أكد الدكتور حسن صلاح كامل نائب رئيس جامعة أسيوط السابق وأستاذ أمراض النساء والتوليد بجامعة أسيوط ورئيس مجلس إدارة جمعية إنقاذ مرضي صعيد مصر , علي ضرورة إجراء الفحص الطبي قبل الزواج للوقوف علي الأمراض الوراثية المحتملة , وتقديم النصائح اللازمة للمقبلين علي الزواج لتجنب حدوث أي إصابات محتملة , وذلك من خلال معرفة التاريخ المرضي للعائلة ونسبة الخطورة وكيفية علاجها , وكذلك الفحص الدقيق لفصائل الدم المختلفة والتأكد من مقدرة الاثنين علي الإنجاب وعدم وجود العقم جاء ذلك خلال مشاركته في ندوة ” المرأة وآفاق المستقبل ” التي نظمها المجلس القومي للمرأة بمناسبة يوم المرأة , والتي قدّم خلالها مراجعة علمية حول ” زواج الأقارب ما له وما عليه ” والتي أوضح من خلالها أن هذه الظاهرة تمثل واحدة من أبرز العادات المجتمعية التي تورّث العديد من المشكلات الصحية ذات التأثير الضار والخطير والتي تنتشر في مصر بنسبة 38% , مؤكداً أنه في حالة استمرارها لعدة أجيال متتالية تتسبب في تراكم الصفات الوراثية غير الجيدة مما يؤدي إلي ضعف النسل وفي هذا السياق أوضح أن العوامل الوراثية المتنحية في الأقارب في الجين الأول تجتمع بنسبة 1 : 8 وتقل هذه النسبة في غير الأقارب , مما يؤكد خطورة زواج الأقارب في ظهور بعض الأمراض الوراثية النادرة إذا استمر الزواج جيلاً بعد جيل , فعلي سبيل المثال إذا تزوج الرجل بابنة عمه وكان كل منهما يحمل نفس العامل الوراثي المتنحي لصفة صحية أو مرضية فإن 25 % من أبنائهما ستظهر عليهم تلك الصفة وعن أهم الأمراض التي تورّث عن طريق زواج الأقارب , أوضحت الدراسة أن أهم هذه الأمراض هي ” الأنيميا المنجلية ” و ” الفاقة البحرية ” والذين يزيد انتشارهم في بعض الدول الغربية ودول شرق آسيا وأوروبا , إلي جانب أمراض نقص التعظيم الغضروفي , والحويصلات المتعددة بالكِلية , وزيادة الحديد بالدم , وكذلك ضمور عضلات الوجه والكفين , ومرض التوتر العضلي الخلقي , وداء الأورام العصبية الليفية , وأمراض الدم الوراثية كما أشار الدكتور صلاح الجانب الإيجابي لزواج الأقارب والذي يقتصر علي امتلاك الأسرة لبعض العوامل الوراثية المرغوبة والإيجابية مثل صفات الجمال والذكاء والقوة أو طول العمر , والتي يُفضل عندها زواج الأقارب شريطة ألا يستمر الزواج لأجيال متتالية , مؤكداً أن محاولة محاربة هذه الظاهرة في بعض المجتمعات يكون بمثابة معارضة للعادات والتقاليد , ولذلك توصي الدراسة بضرورة التوصل إلي الإقناع العلمي الهادئ بالمؤثرات الحقيقية الناتجة عن هذا الزواج للتقليل من التأثير السلبي وتقديم الوسائل المناسبة للتعامل مع العائلات المعرضة لإنجاب أطفال مرضي .