في مقالة لمجلة “فورين بوليسي” الأمريكية، أصر جيمس ستافريديس قائد قوات حلف الناتو في أوروبا سابقا، على أن سوريا لم تعد موجودة كدولة، واقترح خطة مفصلة لتقسيمها.
وكتب ستافريديس في مقالة نشرت أن اتفاق وقف الأعمال العدائية في سوريا قد يمتد فترة ما، لكن الحرب هناك لن تنتهي قريبا.
ومن بين العراقيل أمام توصل المجتمع الدولي إلى حل الأزمة السورية، أشار ستافريديس إلى اختلاف الولايات المتحدة وروسيا حول مصير الرئيس السوري بشار الأسد، وانخراط السعودية وإيران في نزاع جيوسياسي وطائفي، بينما تختلف موسكو وأنقرة في الشؤون التكتيكية والاستراتيجية.
واعتبر أنه مع استمرار النزاع في سوريا يصبح واضحا أن الدولة السورية الموحدة لم تعد موجودة، حيث قد قطعتها الحرب الأهلية، ويدير زعماء مفصلون أجزاء واسعة من البلاد.
كما رأى الأميرال الأمريكي المتقاعد بأن سوريا ليست لديها حضارة عريقة تتفاخر بها مثل إيران أو تركيا أو اليونان، مضيفا أن إنشاء الدولة السورية بدأ بعد الحرب العالمية الأولى.
وفي هذا السياق، أعرب ستافريديس عن قناعته بأن الوقت قد حان للتفكير في تقسيم سوريا.
وحسب تصوره، فإن المنطقة المركزية في سوريا المقسمة المستقبلة ستقع في دمشق ومحيطها، وسيكون منطقة علوية، وسيديرها بشار الأسد أو من سيتلوه، لكن مع مرور وقت وبعد إلحاق الهزيمة بمختلف الجماعات الإرهابية، سينتقل زمام السلطة في المنطقة إلى “نظام سني معتدل”.
كما ترجح خطة ستافريديس ظهور منطقة كردية في شرق سوريا، الأمر الذي لن ترضي أنقرة لأسباب واضحة.
وأشار ستافريديس إلى أن تقسيم سوريا قد يتحقق وفق سيناريو يوغوسلافيا، أي ظهور عدة دويلات بدلا من دولة موحدة، أو بحسب سيناريو البوسنا التي تحولت إلى دولة اتحادية، أو يكون وضعها كما في العراق، أي “اتحادية ضعيفة”.
هذا واعترف ستافريديس بمخاطر تحقيق فكرة تقسيم سوريا، منها عدم تأييد هذه الفكرة من قبل بعض دول ذات أقليات عرقية، مثل روسيا والصين وبريطانيا وإسبانيا، والتي تقف إلى جانب سيادة سوريا كدولة موحدة.
كما لفت ستافريديس إلى أن حوالي نصف عدد سكان سوريا قد اضطروا لتغيير مكان سكناهم بسبب الحرب، ولذلك لن يفقدوا شيئا نتيجة تقسيم وطنهم.
وحسب ستافريديس، فإن مناقشة تقسيم سوريا يجب أن تبدأ بعد صمود اتفاق وقف العدائيات بفترة قصيرة