لم تعد المعادلة الايرانية مبنية على ماکانت عليه خلال الاعوام السابقة بين نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية من جهة، وبين المقاومة الايرانية التي تمثل منظمة مجاهدي خلق عمودها الفقري من جهة أخرى، خصوصا بعد التراجعات الکبيرة لطهران و على مختلف الاصعدة و الهزائم العسکرية و السياسية الشنيعة التي لحقت بها في سوريا و اليمن، وبعد الانتصارات السياسية المبينة التي حققتها المقاومة الايرانية على أکثر من صعيد و أکدت بقوة على دورها و حضورها الاقليمي و الدولي.
المقاومة الايرانية و بفعل الامکانيات الکبيرة لطهران و تأثيرات العلاقات الاقتصادية و السياسية على الاوضاع و الامور، فقد نجحت في فرض حالة من الحصار السياسي و الاعلامي على المقاومة الايرانية وصلت الى حد إدراجها کذبا و بهتانا ضمن قائمة المنظمات الارهابية، غير إن القيادة الفذة و الحکيمة للسيدة مريم رجوي، رئيسة الجمهورية المنتخبة من جانب المقاومة الايرانية، حققت المعجزة بکسر ذلك الطوق و إثبات حقيقة إن قدرات الاحرار المناضلين من أجل الحرية و الديمقراطية و العدالة الاجتماعية لايمکن أن يحددها شئ، وقد لفتت السيدة رجوي أنظار کل أحرار العالم بقيادتها الرشيدة هذه و أثبتت إمکانياتها و قدراتها الخلاقة في قيادة الشعب الايراني و المقاومة الايرانية نحو شواطئ الامان و الخلاص.
المٶتمرات الدولية المختلفة التي أثبتت السيدة رجوي دائما حضورها الاستثنائي فيها کممثلة و معبرة عن أماني و طموحات الشعب الايراني، وکذلك تحرکاتها و نشاطاتها المتواصلة دونما إنقطاع، جاء دليلا حيا على مدى حرصها الکبير على مصالح و تطلعات الشعب الايراني و على عزمها المتناهي من أجل تحقيق تلك المصالح و التطلعات و خصوصا في الحرية و الديمقراطية، وأثبت في نفس الوقت جدارتها بکونها زعيمة في مستوى المسٶولية المناطة بها. إلقاء نظرة على الاوضاع المتعلقة بکل من نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية من جانب و المقاومة الايرانية من جانب آخر، يبين و بمنتهى الوضوح إنه و بقدر مانجد إن طهران تسجل تراجعات عسکرية و سياسية و أمنية و إقتصادية على مختلف المجالات، فإننا نجد وفي مقابل ذلك تقدما غير عاديا للمقاومة الايرانية على مختلف الاصعدة و إستمرار في تحقيق الانتصارات السياسية المبينة، وهذا مايبين بشکل أو آخر معالم المرحلة القبلة التي تنتظر إيران و التي ستکون فيها للمقاومة الايرانية الدور الاکبر