نشرت وزارة الخارجية الجزائرية، توضيحات حول موقفها الرافض لقرار وزراء الداخلية العرب الأخير، القاضي بتصنيف “حزب الله” اللبناني منظمة إرهابية.
التوضيحات جاءت على لسان وزير شؤون إفريقيا والمغرب العربي والجامعة العربية الجزائري، عبد القادر مساهل، الذي دعا الدول العربية إلى “الالتزام بقواعد الشرعية الدولية، لاسيما التقيد بلوائح وقوائم الأمم المتحدة في تصنيف الجماعات الإرهابية التي لا تشمل التشكيلات السياسية المعترف بها وطنيا ودوليا والتي تساهم في المشهد السياسي والاجتماعي الوطني”.
وكانت الجزائر رفضت الموافقة على قرار مجلس وزراء الداخلية العرب باعتبار حزب الله اللبناني “منظمة إرهابية”، مشيرة إلى أنها ترفض الحديث باسم اللبنانيين وفي مكانهم، وأنها تعتبر حزب الله “حركة سياسية عسكرية لها أهمية في التوازنات داخل لبنان”.
ورأى الوزير الجزائري أنه “على الجميع الالتزام سواء كانت حكومات أو أحزابا، بعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول طبقا لميثاق الأمم المتحدة وميثاق الجامعة العربية”، في الوقت الذي دعا فيه إلى “ضرورة تنسيق الجهود الدولية لمحاربة الإرهاب ضمن إستراتيجية الأمم المتحدة والالتزام بقواعد الشرعية الدولية”.
واعتبر مساهل أن “مكافحة آفة الإرهاب لا تقتصر فقط على البعد الأمني، بل تتعداه إلى تفعيل الحوار والمصالحة الوطنية عبر طرح بدائل واعتماد استراتيجيات شاملة لمحاربة كل أشكال التطرف العنيف وتجفيف منابعه الفكرية والإيديولوجية”.
على صعيد منفصل، وفي إصلاح مؤسسات الجامعة العربية، رأى مساهل عبر رسالة مكتوبة تقدم بها إلى مجلس جامعة الدول العربية، أنه “من الضروري إتمام عمل اللجنة مفتوحة العضوية لإصلاح وتطوير الجامعة في أقرب الآجال لتحقيق الأهداف النبيلة المنصوص عليها في ميثاق الجامعة العربية”.
وأشار الوزير الجزائري إلى أن “المجهودات المبذولة لتصحيح الاختلالات التي تشوب عملنا العربي المشترك يجب أن تستمر لاسيما في ظل المرحلة العصيبة والمضطربة التي تمر بها بعض دول المنطقة العربية حيث الإرادة السياسية والإيمان بالمصير الواحد والمصالح المشتركة يعد ضمانة لتجاوز هذه العقبات وبناء رؤية استراتيجية موحدة”.
وجدد مساهل “تمسك بلاده بإصلاح هياكل المنظمة العربية بعد أن فهم تراجعها عن مطلب تدوير منصب الأمين العام وتزكية ترشح المصري أحمد أبو الغيط لخلافة نبيل العربي، على أنه تخل عن ملفات الإصلاح التي ظلت تديرها الدبلوماسية الجزائرية في قمم واجتماعات عربية سابقة.
وحسب وجهة نظر مساهل، فإن “الجامعة العربية تجد نفسها في مفترق الطرق، إما أن تنجح في مواكبة التطورات العالمية المتسارعة أو تبقى على هامش هذه المتغيرات، كما أن مصداقيتها رهينة بمدى قدرتنا على اعتماد رؤية اندماجية متناسقة ومتكاملة الأبعاد على المدى المتوسط”.
وأنهى الوزير الجزائري رسالته بقوله أن “حتمية وقوع الأزمات لا ينبغي أن تكون مرادفة للفشل، بل يجب أن يدفع بالجامعة إلى المضي قدما لرفع التحديات الجديدة والابتعاد عن الطرح المتشائم بشأن مآل الجامعة وجدوى عقد اجتماعاتها”.