لمن ينبهرون بمثالية الغرب ويتنصلون من عروبتهم..

 
كلما كان الحديث عن العدالة والديمقراطية والمساواة ذكرنا دول الغرب، وتمنينا لو صرنا بنفس صفاتهم .. بل وتمنينا لو لم نكن عرب وكنا منهم..
الاحداث الاخيرة التي حصلت في بعض الدول الاوروبية تخبرنا أنهم عكس ما ارغمونا على وصفهم به، وانهم لن يرضوا علينا حتى ولو اتبعنا ملّتهم ..
وسوف يكون الحديث بالتحديد عن ما وقع مؤخرا بفرنسا ،من اعمال عنف وتفجير …
لا يختلف اثنان علي كون هذه الاحداث بشعة وتنافي مبادىئ الانسانية ،ومن قاموا بها لا يمكن ان يصنفوا ضمن قائمة البشر…
أكّدوا في الكشف عن هوية هؤلاء أنهم مسلمين وبعضهم عرب ، دون الإشارة إلى ان هؤلاء نشأوا وتربوا في فرنسا بغض النظر عن اصولهم.
من قام بهذه الاعمال الاجرامية هم من ابناء فرنسا  من داخلها وليس من الخارج.
ورغم ذلك قامت الدولة الفرنسية  بادخال تعديلات على الدستور، وأدخلوا عليه بعض البنود التي تنص على سحب الجنسية من كل من تورط في أعمال عنف أو ارهاب حتى لو كان من مواليد فرنسا.
هذا التعديل يا معجبي الغرب قبل أن تتخلوا عن عروبتكم !! دفع وزيرة العدل الفرنسية إلى تقديم استقالتها قبل التصويت على الدستور الجديد بحوالي نصف ساعة، واضعة الرئيس الفرنسي في موقف حرج وقالت ( من يريد الصمود عليه الرحيل )
الوزيرة الفرنسية اعترضت علي هذه التعديلات لانها ضد الانسانية وتنافي الاعراف وتُميل كفة  ميزان العدالة .
فمن يملك جنسية مزدوجة ربما يحتفظ بجنسيته الاصلية ،لكن من لا يملك سوى الجنسية الفرنسية كيف سيكون مصيره بعد سحب هويته منه !!؟؟
هل سوف يعتبر ميتا او مفقودا او كانه لم يولد أم ماذا يا فرنسا !!!؟؟؟؟
ماذا تفعل الام باطفالها الذين نشأوا وترعرعوا بين احضانها !! ألم تجعلونا نحسد من يولد في أوروبا لانه يحظى بالجنسية الاوروبية فور ولادته !!
أوشكنا نتبرأ من عروبتنا بسبب أوهام اثبتتها المواقف ..
لسنا ندافع عن من قتل وخرب وتعدى على أمن الأبرياء، وإنما هي قضية مبدأ وتبني المثالية الزائفة.
تستحضرني حادثة جرت من سنوات في إحدى تصفيات كأس العالم النهائية ،عندما قام اللاعب زين الدين زيدان بصفع لاعب ايطالي بسبب أن هذا الاخير تلفظ بكلمات مشينة على اللاعب زيدان وعلى والدته.
اثر هذا الحادث خرج الرئيس الفرنسي آنذاك وقدم اعتذار، وذكر أن اللاعب زين الدين زيدان هو من اصول جزائرية كي يبعد الشبهة عن اللاعبين الفرنسيين ،رغم ان زين الدين زيدان من مواليد فرنسا ولا يتكلم حتى العربية.
 
هذا اللاعب نفسه كان في مباريات كأس العالم التي سبقتها يسمى $$ زيزو $$ ولم نعلم انه من أصول جزائرية ،و في تلك السنة كان هو سبب فوز الفريق الفرنسي بكاس العالم .
في كل موقف أو حدث يتعمدون تذكيرنا اننا لسنا منهم ولن نكون .
الإرهاب والتطرف آفة عالمية تجتاح العالم بأسره. وليس العرب من أوجدوا هذه الظاهرة بل عرفناها وسمعنا عنها من قديم الزمان ،من عهد الاستعمار والإبادات الجماعية ومن قصص المافيا وهيروشيما ….الخ 
لا يبرر هذا ما يرتكبه ابناء المسلمون من مجازر وجرائم بشعة، ولا يُخلي مسئولية دولهم تجاههم. وانما وجب وضع الأمور في نصابها.
ناقوس الخطر دق . وعلينا التحرك وبسرعة لإستعادة ما فقدناه .
وليس علينا اقناع الغرب بسماحة ديننا وتجميل صورتنا لديهم  ، بقدر ما علينا تجميل صورتنا لدى أنفسنا أولا ،وإحتضان ابنائنا ، وإنقاذهم من سيول الارهاب والتطرف.
 وسن قوانين تضمن اللحمة الوطنية وتحافظ على توازن المجتمع  وتماسكه.
ومتي ما رأينا انفسنا في أحسن صورة فسوف تكون الصورة ذاتها التي يرانا بها العالم بأسره .
وبدل من أن نتنصل من عروبتنا علينا أن نكون في مستوى الانتساب إليها … ساعتها سوف نفتخر بها في كل العصور والازمان.
 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *