أمريكا تطلق صواريخ من الأردن نحو الجنوب السوري للمرة الأولى

قال موقع إنترناشيونال بيزنيس تايمز البريطاني، إن التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ضد “داعش”، قام ولأول مرة بإطلاق 3 صواريخ إلى الداخل السوري من الأراضي الأردنية، مشيرا إلى أن هذه الضربات الصاروخية، تؤكد التنسيق المتنامي بين التحالف ومجموعات المعارضة المتواجدة في جنوب سوريا.
وجاء إطلاق الصواريخ من الأردن، بالتوازي مع محاولة القوى الدولية والنظام السوري لترسيخ اتفاق وقف إطلاق النار والتفاوض من اجل السلام.
فعلى الرغم من أن وقف إطلاق النار ما زال فعالا من الناحية التقنية منذ نهاية فبراير، إلا أن المعارضة في الجزء الشمالي من البلاد، أعلنت عن عدة انتهاكات من قبل الطائرات الروسية.
تقف الجبهة الجنوبية، إلى حد كبير ضد وقف إطلاق النار، الذي توسطت فيه الولايات المتحدة وروسيا، وذلك لأن هذا القرار يسمح للنظام باستهداف المنطقة، التي يسيطر عليها ثوار المعارضة في داريا، وهي ضاحية من ضواحي العاصمة دمشق.
وقد صرح الكولونيل ستيف وارن، ممثل وزارة الدفاع الأمريكية، في مؤتمر صحفي الجمعة، أنه “مؤشر جيد أننا تمكنا من الإندماج مع القوى المعارضة المقيمة في الجنوب. ونحن ننوي مواصلة الاستفادة من هذا الإنجاز، لقد تحدث الوزير آشتون كارتر قبل ستة أشهر أو نحو ذلك، عن أن استراتيجيتنا الكلية تشمل خططا لتعزيز الدفاع عن الأردن، حيث أننا نعتبر الأردنيين شركاء من الدرجة الأولى في مكافحة الإرهاب، فقد تحملوا عبئا ثقيلا من اللاجئين والمشردين والمهاجرين”.
وقد مكنت هذه الضربات، جماعات المعارضة في سوريا من السيطرة على حامية كانت خاضعة لسيطرة تنظيم الدولة، وقد شنت نفس المجموعات غارة بمدافع الهاون على بلدة قبل ثلاثة أشهر، لكنها فشلت في السيطرة على الأرض.
وقد حققت جماعات المعارضة، نجاحا أكبر في المناطق الجنوبية مقارنة مع المناطق الشمالية من البلاد، ويعود السبب وراء ذلك الى غياب هيمنة تنظيم داعش على تلك المناطق.
وتتكون الجبهة الجنوبية من أعضاء سابقين في الجيش السوري الحر، الثوار الأصليون الذين ثاروا ضد الرئيس بشار الأسد منذ أن بدأت الحرب الأهلية السورية منذ خمس سنوات. ومعظمهم ثوار معتدلون يركزون في المقام الأول على محاربة النظام في درعا والقنيطرة.
تدريب ودعم أمريكي
وعلى نفس الصعيد، فإن مستويات التنسيق بين الولايات المتحدة والجبهة الجنوبية غير واضحة. فقد تم تدريب بعض أعضاء المجموعة في إطار برامج عسكرية امريكية سابقة في إحدى قواعد الأردن، في حين تم تسليح آخرين في إطار برنامج وكالة المخابرات المركزية، الذي بدأ في عام 2013.
واختارت الولايات المتحدة، في ربيع عام 2013 مجموعة من الثوار الذين يقاتلون مع الجيش السوري الحر للمشاركة في البرنامج، الذي تديره وكالة المخابرات المركزية السرية، والذي تم الإعلان عنه رسميا في آب/أغسطس من ذلك العام. وسمح البرنامج بنقل الاسلحة الامريكية الصنع إلى تركيا عبر طائرة من دول أخرى، ثم تم توريد الأسلحة إلى سوريا على متن شاحنات.
ويأتي تمويل البرنامج بشكل جزئي من المملكة العربية السعودية وغيرها من الدول السنية الغنية. وفي عام 2014، رفعت الولايات المتحدة جهودها لدعم المعارضة المعتدلة، وبدأ تدريب عدة آلاف من الثوار في قاعدة سرية في الأردن.
وقد أدى ظهور تنظيم داعش، الى إجبار الثوار على التراجع. فقد أضطروا الى القتال على جبهات متعددة مع عدد قليل نسبيا من الموارد وتراجع الدعم الأميركي. أما الآن فيبدو أن الولايات المتحدة تكثف دعمها العسكري للثوار.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *