تقرير عن ندوة ”النساء في خط المواجهة ضد التطرف”

تحت هذا العنوان ولمناسبة حلول اليوم العالمي للمرأة عقدت مؤتمر على الإنترنت يوم الإثنين 7 مارس 2016 شاركت فيها كل من السيدة سهير الآتاسي الشخصية السياسية البارزة في المعارضة السورية عضو الإئتلاف السوري المعارض والتي كانت نائبة رئيس هذا الإئتلاف، والدكتورة نجاة الأسطل عضوة البرلمان الفلسطيني. وفي بداية ندوة هذا الأسبوع التي ينظّمها المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية تم عرض مشاهد وفقرات من التجمع النسائي الكبير الذي عقد في باريس في 27 من الشهر الماضي على أعتاب اليوم العالمي للمرأة بمشاركة  شخصيات ووفود نسائية من عشرين دولة.
وفي هذا العرض تم نقل فقرات من خطابات السيدات مريم رجوي رئيسة الجمهورية المنتخبة من قبل المقاومة الإيرانية؛ وراماياد وزيرة حقوق الإنسان في فرنسا سابقاً واينغريد بتانكورد المرشحة السابقة للرئاسة في كولومبيا، وفاطوماتو ديارا مستشارة الأمم المتحدة بشأن تحديد الجرائم الكبرى ونائبة رئيس محكمة الجنايات الدولية سابقاً، والناشطة المصرية عزة هيكل، ونغم غادري نائبة رئيس الإئتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، والسيدة فتحيه بقالي نائبة البرلمان المغربي.
وجاء في جانب من كلمة السيدة مريم رجوي:«اليوم اضافة الى عدم المساواة والاضطهاد والقمع، فان الفقر والفاقة الشديدين يعصفان بحياة معظم الشعب الإيراني خاصة النساء الإيرانيات.
ففي طهران، تبيع الأمهات أطفالهن قبل الولادة بثمن يعادل 25 يورو وفي طهران أيضا عدد النساء اللاتي ينمن ليلا في الكراتين في الشوارع بلغ 5 آلاف.
ولكن الأنكى من هذا الفقر الشامل، هو السياسة المتخلفة للنظام التي تحدد وتقيّد مشاركة وتدخل النساء في الحياة الاجتماعية أكثر فأكثر:
النساء يشكلن 87  بالمئة من السكان غير النشطين في البلاد
يبلغ عدد النساء الخريجات العاطلات عن العمل أكثر من 4 ملايين
وفي العقد الأخير، تم طرد أكثر من مئة ألف من النساء سنويا من أسواق العمل في إيران.
المشاركة الاقتصادية للنساء لا تصل الى 13 بالمئة. كما ان المشاركة السياسية للنساء في هذا النظام أمر لا معنى له؛ في مجلس الشورى للنظام خلال 9 دورات طيلة 36 عاما مضت، كانت ما مجموعه 50 امرأة عضوات في مجلس الشورى فقط و في الدورة الحالية ثلاث بالمئة فقط.» 
 
وتحدثت السيدة فاطو ماطو ديارا: «من خلال المحكمة العسكرية الدولية من نورمبرغ الى المحكمة الجنائية الدولية من خلال المحاكم المخصصة للأمم المتحدة والمحاكم المختلطة (في كل من سيراليون وتيمور الشرقية وكمبوديا، تشاد) أبدى المجتمع الدولي رد فعله دائما على الجرائم المروعة من خلال إنشاء المحاكم لمقاضاة ومحاكمة الجناة المزعومين بارتكاب الجرائم المنصوص عليها في القانون الدولي. لقد حان الوقت ليستيقظ في النهاية إلى المأساة الإيرانية أيضاً. وفي الواقع إذا تم تعريف الجرائم ضد الإنسانية بالأفعال اللاإنسانية ضد السكان المدنيين في خطة إجرامية بطريقة منظمّة وواسعة النطاق، يمكن أن نعتبر أن الأعمال التي ترتكبها الميليشيات الإيرانية بأنها جرائم ضد الإنسانية. إذن الأمم المتحدة مدعوّة للتحقيق في معاناة المرأة الإيرانية.
 
 وقالت السيدة راما ياد «إذا كانت هناك ثورة في إيران، فهذه الثورة تتبلور هنا في المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية. حيث أن ليس هناك اعتدال لـ 35 مليون إمرأة إيرانية، أنهن يردن أن يكنّ مواطنات كاملات، واليوم هم مواطنات مفارقات.حوالي 2000 شخص أعدموا تحت ولاية واحدة من روحاني، بينهم 57 امرأة، في كثير من الأحيان في الأماكن العامة. تمييز منهجي، منظم، مؤسسي، حتى في ما يتعلق بالحياة اليومية. وعند ما كان عمرها 9 سنوات يعتبرن مسؤولات جنائيا. وإذا كان ترغب في الدراسة، فلا يستطعن في بعض الجامعات الحكومية لدراسة الهندسة أو الرياضيات.
لكن النساء الإيرانيات لا يسمحن لأنفسهمن باللامبالاة، يكافحن، يقاومن ويدفعن الثمن: 50 من ناشطات حقوق المرأة على الاقل حاليا في السجن، هؤلاء النساء اللواتي وراء القضبان منذ ل سنوات عديدة، هن من الأعضاء المؤسسين للجمعيات.
 
والسيدة اينغريد بتانكورد شددت على دور قيادة المقاومة الإيرانية بقولها:« اذا أردنا أن نؤدي تحية لجميع النساء في العالم  اللواتي يكافحن من أجل حقوق نتمتع بها اليوم في هذه القاعة هنا في باريس…أعتقد أننا يجب أن أشيد بامرأة دعتنا اليوم لهذا الاجتماع والتي تحمل الشعلة في القرن ال21، تحمل شعلة النور في أحلك الليالي المظلمة التي طغت ضد الحرية وضد الديمقراطية وضد حقوق المرأة. وهذه المرأة هي مريم رجوي.
… لذلك نعم  السيدة رجوي أنت بطلة بالنسبة لنا. ليس لمجرد أنك تمزّق هذه الشريعة المصطنعة وتضعها عارية لا يمكن الدفاع عنها…. لكن بالإضافة إلى ذلك، السيدة رجوي لأنك قمت بإنشاء منظمة  مسؤولة والتي تعتبر النموذج الذي يمكن في الواقع أن تفسر على أنها بديل لإيران في وجه الملالي. ومن هذا النموذج الذي يعتبر استثنائي قادر على استجلاب وجمع النساء، نعم، ولكن النساء والرجال، ولكن النساء والرجال المسلمين، والذين لا ينكرون حقيقة كنوه أنهم مسلمون ومسلمات.
وجاء في جانب من حديث السيدة نغم غادري« نضالنا ضد القمع والديكتاتورية، واسقاط هذا النظام المغتصب للسلطة، وكل من يدعمه وعلى رأس هؤلاء الداعمين الروس ونظام الملالي وحزب الله وآخرين.
نحن نسعى لدولة القانون والعدل، دولة الديمقراطية والمساواة، دولة السلام والحب… واسمحوا لي أن أتوجه الى المجتمع الدولي الذي يتظاهر بقيم الديمقراطية والحرية والمساواة لأقول لهم ان تخاذلكم يقتل أطفال سوريا وهم أجنة في بطون أمهاتهم،  يقتل أحلامنا. ذكرياتنا، ويدمر مشافينا ومدارسنا، يدمر هناك كل شيء إلا الإنسان الثائر الذي لن يعود الى منزله قبل استئصال هذا النظام المجرم ومؤسساته الأمنية، ومحاكمتهم على جرائمهم. سنبني وطننا يوماً وسيعود لاجئينا الى ديارهم آمنين.نحن أحرار سوريا نكتب اليوم في التاريخ أعظم ثورة. وأؤكد من على هذا المنبر أن ألف ديكتاتور لن يستطيع أن يقف في وجه زلزال الشعب الثائر…أخيراً أتقدم مرة ثانية للمقاومة الايرانية بقيادة السيدة مريم رجوي على اتاحة الفرصة لي كي أنقل جزء بسيط مما يحصل في سوريا وما نريده لسوريا. وأؤكد لكم أننا معاً أقوى.»
 
وقالت السيدة عزة هيكل في جانب من حديثها: «إن الخطاب الألهى فى القرآن الكريم قد ساوى بين الرجل و المرأة فى الثواب و العقاب و لم ينقص من حق المرأة بل على العكس كرمها و خاطبها بتاء التأنيث حين قال ” المؤمنون و المؤمنات ….القانطون و القانطات»
 
والسيدة فتحية بقالي أيضاً تحدثت عن دور السيدة رجوي بقولها: «ونتوجه هنا إلى إخوتنا في الاتحاد الاوروبي وفي المنظمات الدولية من أجل مساندة إخواننا في ليبرتي ومن أجل الوقوف إلى جانب الأخت مريم رجوي لأنها تحمل قضية وتحمل هم المجتمع وهم الشعب بأكمله بل لأنها تمثّ لك النساء الأحرار في العالم في تونس وفي ليبياوفي سوريا الجريحة والأحرار في العراق وفي اليمن كل هذه البلاد التي تعرف الأمل وتعشق الاستقرار…»
 
وتحدثت السيدة سهير الآتاسي في ندوة يوم الإثنين عن معاناة النساء السوريات وأيضا دورهن في قيادة الثورة وقالت:  
«المرأة السورية ضحية وقيادية. وفي بلادي سوريا ومنذ انطلاق ثورة الحرية في آذار 2011، كانت المرأة في الصفّ الاول من الثورة. وقد تعددت الأدوار التي قامت بها بدأً بالمرأة الثائرة التي فتح صوتها بالحرية في المظاهرات التي ساهمت هي نفسها بتنظيمها. وكانت صوتها اقوى  من رصاص قوات نظام الاسد. بل ونظّمت مظاهرات بكل جرأة وشجاعة ليس فقط في مواجهة ارهاب السلطة، بل وايضاً في مواجهة تنظيمات دخيلة على سوريا وحليفة لنظام الاسد، الميليشيات الطائفية لحكم الملالي في طهران، حزب الله وداعش وغيرها. ومن المرأة الثائرة وصولاً الى  المرأة السياسية التي  شاركت في تأسيس اولى التنسيقيات الثورية وأول التنظيمات الثورية الشبابية. كذلك المرأة الإعلامية التي نقلت صوت الثورة وصورتها ورسالتها الى العالم  أجمع. ثم برز دور المرأة الحقوقية في توثيق الانتهاكات التي ترتكبها قوات الاسد بحق المتظاهرين والناشطين السلميين. ومع انتقال نظام الاسد من الحل الامني الى الحل العسكري الشامل، جاء دور المرأة الطبيبة والممرضة في معالجة الجرحى في المشافي الميدانية، نساء سوريات يعملن تحت القصف المستمربالصواريخ والبراميل المتفجرة وينقذن حياة مئات من السوريين رغم الامكانيات الطبية المحدودة جداً والمعدومة أحياناً. كما لا يمكن لنا أن ننسى  دور المرأة الصحافية والكاتبة التي رسمت أجمل لوحات ادبية عن ثورة شعبها وحاربت بقلمه الحرّ أكثر الأنظمة إجراماً في العصر الحديث. وكان أيضاً للمرأة دور اساسي وبارز ضمن وفد المعارضة السورية المشارك في المؤتمر جنيف 2 للمفاوضات خلال شهري كانون الثاني وشباط 2014 حيث واجهت مع باقي اعضاء وفد المعارضة وفد نظام الاسد سياسياً ودبلوماسياً  وإنسانياً، وحملت مع زملائها صوت الثورة إلى العالم… واليوم نرى ايضا دور المرأة السورية جليا في الهيئة العليا للمفاوضات وفي الوفد المفاوض خلال جنيف 3 جنباً الى جنب مع الفصائل الثورية العسكرية والتنظيات السياسية والحراك المدني في ايام تستعيد فيها الثورة ألقها من جديد وتعيد التزاماتها بشعاراتها الاولى«الشعب يريد اسقاط النظام»، و«الشعب السوري واحد». وكلكم شاهدتم يوم الجمعة الماضي في عنوان جمعه الثورة مستمرة هدير المظاهرات الذي عاد من جديد في كل بقعة الاراضي السورية.
 بعد مرور خمس سنوات على الثورة السورية اصبح من الضروري أن يتم تناول موضوع المرأة باهتمام اكبر. المرأة السورية تواجه العديد من المشاكل تبدأ بالنزوح والتهجير مرورا بفقدان الزوج و الأهل والأبناء ولاتنتهي بالاعتقال والعنف الجنسي والموت جوعا اوقنصا اوقصفا اوتحت التعذيب. ومرتكبوا جرائم حرب نظام الاسد، الميليشيات الطائفية، الاحتلال الروسي وحكم الملالي في طهران مازالوا خارج اطار المسائلة والمحاسبة….
بالرغم من كل هذا الظلم الا أننا سنبقى محكومين بالأمل. الشعب السوري علّمنا ذلك بعودة شعار المظاهرات من جديد وباحياء روحية شعارات ثورة الحرية والكرامة. و كايمان بهذا الشعب العظيم أنا مؤمنة بأن المرأة التي واجهت رصاصات نظام الاسد وارهاب الميليشيات المتحالفة معه بهتافات الحرية، والمرأة الصحافية التي عملت في اخطر الظروف لكي تنقل للعالم ثورة شعبها، والمرأة الحقوقية التي توثّق الجرائم والانتهاكات وسط هذه الفوضى والمرأة التي تعالج الجرحي تحت قصف الطائرات والمرأة السياسية  والدبلوماسية التي تناضل دفاعاً عن حقوق الشعب السوري وسط معارضة ذكورية هي المرأة التي تصنع الحاضر وتبني المستقبل، وهي المرأة التي ستنتزع حقوقها كاملة، وتلعب دورالريادة في المجالات السياسية والثقافية والإجتماعية والانسانية. »
وفي النهاية تحدثت الدكتورة نجاة الاسطل نائبة من المجلس التشريعي الفلسطيني من غزة وقالت:
«… اعتقد ان نضال المرأة في هذا اليوم وهو اليوم العالمي كان أساسا بسبب انتفاضة النساء انتفاضة العاملات في الولايات المتحدة الأمريكية من اجل نيل حقوقهن وفي هذا اليوم قتلت سبع نساء وتخليدا لذكرى هولاء النساء كان اليوم العالمي للمرأه وانا اقول ان هذا اليوم هو اليوم العالمي للمرأة الفلسطينية وللمرأة الإيرانية وللمرأة السورية بامتياز. لانهن يواجهن اسوء انواع الظلم والإعتداء سواء من الاحتلال الاسرائيلي او من حكامهن وانا اقول ان نضال المرأة الإيرانية نضال على حق نضال من أجل الحرية من أجل العدالة ومن أجل الديمقراطية، نحن معهن في قضيتهن وهي قضية عادلة كما وفي هذا اليوم اريد ان اذكربنضالات المرأة الفلسطينية منذ ما‌ئة عام حيث شاركت الرجل في جميع مراحل النضال ومع ذلك تقاوم وتعدم ميدانيا أمام شاشات التلفزة فانا اقول من الضروري كل نساء العالم يتحدن مع بعض من أجل قضايا شعوبهن وليس من أجل قضايا المرأة فقط، شعوبهن المقهورة شعوبهن التي تعاني من الظلم والفقر والعدوان ومن العنف، فان المرأة فهي شريكة الرجل وهي تواكب نضال اوطانها فهي بحق تستحق ان نقدرها وليس في يوم واحد وهو اليوم العالمي للمرأة فانما نقدرها في جميع أيام العام انا اعتقد ذلك وواجب ان تعطى حقوقها لان حقوق المرأة من حقوق الإنسان التي نصت عليها جميع القوانين الدولية وقوانين حقوق الإنسان وقوانين الأمم المتحدة فبالتالي دائما نحن نلاحظ ان الظلم يقع على المرأة أكثر عليها وعلى أفراد أسرتها وتكون تبعات العدوان وتبعات الاضطهاد وتبعات التطرف أكثر على المرأة لانه يعتبرونها الطرف الأكثر ضعفا ولكن المرأة على مدارالتاريخ وعلى مدار النضال انها مرأة قوية وقادرة خاصة المرأة العربية المرأة في فلسطين في سوريا وفي إيران كذلك، اثبت انها مرأة قادرة على التحدي قادرة على الصمود قادرة على الثورة وقادرة على ان تقول لا للظلم ولا للعنف وهي كذلك هناك مرأة تقاوم ومرأة تبني.. ان المرأة الفلسطينية استطاعت آن تخوض كل غمارالحياة وعملت على جميع المستويات واعتلت كل المناصب من اعضاء المجلس التشريعي ومن وزيرات، قاضيات، محاميات، فانا اعتقد ان المرأة قادرة على العمل في جميع الميدانين ومن هنا احيي المرأة ..احيي المرأة الفلسطينية في سجون الإحتلال احيي أهالي الشهداء والشهيدات ونحي الجرحى كذلك والجريحات وكذلك نحيي المرأة السورية ونحن معها وهي مرأة عانت من ظلم وقع عليها كثيرا وهي مرأة قادرة ان تقود وقادرة أن تغيرالواقع إلى واقع افضل. ومن هنا كذلك احيي المرأة الإيرانية في إيران في ليبرتي في أشرف وفي باريس نقولهن باننا نشد على أيدايكن، نحن معكن من أجل الحرية والديمقراطية والعدالة.. »

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *