قال مجموعة من علماء الآثارالعاكفين على استكشاف مدفن لعائلة ملكية فرعونية إنهم تمكنوا من فك طلاسم “النقطة السوداء” في التاريخ الإنساني والتي قد تشير إلى نهاية العالم.
ويتحدث هؤلاء العلماء من المعهد التشيكي للآثار المصرية –”علم المصريات” – عن إمكانية حدوث كارثة ذات أثر تدميري هائل و ماحق على الكرة الأرضية معللين ذلك بالتشابه الحتمي التاريخي بين الحاضر والماضي.
واكتشف هذا الفريق من علماء الاثار العام الماضي، قبر ملكة مصر القديمة “خنت كاوس الثالثة”، زوجة الملك الفرعوني نفرفرع، من عصر الأسرة الخامسة من الدولة القديمة.
ويقول هؤلاء العلماء إن رفات “الملكة الأم” احتوى على جمجمة محطمة – ليس بسبب القتل بل بفعل “سارقي القبور”، مضيفين، وهم يقومون الآن بتحليل رفات الملكة، إن الدهشة تكمن بالتشابه الكبير حد التطابق بين عناصر الحياة للرفات والتي هي بعمر أربعة آلاف وخمسمائة بالحياة على الآرض في عصرنا الحالي.
وبحسب فريق البحث، فقد نعمت مصر القديمة بالثروة الكبيرة والازدهار في عهد الملكة خنت كاوس الثالثة، ولكن وفي خلال عقدين من وفاتها جف نهر النيل ودمر التغير المناخي المملكة الفرعونية وأحالها إلى خراب وزوال.
ويعتقد الخبراء أن نفس الشيء يمكن أن يحدث في المستقبل القريب مع ازدياد تأثير التغير المناخي.
يقول البروفسور ميروسلاف:”لقد كانت حقا حقبة مفصلية تلك التي بدأت فيها المملكة القديمة تواجه جملة من المسائل المهمة كظهور الديمقراطية، التأثير الطاغي للمحسوبية والتحيز بالإضافة للدور السلبي لمجموعات المصالح … هذا كله نتج عنه انهيار وتفكك عصر بناة الأهرامات”.
ويضيف: “لعدم حصول أي فياضانات مجدية، لم يكن هنالك حصاد ذو قيمة ما نتج عنه بالمحصلة تحصيل ضريبي سيء أضعف الوسائل التمويلية للدولة وعصف بتماسكها و قدرتها على فرض إيديولوجيتها.”
وبالإضافة لرفاة العائلة الملكية الفرعونية، تمكن العلماء من اكتشاف قطع أثرية قديمة تضمنت أدوات فخارية يمكن لمحتواها الكربوني أن يكون مصدر معلومات مهم عن تاريخ تلك الحقبة الغابرة.
ويقول البروفسور بارتا إن هذه الاكتشافات المهمة ستوفر معلومات قيمة عن تاريخ الحقب الغابرة والتي ستساعد إنسان هذا العصر على الاستدلال على أن البشرية المثابرة لم تتغير منذ الأزل، محذرا في نفس الوقت من الركون والاكتفاء بالتكنولوجيا الحديثة ومشددا على ضرورة الاستفادة من الموروث التاريخي.
ويضيف: “يمكن للمرء أن يرى في التاريخ الغابر ممرات لتاريخانا المعاصر والذي يواجه العديد من التحديات الداخلية والخارجية، دراسة الماضي تمكن من فهم الكثير عن الحاضر فنحن لا نختلف عن القدماء والقول بأن الزمن الغابر كان مختلفا وأن أناسه كانوا مختلفين هو اعتقاد خاطىء.”
وفي تأكيد على التشابه الحتمي بين الماضي والحاضر، أوضح باتا: “إذا ما سلمنا بأن الانهيار هو حقيقة، إذن يمكن لنا النظر للنهاية والزوال كجزء من الحركة الطبيعية للأشياء وكواحدة من الخطوات الضرورية في العملية المؤدية للبعث.”
قائلا: “عندها فقط يمكن لنا أن نقوم بشيء حيالها.”
وكان وزير الآثار المصري ممدوح الدماطي أعلن اكتشاف مقبرة أثرية باسم ملكة فرعونية جديدة لم تكن معروفة لعلماء الآثار من قبل، تدعى خنت كاوس الثالثة، من عصر الأسرة الخامسة من الدولة القديمة.
وأوضح الدماطي أن المقبرة اكتشفتها بعثة المعهد التشيكي للآثار المصرية في منطقة أبو صير الأثرية، جنوب محافظة الجيزة، وأنها عثرت على 24 إناء من الحجر الجيري، و4 أدوات نحاسية تمثل جزءاً من الأثاث الجنائزي لصاحبة المقبرة، بالإضافة إلى كتابات سجلت على الجدران الجانبية لحجرة الدفن تحمل بين سطورها اسم وألقاب صاحبة المقبرة، وهي “زوجة الملك” و”أم الملك”.
وقال أحد أعضاء البعثة يارومير كريتشي إن لقب “أم الملك” على درجة كبيرة من الأهمية التاريخية، مرجحاً أن تكون الملكة دفنت في عهد الملك “نيوسر رع”، إذ عثر على خاتم طيني يحمل اسمه داخل المقبرة وهذا “يدفعنا إلى القول بأن خنت كاوس الثالثة هي أم الملك منكاو حور خليفة نيوسر رع”.
وقال مدير البعثة التشيخية ميروسلاف بارتا إنه من خلال هذا الكشف تعرفنا إلى جزء مجهول من تاريخ الأسرة الخامسة، يفتح المجال أمام مزيد من الدراسات للوصول إلى شجرة عائلة هذه الملكة الفرعونية المجهولة.