أكد القيادي في تحالف القوى الوطنية النائب د. ظافر العاني أن إيران تتصرف بردّة فعل عنيفة تجاه أية محاولة عربية للإقتراب من العراق ، متهماً حكومة طهران بمحاربة أي تبلور للهوية العربية أو الوطنية في العراق لأنها تريد عراقاً متشرذماً بهويات طائفية وعرقية كي يسهل قضمه .
وقال في ندوة حوارية أقامتها قناة الجزيرة الفضائية أنه :” في أول أسبوع من الافتتاح الرسمي للسفارة السعودية ومباشرة سفيرها بمهامه بعد قطيعة لعشرات السنين ، خرجت تظاهرات كبرى قادتها أحزاب السلطة رداً على تصريحات قيل أنها تخدش العراق ، واستدعي السفير الى وزارة الخارجية العراقية احتجاجاً ، وطالبت القوى السياسية والبرلمانية بطرده من العراق وغلق السفارة ، هذا في أول أسبوع لافتتاح السفارة السعودية ، وما أن صرح وزير الخارجية الإماراتي منتقداً دور الميليشيات في العراق وأنها تستحق أن توضع على لائحة الإرهاب كان رد فعل بغداد شديداً ومباشراً واعتبرت ذلك تدخلاً في الشأن الداخلي ، وظهرت مطالبات واسعة تنادي بغلق السفارة الإماراتية ، ومن قبيل المفارقة أنها نفسها حكومة بغداد التي قبلها بأيام احتجّت على السعودية لإعدامها الشيخ النمر ، ولم تسائل نفسها أن هذا تدخل في صميم الشأن الداخلي ، وقِس على ذلك الكثير.. “.
وأضاف العاني :” والسؤال الآن لماذا تتصرف طهران وحلفاؤها في بغداد بردّ الفعل العنيف هذا تجاه أية محاولة عربية للإقتراب من العراق ؟ إنه القرار بعدم رؤية تدافع خارجي للدور الإيراني ، إيران تريد العراق بلا أية شراكة من أحد ، قد تقبل بأي شريك ثانوي ، لكنها سترفض وجوداً عربياً فيه ، وهي تعمل في نفس الوقت على محاربة أي تبلور للهوية العربية أو الوطنية في العراق ، هي لاتريد إلا عراقاً متشرذماً بهويات طائفية وعرقية كي يسهل قضمه ، إنها قضية منهجية أيضاً ، قد استكثرت على العراق أن يكتب في دستوره أنه دولة عربية ، ولعل بعضكم تابع مدى العنت الذي تحملناه عندما شكلنا القائمة العراقية التي فازت بأعلى عدد من المقاعد لأن مشروعها لامس شغاف قلوب العراقيين بسنتهم وشيعتهم ، ولأننا عبأناها بالمشروع الوطني العربي ، ولكن الفوز الانتخابي تبخر بإرادة إيرانية واضحة “.
وأشار الى :” ان تركيا ، الجار الشمالي والمنافس الإقليمي لإيران ، لم تستطع الى الآن أن تدافع عن مصالحها الأمنية في العراق ويجري إبعاد وجودها شبه الرمزي قسراً ، وعدد من المدربين الأتراك الموجودون بناءً على موافقات حكومية سابقة تم اعتبار وجودهم احتلالاً عسكرياً ، هم ليسوا إلا مدربين لمتطوعي الأهالي في نينوى لمواجهة تنظيم داعش الإرهابي ، متطوعون تخلت حكومة بغداد عنهم ورفضت أن تعاملهم كفصائل الحشد الشعبي ، فإذا بغداد تتعامل مع معسكر التدريب باعتباره احتلالاً عسكرياً وتشكو منه للجامعة العربية ولمجلس الأمن الدولي وتناست بغداد خدمات أنقرة في مواجهة الإرهاب ، أنقرة التي استقبلت مئات آلاف العراقيين من النازحين من بطش داعش يوم منعتهم حكومتهم من دخول بغداد وتركتهم عند جسر بزيبز الرابط بين الأنبار وبغداد وفرضت عليهم الإتيان بكفيل قبل أن يدخلوا بغداد في نفس الوقت الذي دخل فيه مئات آلاف الإيرانيين العراق عنوة حتى من دون سمة دخول “.
وبين العاني :” ان الميليشيات الإيرانية لم تطق رؤية عمال أتراك في بغداد فاختطفتهم ، لم تتحمل رؤية صيادين قطريين جاءوا بموافقات رسمية فاختطفتهم وماتزال ، لاتريد طهران رؤية أي وجود آخر في العراق سواها “.