قف الأرض على أعتاب مرحلة جديدة من حيث معدل ارتفاع درجات الحرارة العالمية والذي قد يصل إلى مستوى لم يشهده العالم طيلة السنوات الألف الماضية.
جاء ذلك في دراسة جديدة نشرت في مجلة Nature Climate Change. وعلى الرغم من أن هذا الارتفاع المتسارع في درجات الحرارة من شأنه أن يؤثر على جميع البلدان، إلا أن منطقة القطب الشمالي، التي تخسر بالفعل جليدا هائلا بمعدل ثابت، من المرجح أن تكون الأكثر تضررا.
وقام بالدراسة علماء من المختبر الوطني الأمريكي للطاقة، ووجدوا أنه بحلول عام 2020، فإن معدل ارتفاع درجات الحرارة على مستوى العالم يمكن أن يعبر حاجز الـ 0.45 درجة خلال عقد واحد، متفوقا بذلك على الارتفاعات التاريخية للسنوات الألف الماضية.
وعلاوة على ذلك، فإذا ظل انبعاث الغازات المسببة للاحتباس الحراري على وضعه الحالي، فإن معدل الاحترار العالمي قد يصل إلى 0.7 درجة خلال عقد واحد.
وقال العالم “ستيفن سميث” المؤلف الرئيسي المشارك في البحوث “العالم يدخل نظاما جديدا يتغير فيه كل ما كان مألوفا لدينا، بمعدل قد لا تصبح العمليات الطبيعية قادرة على مواكبته، ونحن بحاجة إلى فهم ما يحدث بصورة أفضل وأيضا فهم كيفية الاستعداد لذلك”.
ومن أجل دراسة معدلات التغير في درجة الحرارة، بدأ الباحثون في حساب مدى السرعة التي حدث بها تغير درجات حرارة في الفترة بين عامي 1850 و 1930، عندما كان تركيز الغازات الدفيئة في الغلاف الجوي منخفضا. وجرت مقارنة ذلك مع معطيات ارتفاع درجات الحرارة على مدى الـ 2000 سنة الماضية، من خلال دراسة المصادر الطبيعية مثل حلقات الأشجار، وعينات من الشعاب المرجانية، وعينات جليدية، للتأكد من مصداقية النتائج من قبل الباحثين.
وباستخدام هذه الطريقة تمكن العلماء من احتساب معدلات التغير بين عامي 1971 و 2020، ووجدوا أن معظم مناطق العالم الآن تعتبر خارج نطاق درجات الحرارة الطبيعية لها، وليس هذا فقط، بل وجدوا أن معدلات التغير في أوروبا وأمريكا الشمالية ومنطقة القطب الشمالي هي أعلى بكثير من متوسط التغيرات العالمية الأخرى.
وتعد منطقة القطب الشمالي الأسرع احترارا على الإطلاق بين جميع أجزاء الكرة الأرضية، وتشهد تسارعا في تقلص الغطاء الجليدي فيها، ويمكن أن يصل معدل ارتفاع درجات الحرارة الى نسبة 1.1 درجة فهرنهايت خلال العقد الواحد بحلول عام 2040، وفقا للدراسة.