في ظل توتر الأوضاع في ليبيا، وورود إشارات على تدخّل غربي قريب لمكافحة الإرهاب، شهد المعبر الحدودي رأس جدير بين تونس وليبيا تدفّق عدد كبير من المواطنين الليبيين إلى تونس هرباً من هول الحرب.
ودخل التراب التونسي، قادماً من ليبيا، أكثر من ألفي مواطن ليبي، في الـ24 ساعة الماضية، وسط عمليات مراقبة وتفتيش دقيق وتثبت من الهويات من طرف الوحدات الأمنية في معبر رأس جدير.
ولم تقتصر الحركة على دخول الليبيين إلى تونس خوفاً من تدهور الأوضاع في ليبيا، ولكن معبر رأس جدير شهد كذلك دخول أكثر من 60 عاملاً مصرياً في ليبيا، اليوم، وينتظر أن يتمّ ترحيلهم عبر مطار جربة جرجيس الدولي بحضور ممثل عن السفارة المصرية بتونس.
وخوفاً على سلامة بقية المصريين العاملين في ليبيا، فقد رفض العمال المصريون القادمون من ليبيا الإدلاء بأية تصريحات تشير إلى حقيقة الوضع من الأماكن التي قدموا منها، في ربوع ليبيا.
وأكد محللون أنّ تمدّد تنظيم “داعش”، وبقية المجموعات المسلحة المارقة عن القانون في مناطق عديدة من ليبيا، هو ما يثير تخوّفات كبرى لا للدول المجاورة فقط بل كذلك للدول الغربية، خاصة أنّ محاولات عديدة من تنظيم “داعش” تستهدف السيطرة على الهلال النفطي.
ولم يتّفق الليبيون إلى حدّ الآن على حكومة وحدة وطنية بقيادة فائز السراج، رغم ضغوط من العديد من الدول الغربية للقبول بالأسماء التي شكلت الحكومة، حتى تتّجه نحو بسط الاستقرار المنشود منذ خمس سنوات.
ويحتفل الليبيون في السابع عشر من الشهر الجاري بالذكرى الخامسة للثورة الليبية التي أطاحت بنظام العقيد معمر القذافي.
وشهد معبر رأس جدير من الجانب الليبي، قبل أقل من أسبوع، وعلى بعد مئات الأمتار، تبادلاً لإطلاق النار بين أطراف ليبية مسلحة، جعلت السلطات التونسية تغلق المعبر لفترة قصيرة، وهو ما يؤكد الوضع الأمني الصعب الذي تعيشه ليبيا، ويؤثر تأثيراً سلبياً على الوضع الداخلي لتونس.
وأعلن وزير الخارجية التونسي منجي الحامدي، في السادس من شهر مارس 2014، على هامش مؤتمر دولي لدعم ليبيا، أنّ عدد الليبيين المقيمين في تونس بلغ مليوناً و900 ألف ليبي رغم الوضع الاقتصادي الصعب الذي تعيشه البلاد.