أعرب ستيفان دي ميستورا المبعوث الأممي لتسوية الأزمة السورية عن أمله في أن يجمع وفدا الحكومة والمعارضة السوريين الخميس 24 مارس/آذار على ورقة بنود التسوية الرئيسية التي تقدم بها.
ونقلت وسائل إعلام غربية عن مصدر دبلوماسي غربي رفيع قوله بهذا الصدد: “المبادئ الأساسية /التي اقترحها المبعوث الأممي/ صارت على الطاولة. هو يريد الإعلان عن توصل الجميع إلى قرار يرضيهم، بما يتيح له مواصلة التحرك في اتجاه التحضير للجولة التالية من المفاوضات على مسار التحول السياسي في سوريا”.
واعتبر المصدر الغربي الذي طلب عدم الكشف عن هويته حسب وسائل الإعلام التي تناقلت حديثه، أن ما تم إحرازه على مسار التسوية في سوريا “ليس إلا خطوة صغيرة جدا، رغم أهميتها، وأنه لا بأس بالنتائج التي تحققت حتى الآن” رغم ذلك.
هذا، وكشف المبعوث الأممي في وقت سابق عن أن الورقة التي سيتقدم بها إلى المتفاوضين السوريين، ستضم ما بين 10 و12 بندا، بما فيها بند الاتفاق على تشكيل جيش سوري موحد تنخرط في صفوفه الفصائل المسلحة التي ستقبل بالدستور الجديد وتعترف بالحكومة الانتقالية، وبند يحض على ضرورة مكافحة الإرهاب.
وتنص ورقة دي مستورا على ضرورة احترام سيادة سوريا واستقلالها ووحدة أراضيها والتمسك فيها بدولة ديمقراطية متعددة الطوائف تقوم على التعددية الاجتماعية والسياسية، وتمثل جميع مكونات المجتمع السوري وتمنحهم حقوقا متكافئة.
وتشدد الورقة على ضرورة الالتزام في سوريا ما بعد التسوية، بسيادة القانون واستقلال السلطة القضائية والمساواة في الحقوق وغياب التمييز واحترام حقوق الإنسان والحريات الأساسية للإنسان.
كما يناشد المبعوث الأممي المتفاوضين في ورقته، التوافق على إقرار حقوق المتضررين جراء الأزمة السورية وتعويضهم، مما سيتم جمعه من تبرعات ستقدمها الدول والجهات المانحة.
وتشدد الورقة على رفض السوريين وجود أي فصائل أجنبية مسلحة على أراضي بلادهم، وتطالب الجميع بتجفيف منابع تمويل الإرهاب في سوريا، وبأن يتركز السلاح في سوريا بيد الدولة والأجهزة الرسمية حصرا.
الهيئة العليا للمفاوضات تأمل في تقارب مواقف الأطراف خلال الجولة التالية
من ناحيته، أعلن ممثل الهيئة العليا المنبثقة عن مؤتمر الرياض، رياض نعسان آغا، أنه لا يعتبر الجولة الراهنة من المفاوضات في جنيف ناجحة لعدم توصل أطرافها إلى تقدم ملموس، ولا فاشلة، لأنها جرت وفق برنامج محدد ولم يغادرها أحد.
وأكد في حديث لوكالة “إنترفاكس” الروسية، رغبة الهيئة العليا في تقارب حقيقي لمواقف الأطراف إزاء لب القضية خلال الجولات القادمة، وكذلك في موافقة وفد دمشق على تشكيل حكومة انتقالية مع كامل الصلاحيات.
تجدر الإشارة إلى أنه من المنتظر انتهاء الجولة الأولى من مفاوضات السوريين غير المباشرة الخميس 24 مارس/آذار، على أن تنطلق الجولة التالية منها الشهر المقبل، فيما سبق للمبعوث الدولي دي ميستورا وأعلن أن المفاوضات ستعقد على ثلاث جولات.