دخلت قافلة مساعدات، الاثنين، إلى مدينة معضمية الشام التي يحاصرها جيش النظام السوري في ريف دمشق، للمرة الأولى منذ سريان وقف الأعمال العدائية بموجب اتفاق روسي أميركي تدعمه الأمم المتحدة، وفق الهلال الأحمر السوري.
وقال عضو المركز الإعلامي في منظمة الهلال الأحمر السوري، مهند الأسدي، لوكالة فرانس برس، إن “عشر شاحنات محملة بالمواد الإغاثية دخلت اليوم إلى معضمية الشام للمرة الأولى منذ سريان الهدنة”، مشيراً إلى أن 41 شاحنة أخرى ستدخل تباعاً إلى المدينة في وقت لاحق الاثنين.
وتتضمن المساعدات مواد غير غذائية من أغطية ولوازم صحية وصابون ومسحوق غسيل قدمتها منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) والمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين.
وتعد هذه القافلة التي شارك في إدخالها 5 متطوعين من الهلال الأحمر، الثالثة إلى معضمية الشام خلال أسبوعين ليصل عدد شاحنات المساعدات المقدمة خلال الشهر الحالي إلى 140.
واستناداً إلى دخول قرار وقف الأعمال العدائية حيز التنفيذ السبت، أكد منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في سوريا يعقوب الحلو الأحد أن الأمم المتحدة تعتزم “في الأيام الخمسة المقبلة إدخال مساعدات إلى حوالي 154 ألف شخص في مدن محاصرة”، مذكرا أن المنظمة الدولية تنتظر الحصول على الضوء الأخضر من الاطراف المتقاتلة “لمساعدة حوالي 1,7 مليون شخص يقطنون في مناطق يصعب الوصول اليها”.
وأشار إلى أن المنظمة الدولية تعتزم “إرسال مساعدات اعتبارا من الاثنين والايام التالية إلى مدينة معضمية الشام” التي تسيطر عليها الفصائل المقاتلة في ريف دمشق وتحاصرها قوات النظام.
وتحاصر قوات النظام السوري معضمية الشام منذ مطلع العام 2013 قبل أن يتم التوصل الى هدنة بعد نحو عام، ما أدى إلى تحسن الظروف الانسانية والمعيشية فيها.
لكن الأمم المتحدة أعادت تصنيفها بـ”المحاصرة” الشهر الماضي بعد تشديد النظام السوري الحصار ورصدها وفاة ثمانية أشخاص جراء النقص في الرعاية الطبية.
وتحولت سياسة الحصار خلال سنوات النزاع السوري الى سلاح حرب رئيسي تستخدمه الأطراف المتنازعة، إذ يعيش حاليا وفق الامم المتحدة 486 الف شخص في مناطق يحاصرها النظام السوري أو الفصائل المقاتلة او تنظيم داعش، ويبلغ عدد السكان الذين يعيشون في مناطق “يصعب الوصول” اليها 4,6 مليون نسمة.
وأسفر النزاع السوري المستمر منذ خمس سنوات عن مقتل 270 ألف شخص وتهجير أكثر من نصف السكان داخل سوريا وخارجها.