كما يستحيل على التاريخ أن يسقط ما يدور في عالمنا العربي من ذبح وقتل وتنكيل يستعصي علىّ تجاوز المشاهد والوقائع والصور الممعنة في القسوة والهمجية والتي تضعني دائماً في حيرة من أمري وفي حرج مع صغارنا وهم في طور المعرفة والإطلاع يحتاجونا الى المعلومة الناصعة فالأطفال يملكون استعداداً وإنفعالا يتطلب قدر كبير من الشفافية والحرية منا حتى لا نكبت رؤاهم وتطلعاتهم لذا لابد لنا من استحضار الظروف المحلية والإقليمية والدولية ومحركات العولمة ومؤثراتها علنا نبعد عنهم شبح الفتنة والدماء والتطرف الذي يتقاذفنا ميمنة وميسرة والخطير في الامر أنه قد توفرت لصغارنا من وسائط المعرفة والتقنية مالا نستطيع التحكم فيه أو السيطرة عليه فهم اكثر براعة منا في التعامل مع أجهزة الهاتف المتطور والعصرى مما حدا بهم لتبادل صور العنف التي تملأ الشاشات والموبايلات (لداعش ) وهي تقتل حرقاً وذبحاً بطرق غير مسبوقة وتضعنا أمامهم وامام أنفسنا حيال سؤال كبير ما هذا الذي يحدث باسم الدين والاسلام وما المقصد أو الملمح الذي تريد أن تأسس له ماتسمي نفسها دولة الشريعة التي لا تعرف عن الشرع شيئا وأنا أعتقد أن هؤلاء شرزمة من (الفاشلين) الذين يعانون من اضطرابات نفسية ساهم فيها بقدر كبير واقعنا السياسي والاقتصادي المتصدع فمن أرحامنا ، خرج هؤلاء ليصيروا قوت الفتنة التي يسعى اليها أعداء الإسلام فمعابر الغزو الفكري المتطرف لا تجد مضادات قوية وثابتة تبعد عنا شبح التشرزم والإقتتال وتمنح أطفالنا فرصة مشاهدة مغامرات سندباد بطل بغداد أو قصص الحسن البصري أو طرائف (أشعب الأكول ) فقد دكت بلادهم وسكن ركا مها ( المسيح الدجال) الذي بات يتنقل بين العواصم والمطارات العربية بأحدث الطائرات مرُحباً به في صالة كبار الزوار ويفرش له البساط الأحمر وتنفذ اجندته بأكثر مما يحلم ويريد ، وبحجة دحر (داعش ) يموت الاف الاطفال والنساء والمدنيين العزل وتغذي عقول اطفالنا مشاهد الدم والقتل اللئيم لندخل من جديد في مخاطر التطرف والاسئلة الحائرة التي تلقي بصغارنا في دائرة الحيرة والشك.