الوداع يا أمي …..
الداعشي : امي سوف اذهب كي ادخل الجنة .
الام : الجنة !! وهل توجد في دنيانا جنة يا ابني!!؟؟
الداعشي : الجنة في السماء عند الله يا أمي ما خطبك!!؟
الأم : اعرف انها عند الله فكيف سوف تصل لها!!؟؟
الداعشي : طريقها قصير وسهل يا امي !
هذا الحزام سوف يوصلني الى حور العين.
الام : واي حزام هذا يا ابني؟
الداعشي : حزام ناسف انا اطلق عليه حزام الشهادة .. حزام الجنة … وحووور العين..
الأم : يا إلهي هل تنوي الانتحار يا ولدي!!
هل سوف تموت ميتة الكفار وتحرق قلب امك عليك؟؟
الداعشي : أتُسمين الشهادة كفر يا أمي ..الحمد لله أن رئيس الجَنّة ومشرفي الشهادة وأولياء أمور حور العين ليسوا موجودين وإلا صرتي في عداد الغابرين .
ارجو من الله أن يهديكي يا أمي وترزقي الشهادة مثلي!!
الأم : عن أي شهادة تتحدث يا ابني هؤلاء يضللونك ويخرجونك من ديننا الحنيف الاسلام دين السلام.
الداعشي : اسمعي يا أمي جماعتنا وجدوا حلا جذريا لمشاكلنا ..استمعوا لنا وأوجدوا لنا الحلول.
الأم : عن أي حلول تتكلم يا ابني اشعر ان روحي تفارق قلبي انت تُحمِّلني فوق طاقتي وانا أمك التي انجبتك.
الداعشي : لم نعد بحاجة إلى المعاناة بسبب البطالة والفقر والتهميش والمحسوبية والواسطة وكل أمور الدنيا المؤلمة.
حزام الجنة يتكفل بحل كافة مشاكلنا نضغط علي الزر نفجر انفسنا نحرص على قتل اكبر عدد ممكن
من البشر.. ولنا جنة عرضها السماوات والارض نعيم ما بعده نعيم & وبدل من الزوجة زوجات & دون عمل ولا عناء …أرأيتي يا أمي!!؟؟
الأم : يا ويلي ويا حزني ويا حسرة قلبي علي فلذة كبدي ..ضاع أملي وإنكسر قلبي ولازم الدّمع عيني!!
الداعشي : ولما الحزن يا أمي أنا ذاهب الى الجنة.
الأم :ومن أخبرك بذلك يا ولدي!!؟؟
الداعشي : رئيس الدواعش .منح كل منتحر منا بطاقة للجنة وبشرنا بحور العين فلما الحزن ياأمي؟
الام :يا إبني الجنة لا يعلم أمرها إلا الله !!
وليس لبشر علم بها .
الداعشي : في أمان الله .
الام : مهلا .. امسكني يا إبني أخشى أن أقع ولن أقوم أبدا.. تحملت مرارة الحياة ..صبرت على ظلم الأهل .. تجرعت الآلام ولم اتفوّه بكلمة اتدري لماذا يا ابني لانني كلما أردت الشكوى نظرت إلى وجهك فتراجعت …كان يكفيني أن تكون بخير فما تظن حالي بعدك يا فلذة كبدي!!؟؟
الداعشي : اتركيني أذهب أمي فهناك سوف أكون أفضل بكثير!!
الأم : تعال الى صدر أمك يا إبني دعني اضمّك كي يُعيدك حناني الى رُشدك.
الداعشي: فات الأوان يا أمي .. أين حُضنك وأبي عندما كنت طفلا احتاج دقائق من وقتكما وتبخلان به علي …أين أنت وأبي عندما كان مدير مدرستنا يشتمنا بسبب حلق شعورنا ويتغاضى عنا عندما نرسب ..استلم الشهادة ولا أحدا منكما يطلب الإطلاع عليها … تمنيت أن اصبح دكتور أو مهندس أو أُستاذ ولم أبُح بذلك إلا اليوم لأن احدا لم يسألني…رغم أنني كنت بينكما .. زعيم الدواعش سألني …زعيم الدواعش استمع إلي … ولم أكن قريب منه … زعيم الدواعش وعدني أنه سوف يُحقق لي كل ما حلمت به طوال حياتي فقط علي أن أُفجر نفسي.
الأم : لا تُمِت قلب أمَّك من الحسرة يا بُني…لا تُمزق فؤادي وتَكتم أنفاسي فبدونك لن يغادر نَفَسي صدري وسوف أسبِقُك إلى القبر…
يا إبني ربما قصرت أنا ووالدُك تجاهك لكننا نحبك ولا نرضى لك السوء .. إرجع إلينا وسوف نفعل خيرا..
الداعشي : الخير ينتظرني هناك في السماء ..
أنا ذاهب يا أمي أين سوف تتحقق كل أحلامي
أخبري أخي أنني أحبه وتأكدي يا أمي انك ووالدي بقلبي… الوداع …