شهد ريف مدينة رأس العين السورية المحاذية لتركيا هجوما عنيفا ومباغتا من قبل تنظيم “الدولة الإسلامية” أشعل اشتباكات دامية مع المقاتلين الأكراد أسفرت عن مقتل العشرات من الطرفين.
وقال نشطاء المعارضة ومصادر كردية الأربعاء 11 مارس/آذار إن “التنظيم بدأ هجوما واسعا ومباغتا الليلة الماضية في اتجاه مدينة رأس العين في محافظة الحسكة باستخدام الدبابات والآليات الثقيلة، وتمكن من السيطرة على قرية تل خنزير الواقعة غرب المدينة”، بعد سقوط عشرات القتلى من الطرفين.
وأكد نواف خليل، المتحدث باسم حزب الاتحاد الديموقراطي الكردي الذي تعتبر وحدات حماية الشعب ذراعه العسكري نبأ الهجوم معلنا أن “داعش يشن هجوما واسعا وقويا على مدينة سري كانيه”.
وأفادت إحدى الصفحات الرسمية لوحدات حماية الشعب على موقع فيسبوك بأن “أعنف الاشتباكات تدور الآن بين وحدات حماية الشعب وتنظيم داعش الإرهابي، وحداتنا تقدم أروع ملاحم البطولة في وجه المرتزقة”.
هذا وتعتبر رأس العين ثالث أكبر مدينة كردية في محافظة الحسكة بعد مدينتي الحسكة والقامشلي، وتمتلك معبرا حدوديا رسميا مع تركيا.
وهو ما يفسر هذا الهجوم الشرس من قبل التنظيم الذي فقد أحد أهم معاقله ومعابره بين سوريا وتركيا في عين العرب (كوباني) بعد أن طردته وحدات حماية الشعب الكردية بمساندة جوية من التحالف.
وبالرغم من انتصار عين العرب استمر التنظيم بمحاولة شن ضربات على القوس الواصل بين ريف حلب حتى الرقة ودير الزور والحسكة، وقد أشارت توقعات سابقة باحتمال شنه ضربات ارتدادية ضد مواقع حدودية.
كما يأتي هذا الهجوم العنيف على رأس العرب بعد قطع طريق يستخدمه المسلحون بين سوريا والعراق في منطقة تل حميس شمال شرق سوريا، حسبما أعلن التحالف الدولي الأربعاء.
هذا وكانت وحدات حماية الشعب الكردية قد سيطرت في 27 فبراير/شباط على الأطراف الشرقية والجنوبية لبلدة تل حميس شمال شرق مدينة الحسكة السورية بعد اشتباكات استمرت ستة أيام مع تنظيم “داعش”.
ووفق جغرافية هذه المعارك يبدو التنظيم وكأنه فأر حُوصر ويحاول الإفلات وفتح منفذ له على الحدود، فتارة يضرب هنا وتارة هناك دون أن يقدر على الخروج لما يتلقاه من مواجهة شرسة من وحدات الحماية الكردية وفصائل مسلحة أخرى.