نفى علي شمخاني، رئيس جهاز الأمن القومي الإيراني المقرب من المرشد الإيراني علي خامنئي، وجود نية لدى طهران بشأن سحب قواتها من سوريا، على غرار القرار الروسي الذي صدر الثلاثاء بحسب قواته العسكرية من سوريا.
وقال شمخاني، في تصريح لوسائل إعلام إيرانية، رداً على دعوة أحد أعضاء الائتلاف السوري المعارض بحسب قوات الحرس الثوري الإيراني من سوريا “على الرغم من سحب روسيا الجزء الأكبر من قواتها من سوريا، لكن الحرب على الإرهاب لم تنته بعد، ولذا لن نسحب قواتنا من سوريا وستبقى هناك”.
وفي سياق متصل، كشف نائب قائد قيادة التنسيق في القوات البرية التابعة للجيش الإيراني، اللواء علي آراسته، أن إيران سترسل قوات برية إيرانية خاصة وقناصين إلى العراق وسوريا. مؤكدا أن “بلاده كانت تخطط منذ فترة لإرسال هذه القوات”.
وكانت وسائل إعلام تابعة للإصلاحيين، تناقلت أخباراً غير مؤكدة عن وصول طلائع القوات الإيرانية الخاصة إلى سوريا، من أجل سد الفراغ الذي خلفته روسيا بانسحابها الجزئي.
تفاصيل الخطة
ويقول العميد الركن خليل عذاب، إن لدى القوات الإيرانية 30 ألف جندي معدين ومدربين لمهمات خارجية في العراق وسوريا، وقد تمتد مساحة عملهم إلى مناطق في اليمن، بحسب مخطط إيراني عمره 3 سنوات”.
واضاف عذاب، أن المدن العراقية الجنوبية، ذات الغالبية الشيعية، تحتل حيزا من الاهتمام الأكبر للقوات الإيرانية المدربة للتعاطي مع الأحداث والتداعيات المذهبية خارج حدود إيران، حيث ينتشر نحو 5 آلاف عسكري إيراني حول مناطق الشريط الحدودي مع العراق بعمق بلغ نحو 28 كلم داخل الأراضي العراقية.
ويمتد الانتشار العسكري الإيراني، إلى حد إقامة مخافر وتجمعات حدودية إيرانية داخل الأراضي العراقية، فضلا عن انتشار نحو 2500 عسكري في منطقة الأحواز، تحسباً لردات فعل من سكانها العرب المتذمرين من حكم الجمهورية الإسلامية الإيرانية، كما يؤكد ناشطون وسياسيون من تلك المناطق.
ولم يقتصر الجهد العسكري الإيراني في تلك المناطق على الانتشار العسكري، بل تعداه إلى نشر بطاريات صواريخ وراجمات وأسلحة ثقيلة مزودة بأنظمة رادار روسي متطورة، في محاولة لإخضاع مناطق واسعة خارج خارطة إيران إلى سيطرة القوات المسلحة الإيرانية.
التخلص من المليشيات الشيعية
ويرى محللون، أن طهران بدأت بالاعتماد على نفسها وقواتها الخاصة تدريجياً وعدم الاعتماد على المليشيات العراقية أو حزب الله بالدرجة الأولى، في مناطق الصراع المذهبي ومنها العراق وسوريا، لاسيما بعد تراجع الدور الروسي وما تبعه من إعلان انسحاب لقوات روسيا المركزية من سوريا، والأزمة الشيعية- الشيعية التي يعيشها العراق بعد احتجاجات الصدريين ما ينذر بفرط عقد القوى العراقية الموالية لإيران، بين مؤيد ومعارض لإصلاحات رئيس الحكومة حيدر العبادي، والتي ضربت بعيداً في هيكلية القوى الشيعية العراقية، ووصلت إلى حد تهديد هيمنتها على مفاصل الدولة، بحسب مراقبين.