قصّة فظيعة ومقزّزة كشفت عنها جريدة “الباريزيان”الفرنسيّة وخلاصتها أنّ أبا فرنسيّاً واسمه دونيه مانشازDenis Mannechez عاشر ابنته”فرجيني” برضاها معاشرة الأزواج طيلة 17 عاماً بأكملها وأنجب منها طفلاً، هو اليوم في السّادسة عشرة من عمره، ولمّا قرّرت إنهاء العلاقة به قتلها ثم أطلق على نفسه رصاصة في رأسه ولكنه لم يمت وبقي غير قادر على الحركة أو الكلام في انتظار محاكمته.
وتفاصيل هذه القصة أنّ فيرجيني مانشاز Virginie Mannechez، التّي كانت تعيش وتقيم مع والدها والابن الذّي أنجبته منه في مدينة “بلانفيل” (مقاطعة الواز) قررت مغادرة المكان ووضع حد للعلاقة المحرّمة بأبيها الذي يكبرها بعشرين عاماً (عمره اليوم 54 عاماً) وانتقلت إلى مدينة أخرى هي “جيزورس” لتعمل في ورشة ميكانيكيّة. بقي الأب يبحث عنها مدة من الزمن ويطاردها، ولمّا اهتدى إلى مكانها قام بقتلها وقتل صاحب الورشة التّي تشتغل بها واسمه فريديريك بييّار (31 عاماً)، ثمّ أدار مسدسه إلى رأسه وأطلق رصاصة استقرت في دماغه ولم تقتله وبقي في حالة هي أقرب إلى الموت السريري.
وبعد فترة من علاجه في إحدى المستشفيات أفاق من الغيبوبة وتم إيداعه السجن، ولكن قاضي التحقيق لم يقدر على استجوابه لعدم قدرته على النطق أو الكلام أو الحركة، وتمّ الاستماع إلى المعارف والأهل وإلى “الابن” لجمع المعلومات حول هذه المأساة التّي صدمت الرأي العام. وحتى الآن لم يتم تحديد موعد المحاكمة بسبب حالة المجرم الصحيّة، فهو لا يتكلّم وغير قادر على الحركة بسبب مخلّفات الرّصاصة التّي أطلقها على نفسه، وهذه حالة لم يسبق أبداً للقضاء الفرنسي مواجهتها، إذ استحال استنطاق المجرم بسبب وقد تمّ اللجوء إلى تقنية “رمشة العين” في محاولة لاستجوابه لإتمام الأبحاث.
وبقي الابن الذي جاء نتيجة علاقة محرمة دينياً وأخلاقياً تحت رعاية الخبراء والأطباء النفسييّن وتمّ إيداعه في إحدى دور الأيتام وفاقدي السّند العائلي، علماً أنّ زوجة المجرم قد فارقته منذ سنوات وأخذت معها بقية الأبناء.
واللافت أن جرائم زنا المحارم غالباً ما تحصل في عائلات فقيرة وتعاني من مشاكل الإدمان على الخمر أو المخدرات ويكون المستوى الاجتماعي والتعليمي ضعيفاً أو منعدما، ولكن بالنسبة لهذه الجريمة الفظيعة النكراء فإن العائلة مرفهة وتسكن في بيت أشبه بالضيعة والمجرم يحمل شهادة جامعية وكان يشتغل موظفاً سامياً في شركة كبرى، وهو مغرم بالصيد والميكانيك، والأكثر فظاعة هو أن الابنة لم تكن مكرهة بل عاشرت والدها برضاها الكامل طيلة 17 عاماً، وواصلت العلاقة حتى بعد إنجابها طفلاً، ولم تقرر قطع هذه العلاقة المحرمة إلا عندما بلغت 33 عاماً. وقد شغلت هذه القصة الصادمة الرأي العام الفرنسي منذ حدوثها وإلى اليوم، وأثارت موجة من التعليقات المستنكرة والمندّدة، حتى أن هناك من طالب بإعادة قانون حكم الإعدام الذي تم إلغاؤه منذ عهد الرئيس فرانسوا ميتران للحكم به على أمثال هؤلاء المجرمين.