قالت مجلة ناشيونال انترست الأميركية اليوم الثلاثاء: إن نية الجيش السعودي بالتدخل برا في الحرب السورية، يشير إلى أن الممكلة ربما تتبنى خطة شليفن الشهيرة التي وضعها الكونت الألماني ألفرد شليفن ونفذتها ألمانيا في الحرب العالمية الأولى.
وأضافت المجلة: إن السعودية درست الخطة جيدا لتفادي الوقوع في الأخطاء التي وقعت فيها ألمانيا حينها، وليس إعلانها عن تدريبات رعد الشمال الضخمة سوى خطوة أولى في طريق مرسوم مسبقا، لا يستهدف تنظيم داعش فحسب، إنما نظام الرئيس السوري بشار الأسد وإيران وميليشياتها كاملة.
وأشارت المجلة إلى اختلاف بين أميركا والسعودية وحلفائها الذين يرون أن إيران أنتجت ميليشيات شيعية أكثر وحشية من تنظيم داعش الذي تعدّه الرياض من صنع النظام السوري.
وأشارت المجلة إلى أن القارئ للتحركات السعودية الحالية يدرك بأنها تنفذ خطة شليفن، فبعد أن ثبتت أقدامها في الحرب على الحوثي وأعوانه في اليمن وصارت على مسافة تقل عن 50 كلم من العاصمة صنعاء، وجهزت قوات تحالفها العربي الذي تقوده لأي تطور يمكن أن يطرأ على الحرب في اليمن ومهما كان هذا التطور ولأمد بعيد، وبعد أن تأكدت من قدرتها على خوض حربين متزامنتين، قالت لعدوتها إيران وحلفائها: “جاءكم الدور”، وهذا بالضبط ما فعلته ألمانيا عندما تحالفت عليها فرنسا وروسيا في الحرب العالمية الأولى، فلعلمها المسبق بحاجة الجيش الروسي للوقت لتجهيز نفسه لمساندة فرنسا، باغت الألمان فرنسا أولاً، لتتفرغ للروس لاحقا.
وترى المجلة أن تدريبات رعد الشمال التي تجريها القوات السعودية بمشاركة عشرين دولة عربية وإسلامية وبـ 150 ألف جندي، ما هي إلا نواة لجيش أضخم سترسله السعودية وتركيا، عبر الحدود التركية لمواجهة الأعداء المشغولين في سوريا، لتفرض على الأزمة السورية ومعادلتها المعقدة رقما صعبا سيقلب موازين القوى على الأرض.
وتلفت المجلة إلى أن السعوديين والأتراك شكلوا مؤخرا لجنة لتنسيق الشؤون العسكرية والتخطيط لعمليات واسعة النطاق في المستقبل بسوريا عبر الحدود التركية، مع تجهيز سرب من الطائرات السعودية في قاعدة أنجرليك التركية تمهيدا لهذا الاحتمال.
وقالت المجلة: إن السعودية تعلم جيدا أن إدارة أوباما سترضخ لمباركة ودعم هذا التحالف “الإسلامي”، الذي سيحقق أحلام أوباما ويخرجه من مأزق “داعش” و”القاعدة” الذي يؤرق إدارته منذ سنوات، خصوصا وأنه يضم حليفين محوريين تركيا والسعودية.
وتستشهد المجلة على صحة نظريتها بضعف مشاركة الطيران السعودي في الغارات التي يقوم بها التحالف الدولي في سوريا على تنظيم داعش، والتي لم تتجاوز 119 غارة منذ 23 سبتمبر/ أيلول 2014، في حين يقوم تحالفها في اليمن بأكثر من 100 غارة يوميا، ليس لعدم رغبتها في المشاركة، فالسعودية عبرت دائما عن تأييدها للغارات الجوية على تنظيم داعش، وهذا ما أكده وزير الدفاع محمد بن سلمان في بروكسل مؤخرا، ولكن ليقينها بأن الغارات الجوية مهما كانت قوتها فلن تقضي على تنظيم داعش، ولن تفي بالغرض السعودي الذي ينظر إلى ما هو أكثر من “داعش”، (إيران والأسد وأتباعهما).
ووصفت المجلة السياسة الأميركية بالخجولة وتتخذ إستراتيجة كارثية، مبررة ذلك بأن الرئيس الأميركي باراك أوباما على أعتاب الباب الخلفي لرئاسته ولهذا لا يتمتع بشجاعة سياسية، ولا يريد توريط أميركا في حرب جديدة، تاركا الأمر للروس ليصولوا ويجولوا على أمل أن يخلصوه من تنظيم داعش المزعج، وهو ما يخالف وجهة النظر السعودية، التي ترى أن إيران و بشارالأسد وعملاءهما هم أساس الإرهاب في الشرق الأوسط ويجب التخلص منهم، وعلى أميركا أن تختار إلى أي جانب ستقف.