شهدت الدورة الـ23 من معرض دبي العالمي للقوارب التي اختتمت فعاليتها أخيراً إقبالا واسعاً من زوار المعرض من مختلف دول العالم، والتي توافدت للاطلاع على أحدث تصاميم اليخوت والقوارب ومعدات الملاحة البحرية الترفيهية التي تعرضها أكثر من 800 شركة وعلامة تجارية من 54 دولة منها مجموعة من أبرز الشركات الإماراتية المصنعة لليخوت والقوارب؛ فيما يبلغ عدد المنتجات المعروضة هذا العام 430 قارباً ويختاً تصل قيمتها إلى نحو مليار درهم، منها45 إطلاقا جديداً على المستويين العالمي والإقليمي.
وأفاد عارضون محليون ودوليون أنهم حققوا عوائد مجزية من خلال مشاركتهم في الحدث الدولي وقالوا إنهم اغتنموا فرصاً تجارية عديدة أتيحت لهم على مدار الأيام الخمسة للحدث الأكبر في قطاع الملاحة البحرية والترفيهية في المنطقة، وفقاً لما نقلته وكالة الأنباء الإماراتية “وام”.
“الكود الإماراتي لليخوت”
وأكد مجلس دبي للصناعات البحرية والملاحية أن قيمة قطاع الملاحة الإماراتي يبلغ حوالي 61 مليار دولار، حيث شهدت دولة الإمارات خلال العام 2014 بناء 386 يختاً يزيد طولها عن 24 متراً، بزيادة قدرها 8 بالمئة عن العام 2013، كما توقع المجلس أن إنشاء هيئة الإمارات للتصنيف وتقديم أول لوائح تشريعية في العالم تحكم اليخوت الخاصة، وهي “الكود الإماراتي لليخوت”، سيكون له دور كبير في دعم تطور القطاع.
وقالت شركة “غلف كرافت” الإماراتية لصناعة القوارب واليخوت، والتي تحتل المرتبة التاسعة عالمياً في صناعة اليخوت الفاخرة، وفقا لمجلة “شو بوتس إنترناشيونال”، إن المعرض يشكل منصة مثالية لإطلاق أحدث يخوت وقوارب الشركة من دبي إلى الأسواق العالمية. وأضافت أن خطوط الإنتاج للشركة خلال عام 2015 تنوعت ما بين التصاميم المبتكرة والحديثة لليخوت السوبر والأحجام المتعددة، وراعت خلال التنفيذ أعلى معايير الجودة والدقة في الأداء، بالإضافة لحرصها على تقديم منتجات صديقة للبيئة البحرية وذات قيمة مضافة بهدف إثراء تجربة العملاء
دبي مركز عالمي لصناعة اليخوت
وقال إروين بامبس، الرئيس التنفيذي لشركة غلف كرافت، إن دبي باتت مهيأة تماماً لتصبح مركزاً ملاحياً عالمياً ومركزاً للتميز في صناعة اليخوت، مشيراً إلى ارتفاع نسبة الثراء في الإمارة، وزيادة الاهتمام بأسلوب الحياة المتمحور حول البحر، علاوة على جاذبية دبي كعلامة تجارية ترتبط بالتميز، وأضاف: “التنظيم والتكامل في القطاع هما الأساس لتحقيق المصداقية على الساحة الدولية، وما الإعلان حديثاً عن الكود الإماراتي لليخوت إلا أصدق مثال على ذلك، ومن شأن اللوائح التنظيمية الجديدة، التي تعتبر الأولى على مستوى العالم لليخوت الفاخرة الخاصة، وضع دولة الإمارات على الخريطة فيما يتعلق بإنتاج مراكب من طراز عالمي رفيع”.
من جهته، أكد محمد حسين الشعالي، رئيس مجلس الإدارة لشركة “غلف كرافت”، في لقاء له مع “العربية.نت” أن الملاحة البحرية في الخليج حافظت على مكانتها كإرث حضاري لتراث الأجداد، ولا تزال إحدى الهوايات المفضلة للجيل الحديث، حيث إن متعة اقتناء قارب أو يخت لا تعادلها أي متعة أخرى، خصوصاً لمحبي الصيد والرياضات البحرية في الهواء الطلق.
وكشفت الشركة خلال المعرض عن طراز “ماجيستي 122″، وهو أحدث يخوت السوبر في مجموعة “ماجيستي”، بالإضافة لإطلاقها لعلامتها الجديدة من مجموعة يخوت “نوماد” والمصممة لتلبية شغف محبي الملاحة البحرية للرحلات الطويلة وتزويد العملاء بإمكانات هائلة لاستكشاف عرض البحار والمحيطات، مقرونة بأعلى درجات الأمان والراحة.
وقال الشعالي، “يجسّد اليخت “ماجستي 122” قدرة جلف كرافت على الإبداع والابتكار، كما أننا نعتبره نموذجاً لاهتمامنا الكبير بتلبية متطلبات عملائنا واحتياجاتهم، خصوصاً في اختيار التصاميم والمكونات الراقية التي تناسب مختلف الأذواق وتتوافق مع البيئة البحرية.
ويُعتبر يخت السوبر “ماجستى 122″، والذي يعادل قيمتة 11 مليون دولار، أحدث إضافة إلى مجموعة يخوت “ماجستي” الفاخرة، التي تواصل جهودها لتقديم الجديد والمميز لعملاء المنطقة في قطاع الملاحة البحرية الترفيهية ذات الطابع الفخم، وجرى تصميم هذا اليخت ليلائم نمط الحياة في منطقة البحر الأبيض المتوسط.
ويضم “ماجستي 122” أماكن إقامة فاخرة لعشرة ضيوف في خمس غرف داخلية واسعة، بالإضافة لمطبخ كامل التجهيز للمناسبات الخاصة. ويمكن أن يتسع كراج اليخت الواقع في الجزء الخلفي لمركب خدمات ولزورقين “جت سكي” بثلاثة مقاعد، ما من شأنه الإسهام في رفع مستوى الترفيه والاستجمام خلال الرحلة.
وأشار الشعالي إلى أن الشركة تعتزم إنشاء مصنع جديد في مدينة دبي الملاحية، بقيمة تبلغ كلفتة الإجمالية 100 مليون دولار، ما يعادل 367 مليون درهم.
وأضاف أن حجم إنتاج الشركة يبلغ في الوقت الحالي 45 يختاً و400 قارب سنوياً، فيما تصدر الشركة نحو 70% من إنتاجها لأسواق خارجية، لافتاً إلى أن “سوق اليخوت والقوارب تشهد نمواً يقدر بنسبة 15% سنوياً محلياً”.
وقال إن “الشركة حالياً في مرحلة تصميم المصنع الجديد، فيما ستبدأ خطوات الإنشاء والتطوير خلال عام ونصف العام، على أن يتم التشغيل والإنتاج خلال فترة تراوح بين أربعة وخمسة أعوام المقبلة”، مبيناً أن “المصنع، الذي يستهدف تصدير نحو 60% من إنتاجه، سيتخصص في إنتاج اليخوت الكبيرة، المعروفة باسم “اليخوت السوبر”، وذلك بهدف مواكبة نمو الطلب على تلك النوعية من اليخوت محلياً وإقليمياً”.
إلى ذلك، شهد الشيخ سيف بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية خلال المعرض حفل توقيع مذكرة التفاهم بين كليات التقنية العليا وشركة الخليج لصناعة القوارب “غلف كرافت” بحضور الفريق سيف عبدالله الشعفار وكيل وزارة الداخلية وذلك في إطار فعاليات معرض دبي العالمي للقوارب، ويتم بموجب توقيع المذكرة توفير فرص التدريب العملي والميداني وتعليم الطلبة الدارسين في برامج الهندسة البحرية في الكليات.