمى لفترة طويلة
ترتبط الحمى، أو ارتفاع درجات الحرارة، أو ما يسمى بـ”السخونة”، بأمراض البرد والأنفلونزا، ولكن في حال طالت مدة الحمى، ولم يعد يجدي معها العلاج المعتاد، فإنها يمكن أن تشير إلى إمكانية الإصابة بأحد أنواع السرطان، منها سرطان اللوكيميا والغدد الليمفاوية، فهذه السرطانات قد تؤثر على جهاز المناعة بطريقة عدوانية، بحيث يحاول الجسم مقاومتها على نحو يسبب الحمى.
يتعين هنا مراجعة الطبيب فوراً ودون إبطاء.