بدلا من الاحتفال بالعيد واطلالة الربيع وتباشير ازدهار الطبيعة والتغيير المتجدد ،يعكف تازلام النظام الايراني على تحويله الى مناسبة للاقتتال والاكل من جرف الاخر وتوزيع الاتهامات ،والمعركة المحتدمة بين رفسنجاني وخامنئي تستعر بالتسابق على توجيه الرسائل النارية بعضهما لبعض ،وباستباقه خامنئي في توجيه رسالة تهنئة العيد، كما ينقل تقرير من داخل ايران ، أظهر رفسنجاني أنه ينوي تحويل السنة الجديدة إلى أرضية لتصعيد الهجوم في الصراع على السلطة وأخذ نصيبه من خامنئي وهذا كان أشد هجوم شنّه رفسنجاني طيلة فترة اشتباكه مع خامنئي على السلطة.
وفي رسالته، استغل رفسنجاني هزيمة خامنئي في مهزلة الإنتخابات وخاطب الناس وأثنى عليهم من أجل ”عزوف ذي مغزى… عن الجهلة المتشددين في إنتخابات هذه السنة” مضيفا أن: ”هذه السنة كانت لكم وقلتم بالإتفاق النووي للعالم إنكم تسعون للتعامل وتنبذون الحرب وبآرائكم أظهرتم أن ”رجال الدين دون الشعب” هم كالقش لا يقدرون حتى حماية أنفسهم!”.
والأهم من ذلك، جعل رفسنجاني بالمكر والدجل نفسه والشعب في جبهة واحدة وبتشبيه خامنئي بالقش أظهر هشاشته غير المسبوقة.
ورغم أن خامنئي وعصابته التزموا صمتا تجاه هذه الهجمات المذلة لكنه لا يختلف فيه إثنان أن قصد رفسنجاني من ”رجال الدين” هو الولي الفقيه ولا غيره! كما أن رجال الدين الآخرين وملالي الحوزة الدينية لم يعتبروا أنفسهم أهدافا لهذا التصريح ولم يسعوا للرد.
وملاحظة أخرى أن صحيفة آرمان التابعة لزمرة رفسنجاني والتي نشرت الرسالة، إضافة الى مقدمة إليها وضع رفسنجاني فوق الولي الفقية قائلة: ”لا مبالغة إن قيل إنه (رفسنجاني) أكثر شخصيات البلاد حَلبَ الدهرَ أشطرَه ولم يخب أبدا لأنه يعلم أن الحق يبقى والباطل زهوق … إنه قوبل بترحاب الناس ليمحو إلى الأبد خيال الباطل أن هاشمي قابل للحذف”.
ومدح رفسنجاني في الرسالة نفسه وقلبه ”الذي هو نقيّ كالبحر” مشيرا ألى استراتيجيته التي لخصها في مفردة ”الإعتدال” أمام ”التشدد” و”إفراط” الولي الفقيه.
وفي نفس اليوم، 16 آذار، شرح رفسنجاني خلال كلمة له في لقاء بـ ”منتخبي محافظة يزد في البرلمان العاشر” منهجه وصراعه مع الولي الفقيه معتبرا ”إثارة الشك حول الإستثمارات الخارجية في إيران وسلبية المنابر الرسمية عائقا رئيسا أمام مسار الإنتعاش الإقتصادي للبلد”.
على هذا، ألقى رفسنجاني اللوم على الولي الفقيه وعصابته في مجال خراب الإقتصاد الحالى وصرّح بالقول: ”أحد أسباب الركود والتضخم، حتى في الأبعاد السياسية، الإجتماعية والثقافية يتمثل في ركود وتضخم مخالفة الأخلاق وابتعاد البرلمان عن إجراء واجباته الأصلية وتأجيج المسائل الهامشية والإعراض عن الأعمال الأساسية”.
فمن الواضح أن رفسنجاني بإعتماده على فشل خامنئي وعصابته في الإنتخابات الماضية قد صعد هجماته على الولي الفقيه بشكل ملحوظ مقارنة بما قبل الإنتخابات وبإستباقه في توجيه رسالة العيد لا يريد تفويت أية فرصة في السنة القادمة لأخذ نصيبه من السلطة ودفع الولي الفقيه.
ويبدو جليا أن خامنئي أيضا سيصارع حتى آخر رمق له للحفاظ على السلطة ؛ إن بروز الصراع بين الطرفين في مرحلة جديدة ينذر بمزيد من الشرخ والإنقسام