يبدو أن المؤشرات والحقائق على أرض الواقع، تشير إلى عكس ما تم توقعه عبر فرضيات وتوقعات في وسائل إعلام غربية، بشأن تأثر العلاقات سلبا بين مصر والسعودية، بناء على تباين مفترض في الرؤى بخصوص ملفات إقليمية ساخنة على رأسها سوريا وإيران، وذلك في ظل اتخاذ البلدين خطوات اقتصادية تعزز العلاقة بينهما.
فقد تساءلت صحيفة المونيتور الأميركية في تقرير نشرته الجمعة، حول إمكانية نشوب نزاع وخلاف بين الرياض والقاهرة، مفاده إذا كان من المحتمل أن تستخدم السعودية المساعدات التي تقدمها لمصر، كأداة ضغط، من حيث تقديمها أو التهديد بإلغائها، وذلك بهدف حثها على تبني وجهة نظر سياسية سعودية معينة تجاه هذه ملفات المنطقة”.
ما يدحض تلك التكهنات والتحليلات، هو توقيع الرياض والقاهرة، الأحد، على مذكرة التفاهم بين وزارة الاستثمار المصرية، وصندوق الاستثمارات العامة السعودية، وذلك استعدادا لضخ 30 مليار ريال سعودي في المرحلة الأولى من مشروعات اقتصادية بين البلدين.
لذلك، توجه وزير الاستثمار المصري أشرف سالمان،الأحد، إلى العاصمة السعودية الرياض للمشاركة في اجتماع المجلس التنسيقي المصري السعودي، والتوقيع على مذكرة التفاهم، في حين تأتي هذه الاتفاقية، وفقا لوزير الاستثمار المصري من أجل “تحقيق المبادرات التي طرحتها مصر للاستثمار فيه”.
خطوة سعودية أخرى، ستعمل على دعم وتقوية العلاقات بين الرياض والقاهرة، وتستبعد أي فتور في بين الجانبين، هي ما تم الإعلان عنه، من تحديد موعد زيارة مرتقبة للعاهل السعودي الملك سلمان إلى مصر، ستكون في الثاني من أبريل/ نيسان المقبل، وتستمر لمدة يومين.
وعزا المشككون في العلاقات بين الرياض والقاهرة، عبر تحليلاتهم وتوقعاتهم، إلى أن العلاقة بين الجانبين تسير نحو القطيعة،هو ما أعلنت عنه السعودية في 8 فبراير/ شباط الماضي، من أنها إلى جانب الإمارات العربية المتحدة، مستعدة لإرسال قوات برية إلى سوريا، بهدف القتال ضمن التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأميركية، الأمر من وجهة نظر المشككين، أثار خلافا دبلوماسيا بين القاهرة.
ما عزز هذا الأمر، وفقا لصحيفة المونيتور الأميركية، التي كتبت حول هذا الموضوع، أن “رئيس الوزراء المصري شريف إسماعيل ألغى سابقا، بشكل مفاجئ ومن دون أي مبررات أو تحديد موعد آخر، زيارة كانت مقررة إلى السعودية، لوضع اللمسات الأخيرة على اتفاق مجلس التنسيق المصري السعودي على ضخ استثمارات بقيمة 30 مليار ريال سعودي (8 مليارات دولار) في مصر كما تعهد الملك سلمان بن عبد العزيز في كانون الأول/ديسمبر الماضي.
وكان المسؤولون من كلا البلدين، نفوا أن يكون قرار السعودية إرسال قوات برية إلى سوريا، له تأثير على العلاقات القوية التي تجمع بين السعودية ومصر، في الوقت الذي صرح فيه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أن “جيش مصر لمصر فقط”.