مصدر مطلع في حزب “نداء تونس”، وهو حزب الرئيس التونسي الحالي، أن الحزب يعيش أزمة هيكلية تعصف بوحدته، وذلك منذ استقالة مؤسسه، الباجي قائد السبسي، بعد انتخابه رئيساً للجمهورية.
وأعلن الناطق الرسمي باسم الحزب، الأزهر العكرمي، أنه تقرر تأجيل موعد انتخاب المكتب السياسي لـ”نداء تونس”.
ويرجع ذلك إلى وجود خلافات كبيرة بين الروافد المكونة للحزب حول نسبة تمثيلها في أعلى هيكل تسييري في الحزب، حسب ما قاله النائب مصطفى بن أحمد لـ”العربية.نت”.
يذكر أن بن أحمد أعلن استقالته من كتلة “النداء” بالبرلمان التونسي، احتجاجاً على ما قال إنها “مماطلة في انتخاب المكتب السياسي”.
وبحسب المراقبين للحياة الحزبية في تونس، فإن ما حدث ويحدث في حزب “نداء تونس” كان منتظراً لأن هذا الحزب يضم أربعة روافد متنافرة.
وفي هذا السياق، أكد نجم الدين العكاري، رئيس تحرير مجلة “الأنوار” التونسية الأسبوعية، في تصريح لـ”العربية.نت”، أن “هذا الحزب الذي تأسس قبل سنتين، حول شخصية رئيسه الباجي قايد السبسي، من أجل الحد أو وقف سيطرة حزب النهضة الإسلامي، تراجع حضوره السياسي، بمجرد الفوز في الانتخابات البرلمانية، ووصول زعيمه السبسي للرئاسة”.
ورأى العكاري أن “هذا الحزب بدأ يعرف تناقضات في الروافد المكونة له، التي لم يكن يجمع بينها غير العداوة للإسلاميين”، حسب تعبيره.
كما اشتدت التباينات داخل الحزب بسبب ما سماه العكاري بـ”التنافس حول غنيمة السلطة”، وعلى قيادة الحزب بعد استقالة عدد من قادته الذين التحقوا بمؤسسة الرئاسة أو بالحكومة.
وشدد العكاري على أن هذه الأزمة التي تضرب الحزب الأكبر في البلاد، والذي يتولى مقاليد الحكم، من شأنها أن تنعكس سلبا على الاستقرار السياسي العام وعلى أداء الحكومة.
تجدر الإشارة إلى أن التنازع على الصلاحيات وشرعية قيادة الحزب وتسييره قائم بين “الهيئة التأسيسية”، أي العناصر المؤسسة، و”الكتلة البرلمانية” (التي تضم نواب الحزب في البرلمان) و”مستشاري الرئيس”. وهو تنازع مرده لكون الحزب لم ينجح إلى حد الآن في عقد مؤتمره التأسيسي، وإفراز قيادات شرعية ومنتخبة.