احتج المئات من الإيرانيين والعرب والبريطانيين وسط لندن اليوم ضد مشاركة وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف في مؤتمر المانحين لسوريا معبرين عن إدانتهم لتدخلاته في شؤون المنطقة وتزايد عمليات الاعدام التي ينفذها ضد أبناء شعبه.
لندن: نظم المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية بالاشتراك مع اللجنة البريطانية البرلمانية (إيران حرة) وناشطين إيرانيين وعرب في المملكة المتحدة اليوم وقفة احتجاج امام مقر المعهد الملكي للشؤون الدولية (تشاتام هاوس) وسط لندن ضد مشاركة وزير خارجية إيران محمد جواد ظريف في مؤتمر المانحين لسوريا الذي بدأ اعماله الخميس في لندن ن حيث حمل المحتجون صورا لزعيمة المجلس مريم رجوي وشددوا على ضرورة محاسبة النظام الإيراني لدعمه (دكتاتور) سوريا بشار الاسد وأكدوا ان التدخلات الإيرانية في دول المنطقة قد اشعلت الحروب الاهلية فيها.
واستنكر المحتجون تصاعد حملة الاعدامات بشكل غير مسبوق في عهد الرئيس الإيراني حسن روحاني الذي يصفه الغرب بالمعتدل.
ومن موقع الاحتجاج قال عضو لجنة الشؤون الخارجية في المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية حسين عابديني في تصريح إلى (إيلاف) ان مشاركة ظريف في مؤتمر المانحين هي محاولة من النظام الإيراني للتغطية على دعمه لنظام الرئيس السوري بشار الاسد وجرائمه ضد الشعب السوري.
وتسال قائلا: كيف يمكن أن تساعد إيران في دعم الشعب السوري عبر هذا المؤتمر وهي شريك فعلي في عمليات إبادته. وأضاف أن النظام الإيراني وجرائمه في سوريا هي المشكلة الرئيسية في هذا البلد وجميع أنحاء الشرق الأوسط. وأشار إلى أنّ اشراك هذا النظام في حل الأزمة السورية بمثابة صب الزيت على الحريق حيث انه السبب الرئيسي لبقاء بشار الأسد واستمرار المذابح ضد الشعب السوري.
وقال إن النظام الإيراني قد أرسل اكثر من 5000 من القادة والافراد التابعين للحرس الثوري الإيراني وعشرات الآلاف من المرتزقة الأجانب من العراق ولبنان وأفغانستان وباكستان إلى سوريا لتقديم الدعم اللوجستي والعسكري الكامل لنظام الأسد.. كما انفق النظام الإيراني عشرات المليارات من الدولارات من ثروة الشعب الإيراني من أجل الحفاظ على الأسد في السلطة.
وحذر من أنّ دعوة ظريف وغيره من المسؤولين الإيرانيين للمشاركة في حل الأزمة السورية ما هي إلا تشجيع لهذا النظام على المزيد من الحروب في المنطقة وتصدير التطرف الإسلامي والإرهاب وهو ما يشكل إهانة كبيرة للشعبين إلإيراني والسوري اللذين يواجهان قمع نظام طهران ومرتزقته.
برلمانيون بريطانيون
ومن جهتها دعت اللجنة البرلمانية البريطانية (إيران حرة) لان تكون مسألة حقوق الإنسان في إيران عاملا أساسيًا في علاقة بريطانيا معها ودعوا الحكومة البريطانية إلى ابلاغ حكام إيران بان سلوكهم القمعي تجاه شعبهم امر غير مقبول.
وشدد ت اللجنة في بيان صحافي حصلت (إيلاف) على نصه رفضها لوجود نظيف في لندن وأكدت على ضرورة الوقوف ضد التدخلات الإيرانية المتنامية في المنطقة… وأشارت إلى أنّ دعوة ظريف إلى مؤتمر المانحين لسوريا في وقت يستمر نظامه في توفير الدعم المالي والعسكري لنظام الأسد ويشارك في ذبح الشعب السوري من خلال الحرس الثوري وحزب الله اللبناني يشكل إهانة للكثيرين من الضحايا العزل وخطوة تؤدي إلى تكثيف أزمة اللاجئين في أوروبا.
وشددت اللجنة على أنّ إيران هي مصدر عدم الاستقرار في المنطقة.. وقالت انه لا شيء في سلوك النظام الإيراني يبرر الترحيب بوزير خارجيته إلى المملكة المتحدة وخاصة للمشاركة في اجتماع يعقد في أم جميع البرلمانات والديمقراطيات في العالم في وقت يحرم نظامه ملايين الإيرانيين من تطلعاتهم الديمقراطية ويقمع حرية الكلام والتعبير والتجمع من قبل قوات الأمن الوحشية.
وأشارت اللجنة إلى أنّه في تقرير مروع في 26 كانومن الشهر الماضي فقد كشفت منظمة العفو الدولية عن تعرض مئات الإيرانيين إلى تنفيذ احكام الاعدام ضدهم وان هناك الان 160 إيرانيا على الأقل ينتظرون تنفذ الحكم نفسه ضدهم. وأشارت إلى تزايد اعداد الاعدامات في إيران منذ تولى روحاني الرئاسة قبل عامين ونصف العام حيث تم اعدام اكثر من الفي إيراني بينهم 63 أمرأة.
وطالبت اللجنة البريطانية البرلمانية لحرية إيران الحكومة البريطانية وغيرها من الحكومات الأوروبية إلى جعل تحسين علاقاتها مع إيران أمرًا مرهونًا بوضعية حقوق الإنسان هناك وخاصة وقف الاعدامات والشنق العلني والتعذيب والاعتقالات التعسفية وكذلك الإفراج الفوري عن جميع أسرى وسجناء الرأي والمعارضة السياسية.
وشددت اللجنة على ضرورة ممارسة الحكومة البريطانية والاتحاد الأوروبي للضغوط على النظام الإيراني لتحقيق هذه الأهداف وبعكسه اتخاذ تدابير عقابية ضد المسؤولين الإيرانيين عن الفظائع التي يرتكبوها والتوضيح لهم بأن سلوكهم في المنطقة وتجاه شعبهم أمر غير مقبول.
وفي وقت سابق اليوم انطلقت في العاصمة البريطانية، أعمال المؤتمر الدولي للمانحين من أجل سوريا حيث يجتمع زعماء العالم في المؤتمر من أجل جمع 9 مليارات دولار للمتضررين من الحرب في سوريا حيث يهدف المؤتمر لتمويل تعليم وتشغيل اللاجئين السوريين.
ويتوقع أن يشارك في المؤتمر الرابع من نوعه 70 من زعماء الدول بينهم رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون والمستشارة الألمانية أنغيلا ميركل..