لأول مرة منذ أن تداولت وسائل الإعلام الدولية الوضع الصحي للمرشد، بثت وسائل الإعلام الإيرانية صورا له اليوم الأحد، وهو يستقبل مسؤولي شؤون البيئة في إيران.
علماً أن مصادر إعلامية روسية وثم إسرائيلية كانت أعادت إلى الضوء مجدداً مسألة الوضع الصحي للمرشد الإيراني علي خامنئي الذي يعاني من سرطان البروستات وذكرت وكالة “اينترفاكس” الروسية في الخامس من الشهر الجاري أن خامنئي نقل إلى قسم الطوارئ بأحد مستشفيات العاصمة طهران.
فمنذ أن خضع المرشد الأعلى للنظام في إيران علي خامنئي لجراحة سرطان البروستات في الثامن من سبتمبر الماضي أثيرت تكهنات عدة حول وضعه الصحي وحول من يخلفه كـ”ولي فقيه” أي المرشد المطلق الصلاحية في البلاد.
وكانت صحيفة “لو فيغارو” الفرنسية نشرت تقريرا لها في مطلع الأسبوع الماضي يؤكد استنادا إلى مصادر استخباراتية غربية أن حظوظ المرشد الأعلى الإيراني في البقاء على قيد الحياة محصورة بسنتين لأن سرطان البروستات الذي يعاني منه بلغ المرحلة الرابعة وهذا يعني تفشي الخلايا الخبيثة وتمددها إلى سائر أعضاء جسمه موضحا أن الأطباء يرون: “بما أن آية الله خامنئي يبلغ الـ76 من العمر فإن حظوظ بقائه على قيد الحياة هي حوالي سنتين فقط”. ورأت الصحيفة في تقريرها أنه نظراً للخلافات المتوقعة فإن الصراع على خلافة خامنئي سيبدأ مبكراً.
أطباء خامنئي روس
وبهدف تسليط الضوء على ذلك تحدثت “العربية.نت” مع خبيرين في الشأن الإيراني الدكتور علي رضا نوري زاده والدكتور حسن هاشميان اللذين أكدا أن الوضع الصحي لخامنئي “حرج” ودقيق.
وقال نوري زاده مدير مركز الدراسات العربية الإيرانية لـ”العربية.نت”، إن خبر انتقال خامنئي للمستشفى مؤكد، إذ نقل قبل أسبوعين لإجراء بعض التحاليل وتلقي العلاج الليزري والكيمياوي.
وأضاف أن الفريق الحالي الذي يشرف على علاج خامنئي مكون من أطباء روس خلافا للسابق، حيث كان يعالج من قبل فريق مكون من أطباء إيرانيين وصينيين وهذا ما يفسر تسريب خبر خضوع خامنئي إلى وسائل إعلام روسية من قبيل وكالة “إينترفاكس” للأنباء.
وحول انتخاب رئيس لمجلس خبراء القيادة الذي مهمته اختيار المرشد الجديد في حال وفاة المرشد الحالي أردف يقول: “ينشط رفسنجاني بقوة من خلف الستار بهذا الخصوص وهو لا يقبل بهاشمي شاهرودي ليصبح رئيسا للمجلس الذي يمسك بيده قرار انتخاب المرشد الجديد بل يؤيد فكرة اختيار لجنة قيادة قد تتكون من رفسنجاني نفسه وحسن خميني حفيد مؤسس النظام آية الله خميني والرئيس الأسبق محمد خاتمي وآية الله موسوي بجنوردي وآية الله موسوي أردبيلي”.
وبخصوص موقف الحرس الثوري أكد أنه على الرغم من أن الظاهر أن الحرس الثوري ليس على موقف واحد ولرفسنجاني نفوذه في الحرس وبالطبع هذا الجهاز يبحث عن مصلحته في أي تحول مستقبلي في إيران.
أما الدكتور حسن هاشميان الخبير في الشأن الإيراني قال لـ”العربية.نت”، إن كافة التقارير المتوفرة تشير إلى أن الوضع الصحي لخامنئي محرجة جدا حتى لو ظهر لدقائق أمام الشاشة وألقى كلمة بمناسبة أو أخرى لأن سرطان البروستات الذي يعاني منه خرج عن التحكم وانتشر في سائر الأعضاء”.
وحول المرشد الذي قد يخلف خامنئي قال إنه من الصعوبة بمكان التكهن بهذا الشأن ولكن رفسنجاني يدفع بكل ما لديه من قوة باتجاه انتخاب مجلس قيادي بدلا من مرشد أعلى كما أن هناك صراعا خلف الكواليس بين مجتبى خامنئي نجل المرشد الحالي وحسن خميني حفيد مؤسس النظام روح الله خميني.
يذكر أن هاشمي رفسنجاني كان أشار قبل ثلاثة أسابيع في مقابلة مع صحيفة “جمهوري إسلامي” إلى مستقبل ولاية الفقيه في إيران قائلاً: “لو توفي آية الله خامنئي غداً، هل هناك من يحظى بالخلفية الثورية والاجتهاد ومعرفة كافة ظروف البلد وخاصة القوات المسلحة، ليصبح خليفة له؟” وفسر المراقبون هذا التصريح بإصرار رفسنجاني لانتخاب مجلس قيادة حيث أضاف في المقابلة أنه بدلاً من انتخاب مرشد جديد ربما في المستقبل لن نستطيع إدارة الأمور بدون مثل هذا المجلس.
يذكر أن خامنئي تولى منصبه كمرشد أعلى لإيران عام 1989، عقب وفاة “روح الله الخميني” الذي أسس نظام الجمهورية الإسلامية على أنقاض نظام الشاه.
ويحظى الولي الفقيه الذي تطلق عليه الصحافة العربية مسمى “المرشد الأعلى” بصلاحيات دستورية واسعة بدءاً من القيادة العامة للقوات المسلحة، وتعيين رئيس السلطة القضائية والمصادقة على صلاحيات رئيس الجمهورية بعد انتخابه، وتعيين رئيس مجلس صيانة الدستور ورئيس مجلس تشخيص مصلحة النظام. كما يحق له إلغاء قرارات البرلمان وإعلان الحرب والسلم، فهذه الصلاحيات في مجملها تجعل غياب المرشد يحدث فراغاً في غاية الدقة والحساسية في إيران.