نجد على الساحة الان نخب تنصب باسم العمل السياسى الوطنى كانوا فى اعلى المناصب فى عهود سابقة مستبدة وفاسدة وبقدرة قادرتحولت الى نخب سياسية معارضة تدعى الشرف والوطن وحصلت بذلك على مواقع هامة وجدوا انها تحقق لهم مصالحهم الشخصية سواء مناصب وزيرية اومجالس قومية او مواقع حزبية اوجامعية او نقابية او مراكز حقوق انسان ومراكز دراسات استراتيجة او مواقع صحفية واعلامية او منتديات للديمقراطية فى دول معادية ومن هنا ابدأ مقالى …..
هناك من يعتقد خطأ أن من يتصدرون المشهد السياسي هم الأكثر معرفة بالشأن العام ، والأكثر دراية بدهاليز السياسية وأنفاقها ، والأكثر حرصا على تحقيق الصالح العام. نقول لهم افتراضاتكم هي مجرد أوهام وليس فيها شيء من الصحة والواقعية حيث أن هؤلاء السياسيين وصلوا لمواقعهم البرلمانية أو الحكومية او الوزارية أو الجامعية بطرق ملتوية ومغشوشة . بعض هؤلاء من أصحاب الألقاب دولة، سعادة النائب أو العين أو المعالي أو العطوفة غير مؤهلين من حيث الكفاءة ولا من حيث الأخلاق لتمثيل الناس أو التحدث باسمهم. نعرف عن بعض الشخوص الذين لديهم قيود أمنية متعلقة بتهم الرشوة ، والاغتصاب ، وتزوير الشهادات العلمية ، والشيكات المرتجعة وغيرها من الأفعال المشينة التي يندى لها الجبين ثم بعد ذلك وبقدرة قادر نجدهم يتحدثون عن السياسات الداخلية ، وعن حصافة القضاء ، وعن الاستقامة في العمل .المدهش في الموضوع أن هؤلاء يركزون في حواراتهم وكلماتهم على الأشياء التي يفتقدونها مثل الشرف ، والمحافظة على المال العام ، ونظافة اليد ، والتفاني في العمل. إنهم فاسدون بكل ما حمل الكلمة من معنى فلا تغرنكم بدلاتهم الأنيقة ، وربطات أعناقهم الحريرية ، وسياراتهم الفارهة، وعطورهم الفواحة التي لا يمكنها أن تغطى على نتانة أفعالهم وسرقاتهم ورشواتهم.
يا ترى من الذي يصنع هؤلاء؟ وكيف يتحول شخص سفيه أخرق بين عشية وضحاها الى شخصية عامة تتحدث باسم الجماهير؟ ومن الذي يدفع بهؤلاء الى سدة السياسة والحكم؟ يمكننا أن نتفهم تعيين شخص سفيه ليصبح وزيرا من باب امتصاص الناس ، واحتواء المعارضة أحيانا،أو شراء الذمم ومكافأة الفاسدين ليستمروا بالعمل أبواقا مأجورة للباطل ، وشرعنة سياسات حكومية بائسة ، ولكننا لا نستطيع أن نفهم كيف تقوم الجماهير بانتخاب بعضهم إن لم يكن كثير من الشخوص لمجلس النواب أقل ما يقال فيهم أنهم فاسدون ولهم سوابق في الرشوة والاحتيال والنصب؟؟ كيف يفرز المواطنون من يمثلهم ويشكل رقابة على السلطة التنفيذية إذا كان هؤلاء الشخوص هم أنفسهم فاسدون ولديهم تاريخ من الفساد السياسي والاقتصادى ؟وكانوا يجتمعون مع الجلس العسكرى والان يهتفون يسقط حكم العسكرطبعا نفاق
يخرجون علينا هؤلاء المدعون بأنهم سياسيون ينظرون علينا في الاستشهاد ، وتقديم مصلحة الوطن والتضحية من أجله ، وهم لا يقدمون للوطن شيئا والحقيقة لا نريد منهم أن يقدموا شيئا وإنما فقط أن لا ينحروه ولا يسرقوه .أحد المعارضين من القدماء كان يذهب الى كل حاكم داعما له لظلم شعبه وقد سبق وأن تقلد مواقع وزارية عديدة ورتب وضع أولاده في وزارة الخارجية وغيرها وعندما يتصدر الجلسات ينظر على بعض المغفلين من أقاربه ومعارفه بطريقة تشعر السامعين أنه المناضل تشي جيفارا؟ أحد المسئولين السابقين الذين لم نعهد عنه التدين ولا الصلاة وهم معروفين بقلة الالتزام الديني يدعونا الى تشكيل لجنة لمراجعة الموروث الديني لتنقيته من الخرافات الله أكبر، والله أن شر البلية ما يضحك.. يزعجني ما أسمع من أحدهم الذي زور أوراق الثانوية العامة ودخل بها لإحدى الجامعات ليحصل على الشهادة الجامعية الأولى ثم يتبرع لمؤسسة خيرية مبلغ معين فتمنحه الدكتوراه الفخرية ليصبح صاحب لقب علمي ، وعندما تسمعه يتحدث تعتقد بأنه الإمام الغزالي أو ابن تيمية من كثرة استشهاده بالأحكام الشرعية ؟رؤساء وزراء يعينون أبنائهم وبناتهم في الوظائف القيادية وفى رئاسة الجمهورية ورئاسة الوزراء والسلك الدبلوماسي بفجر شديد (عينك عينك) ويطالبون الناس بالتضحية والفداء وأن يصبحوا مشاريع شهادة أمام الارهاب واعجبي… خلاصة القول السياسيين لم يعودا نخبا في بلدنا وان العاملين والمنخرطين في السياسة ليسوا جميعهم سياسيين حقيقيين ، وأن بعضهم منافقين امتطوا ظهر السياسة لتحقيق مصالحهم وبلطجيتهم. مثل هؤلاء يمكن أن يكونوا في أي موقع في الدولة ويحملوا أعلى الألقاب ويمتلكوا من النياشين والدروع والأوسمة وما تنوء به أكتافهم ومناكبهم ولكنهم كالذين يحملون أسفارا فبئس الحامل والمحمول . حالنا ووضعنا السياسي وإدارتنا الحكومية لن تشهد تحسنا وتبدلا ما دام المسرح السياسي يسيطر عليه سياسيون يغلب على سلوكهم وتصرفاتهم سمة النفاق والسمسرة والحقيقة التي لا بد من مواجهتها هي أن المشكلة تكمن ليس في السياسيون اللمنافقين أنفسهم بقدر ما تكمن في الاليات والقنوات التي تتيح لهؤلاء المنافقين من التقدم في الرتب السياسية الادارية ، والنمو الوظيفي والتسلق إلى أعلى المراتب في أجهزتنا السياسية والإدارية. ونحن نرى في هذا السياق بأن على النظام السياسي التوقف عن اجتذاب المتلونين والسياسيين المنافقين وتوظيفهم ليعملوا أبواقا له حيث أن هذا الأسلوب في انتقاء القادة والساسة والبطانة المحيطة بأولي الأمر تفسد المجتمع وتعصف بقيمه العليا وتنشئ جيلا من المنافقين والمتهافتين على السلطة والجاه والمستعدين لفعل الموبقات من أجل تحقيق غاياتهم وأهدافهم……………………….