انعقدت مساء ندوة عبر الانترنت بعنوان ” صمود الشعب السوري والثورة السورية هو الكفيل بدحر الأعداء” بمشاركة كل من الدكتور نصر الحريري عضو الهيئة السياسية للإئـتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، والعقيد عبدالجبار العكيدي القائد السابق للمجلس العسكري الثوري في حلب ود. سنابرق زاهدي رئيس لجنة القضاء في المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية.
وأكد الدكتور نصر الحريري في مداخلته بان التدخل الروسي اليوم يتم تقريبا اربعة أشهرونصف الشهر منذ نهاية ايلول حتى الآن كان سبب اساسي لهذا التدخل هو انقاذ قوات بشار الأسد بعد ما فشلت رغم أنها استعانت بقوات الملالي الحرس الثوري الايراني والميليشيات الطائفية العراقيه والافغانية ومرتزقة آخرون من كل دول الدنيا تقريبا للدفاع او القتال علي جانب قوات بشار الأسد بعد كل هذا الفشل الذريع أتى روس بسياسة الارض المحروقة يستخدم روس اليوم امكانياتهم العسكرية بأقصي قدرة من أجل تحقيق بعض المكاسب علي الارض. طبعا ما اود التركيز والتنبية اليه أنه ليس لدى مجرم بشار الاسد و قواته ما يمكن لهم إعادة السيطرة على الأراضي من جديد والقوات الموجودة علي الارض وهي تقاتل من أجل تحقيق هذا التقدم هي قوات الحرس الثوري الايراني والميليشيات لحوالي 40 حركة على الاقل تشارك ضمن قوات الحرس الثوري الايراني في المعارك البرية ضد الثوارعلى الأرض اضافة إلى مجرمي حزب الله. طبعا حاول الروس ايهام للعالم أنهم مبادرون و ايجابيون في ما يخص عملية سياسية في جنيف وهذا كان الهدف الأساسي هو تغطية الجرائم التي يقوم بها الطيران الروسي صباحًا ومساءًا علي اهلنا المدنيين داخل سوريا وهم تذرعوا بأنهم أتووا ليحاربوا داعش و هذه كان شماعة وتغطية اخرى عن جرائم روسيا. وكان اصبح الان معروفا بنسبة للجميع بأن اكثر من تسعين بالمئه من الغارات الروسية هي تستهدف المناطق التي تسيطر عليها المعارضة، هم استهدفوا الأسواق الشعبية واستهدفوا المدارس واستهدفوا المخيمات واستهدفوا المشافي واستهدفوا كذلك المباني السكنية الآهله بسكان مدنيين ومجرد ضربات بسيطة استهدفت حتي كذلك المناطق المدنية في المناطق التي يسيطرعليها داعش فقط، ليرسلوا رسالة للعالم بأننا نقاتل داعش. اليوم اصبحت مكشوفة المناطق التي يستهدفونها هي المناطق الخاضعة لسيطرة الثوار، الهدف الرئيسي من هذا الاستهداف هو اعادة تمكين وتعزيز وجود دور المجرم بشار الاسد وقوات الايرانية واضافة إلى ذلك محاولة لفسخ حاضنة شعبية عن قوات الثوار وقوات الجيش الحر بغية تصفية وجود القوات التي تقاتل نظام بشار الارسد. طبعا سياسة الارض المحروقه لانخفيكم بأن كان طبعا مؤلمة ومؤذية لان الطيران الروسي الان هو الذي يقصف كميات حائلة من المواد المتفجرة التي يعتبر استخدام لاسلحة محرمة دوليين، القنابل العنقودية، الصواريخ الفراغية واسلحة اخري لانعرفها يتم استخدامها وعودة استخدام غازات سامه من جديد في اكثر من المنطقة. حققت قوات الحرس الثوري الايراني والميليشيات التي تدعمها بغطاء روسي كثيف، حققوا بعض المكاسب في الشمال وفي الجنوب في المناطق لا توجد فيها داعش، بل بالعكس تضافرت قوات داعش مع قوات الظام السوري والحرس الثوري الايراني مع بعض القوات الاخرى تابع للحزب الاتحاد الديمقراطي لتحقيق هذه المكاسب علي الثوار والهدف منها هو انتقال الي موقف تفاوضي قوي يعني قلب موازين قوى من أجل مكاسب في العملية التفاوضية للوصول للحل السياسي الذي تريده روسيا وتريده ايران ببقاء هذا المجرم ونظامه يحكم سوريا بعد كل هذه المجازر وجرائم التي اقترفها خلال خمس سنوات ولكن أاكد لكم أن الصمود الذي يبديه الثوار هو صمود بطولي ملاحم اسطورية، يخطها لثوار سوريا الان بعد حوالي خمس سنوات ليعلمون ويقدموا درس للعالم بمعنى التضحية والفداء والبطولة. طبعا بالرغم من وجود كل هذه القوات ضد الثوار وهم عددهم قليل ودعمهم كذلك قليل، استطاع ثوار يوميا من قتل ضباط من الحرس الثوري الايراني وافراد عناصر من قوات التعبئة ويتم ارسالهم بتوابيت الي ايران والان معلومات تقول بأن هناك اكثر من 1500 مرتزق من قوات الحرس الثوري الايراني ومن الميليشيات التي تدعمهم منذ بداية 2016 تم ارسالهم بتوابيت إلى ايران علي الاقل منهم 400 إلى 500 ايراني والباقي من الميليشيات العراقيه والأفغانية وغيرها وأاكد لكم بأن العامل الوحيد التي يكمن هذه الميليشيات من تحقيق هذه المكاسب هو فقط الغطاء الجوي الكثيف ولو توقف القصف الكثيف الجوي للحظة، يعاود الثوارالكره من جديد ويعودوا ويكتسبوا المناطق التي تمت السيطرة عليها من قبل قوات الحرس الثوري الايراني…
وقال العقيد عبدالجبار العكيدي : نحن نعرف بأن الطيران لايستطيع أن يحقق نصرا، الطيران لايستطيع يحقق تقدما على الارض، هو يدمر، يستطيع أن يتبع سياسة الارض المحروقة والتدمير ، دمر المدن بالكامل والقرى والبنية التحتية، قتل المدنيين و استطاع تحقيق بعض الانجازات العسكرية على الارض من خلال وجود الحرس الثوري الايراني والميليشيات تابعه له من العراق ولبنان وافغانستان وغيرها، ولكن المقاتلين على الارض يتصدون يوميا لهذا الهجوم العنيف ويقومون يوميا ايضا بهجمات معاكسة ويقتلون عددًا كبيرًا من هذه القوات. نحن تعودنا علي هذا النظام. هذا النظام الجبان والقوي التي معه بالاحرى لم يعد يوجد نظام هي بعض الفلول لما تبقى من هذا النظام ولكن هذه القوات التي معه هي قوات جبانة ولاتعرف الارض ايضا، تتقدم عندما يكون الطيران يغطي السماء ويقصف الارض ويحرقها بالكامل ولكن عندما يتوقف النظام، تقوم قوات الثوار بتقدم مرة اخرى واستعادت هذه المناطق. الان هناك معارك قوية جدا تدور في الساحل السوري، تدور في ريف الحلب الشمالي منذ فتره وهم يحاولون السيطرة علي بعض القرى الاخرى كمدينة ”اعزاز”، طبعا بالتعاون مع تنظيم داعش الارهابي الذي يغطي لهم جبهات اخرى وهم للعلم عندما دخلوا باتجاه نبّل والزهرا كان اتجاهم وطريقهم من داعش بالقرب من تنظيم داعش ولم يطلق عليهم طلقة واحدة من تنظيم داعش الارهابي والان ايضا يستعينون بميليشيات ارهابية اخرى وهي تنظيم حزب العمال الكردستاني او تنظيم البي واي د، ميليشيات البي واي د التابعه لحزب العمال الكردستاني التي تساند هذا النظام وتساند الميليشيات معه تحت غطاء واسناد روسي عنيف جدا. كما قلت نحن تعاودنا هذا النظام لأكثر من مرة هو استطاع السيطرة على بعض المناطق والاراضي ولكن قمنا بفضل الله سبحان الله وتعالي وبسالة هؤلاء الثوار الابطال باستعادة هذا المناطق. الان المعركة قوية جدا، عنيفة جدا، الطيران الروسي يستخدم اسلحته المتطورة وطيرانه المتطورة جدا من سيخوي 22 وسيخوي 24 وسيخوي 35 بالاضافة الي الصواريخ التي يطلقها من البحر والقنابل العنقودية والفراغية وايضا الفسفرية. كل هذا القصف ومازال الأبطال صامدون علي الجبهات بسلاحهم الخفيف والمتوسط وبأمكانيات قليلة جدا. ما يحصل الان في سوريا لو حصل مع أي دولة قوية لسقطت هذه الدولة أمام الروس. الروس ثاني اكبر قوة في العالم تقاتل في سوريا ولكن مع ذلك بالرغم كل الامكانيات البسيطة والمتواضعة لدينا مازلنا نقاتل هذا النظام ونقاتل هذه الميليشيات الايرانية والعراقية وتحت الغطاء الروسي ونكبدهم الخسائر كبيرة. خلال الاشهر الفائته الايرانيون تكبدوا خسائر كبيرة جدا، كبار الضباط قتل في ريف حلب الجنوبي والان في ريف حلب الشمالي وهذا هو واقع المعركة التي تدور الان، طبعا نحن لدينا ثقة بالله سبحان وتعالي سينصرنا. لااننا اصحاب قضية عادلة ، نحن اصحاب قضية حرية وكرامة وهذه الحالة ستنقل انشاء الله الى كل البلدان التي يجد فيها حكام ديكتاتوريون وظلاميون كايران وروسياوغيرها. نحن مصممون علي نيل حريتنا مهما كلفنا ذلك وسنبقي نقاتل تحرير ارضنا واسقاط هذا النظام المجرم .. الان اصبحت هذه المعركة هي معركة تحرير سوريا من الاحتلالين، الاحتلال الايراني والاحتلال الروسي وسنتصر انشاء الله لأن ارادة شعوب لا تقهر وارادة هذا الشعب القوي انشاء الله لن تقهر، وسينتصر في النهاية.
وبدوره أشار د. زاهدي إلى موقفين جديدين لخامنئي وروحاني بشأن القضية السورية، حيث قال خامنئي خطاباً لعوائل قتلى حرس النظام في سوريا بقوله : إننا والشعب الإيراني مدين لهؤلاء الذين نذروا حياتهم لأنهم دافعوا عن حرم آل البيت في العراق وسوريا… وإذا لم يكن هؤلاء ذهبوا للقتال في العراق وسوريا كان يجب علينا أن نقاتل هنا في كرمنشاه وهمدان والمحافظات الإيرانية الأخرى.
ولحسن روحاني الذي يعتبره البعض معتدلا واصلاحياً نفس المواقف حيث قال بشأن وجود قوات النظام في سوريا ما نصه: : «لو لم تحفظ قواتنا المسلحة أمن البلاد ولو لم يصمد فرساننا الأشاوس في بغداد وسامراء و الفلوجة والرمادي و… ولو لم يساندوا الحكومة السورية في دمشق وحلب ولو لم تكن شجاعة الجيش وقوات الحرس والبسيج وقوى الأمن الداخلي لما كنا نحظى بالأمن لكي نستطيع ان نتفاوض هكذا جيداً».
وبشأن وجود ازدياد عدد قوات نظام الملالي في سوريا قال د.زاهدي: «منذ بدايات العام 2016 وقبل بداية مفاوضات جنيف وبهدف شن هجمات في محافظتي اللاذقية وحلب ضاعف النظام الإيراني من مجمل قواته حيث وصل عناصر الحرس والقوات التابعة له بحوالي 60 الفا في مختلف أنحاء سوريا. وقد أرسلت القوة البرية للحرس كتيبتين من قواته من معظم المحافظات الإيراني إلى سوريا حيث يتم تبديل هذه القوات في دورة ثلاثة أشهر. وقامت قوات القدس بتعزيز قوات الحشد الشعبي من العراق حيث بلغ عددها في الوقت الحالي بحوالي15 إلى 20 ألفاً. وبهدف بدء العملية في شمال حلب ذهب محمد علي جعفري القائد العام لقوات الحرس إلى دمشق في بداية شهر شباط وقام بتوجيه قادة الحرس لبدء هذه العمليات. وبعد سيطرة قوات الحرس على مدينة نبل عرض قاسم سليماني نفسه في هذه المدينة. إنه ذهب إلى سوريا لهذه الغرض ليظهر وكأنه شارك في المعارك وبعد عرض نفسه هناك عاد إلى إيران. خلال المعارك الدائرة منذ عشرة أيام في شمال حلب لم يكن هناك أي حضور للجيش السوري في الساحة والمعارك دارت من قبل قوات الحرس وعملائهم الأفغان والعراقيين. وتقدم قوات الحرس حصل في ظلّ غارات جوية روسية وحشية لامثيل لها سابقاً.
لكن هناك مئات من عناصر وضباط الحرس الذين سقطوا وعادت توابيتهم لولي الفقيه في إيران كما أن الثوار ألحقوا ضربات شديدة بالعدو كما حصل في الغوطة الشرقية واستطاعوا وسط هذه الهجمات الوحشية من استعادة بعض القرى والبلدات والمناطق أيضاً. والأهم من كل ذلك أن الثوار بقوا أكثر اتحادا وتلاحماً من السابق في وجه هذه الشراسة والهمجية.
على المستوى السياسي أيضاً نجد المواقف المشرّفة والثابتة القوية لقادة الإئتلاف. لاشك أن هذه الوحدة والتلاحم والمواقف الثابتة للقادة العسكريين والسياسيين هو الكفيل لبقاء راية الثورة عالية ولايمكن للعدو بكل شراسته وهمجيته من ثني إرادة شعب يريد التخلص من الظلم والدكتاتورية والاحتلال.
بعد هذه المواقف التي تعتبر حجر الزاوية في الصمود والمقاومة والثورة يأتي موقف الدول الصديقة لشعب سوريا خاصة الدول الإقليمية التي لها تأثير في المعادلة العالمية.