رمى سعد الحريري حجرا ثقيلا في مستنقع الركود الرئاسي مع إعلان عودته المفاجئة إلى بيروت، اليوم الأحد.
ورغم أن هذه العودة هي تقليد يتزامن مع ذكرى اغتيال والد سعد الحريري، إلا أن المحللين السياسيين يرون أن الشوط الذي قطعته الاتصالات والترشيحات والاتفاقات بشأن الشغور الرئاسي يعطي لهذه الزيارة أهمية استثنائية.
وكان رفيق الحريري، والد سعد، اغتيل في 14 شباط فبراير، في حادثة هزت البلد المضطرب وتركت تداعيات عميقة على المشهدين السياسي والأمني.
وقالت مصادر بمطار بيروت إن سعد الحريري وصل إلى لبنان في زيارة نادرة، تعد الثالثة له إلى البلاد منذ أن غادرها في عام 2011 بعد أن أطاح تحالف 8 آذار، الذي يقوده حزب الله، بحكومته.
وتأتي زيارة الحريري في ظل التطوّرات الأخيرة التي شهدها ملف الشغور الرئاسي، وما رافقها من انقسامات داخل فريقي “14 آذار” الذي يقوده تيار المستقبل، الذي يتزعمه الحريري، و”8 آذار” الذي يقوده حزب الله.
ومن المنتظر أن يلقي رفيق الحريري كلمة مساء الأحد، بحضور أقطاب 14 آذار، ستتناول، بحسب مراقبين، ملف الرئاسة اللبنانية، والتحالفات الأخيرة التي استجدت على هذا الملف، وسلاح حزب الله، والتحديات الأمنية على الحدود مع سوريا.
وقالت مصادر في تيار المستقبل إن الحريري سيركز على الاستحقاق الرئاسي، وسيفصلّ خطورة الفراغ وانعكاساته السلبية، لكن المصادر لم تؤكد ما إذا كان الحريري “سيعلن ترشيح سليمان فرنجيه علنا ورسميا”.
ورأى خبراء أن 14 آذار كقوة سياسية فقدت معناها، ومضمونها، مشيرين إلى أن هذا الشرخ حصل عندما رشح الحريري رئيس تيار “المردة” النائب سليمان فرنجيه للرئاسة، فيما أقدم حليفه سمير جعجع على تبني ترشيح العماد ميشال عو، في خطوة بدت وكأنها “انتقام سياسي”.
ومن المعروف أن فرنجية وعون يدعمان النظام السوري وحزب الله، المتهمين باغتيال رفيق الحريري، وهو ما اعتبره مراقبون مفارقة سياسية لا يمكن حدوثها إلا في بلد كلبنان مقسم بين الطوائف والمذاهب، وممزق وفق الأهواء والمصالح الإقليمية.
ولا يعرف ما إذا كان الحريري، السياسي السني الأبرز في لبنان والمدعوم من السعودية، سيستقر في العاصمة أو أنّه سيُغادر من جديد.
وكان الحريري عبر مرارا عن رغبته في العودة والاستقرار ببيروت غير أن الوضع الأمني المضطرب يقف حائلا دون أخذ قرار حاسم بهذا الشأن.