عتبرالصودا والمشروبات السكرية إحدى أكثر أنواع المشروبات رواجًا بين الناس، إذ يقبل على تناولها الجميع وخاصة في أجواء فصل الصيف الحارة.
فهذه المشروبات صناعية ومكونة من الماء والسكر والأحماض ومجموعة من المواد الحافظة مثل مكسِّبات اللون والطعم والرائحة وثاني أكسيد الكربون والكافيين وإنزيم الببسين، وكل هذه الإضافات هي ما يمنح المشروبات طعمها ونكهتها.
ومن الأمثلة على هذه المشروبات المياه الفوارة والشاي المثلج والليمون الغازي، ووجد الباحثون أنها ليست ذات قيمة صحية تذكر، بل هي على العكس تتسبب في إلحاق ضرر وأذى بليغين بالإنسان وصحته.
ومنذ سنوات يحاول المسؤولون عن الصحة العامة في كثير من البلدان حث الناس على عدم استهلاك هذه المشروبات الحلوة “السامة”، كما يحتجون على بيع هذه المشروبات المحلاة بالسكر، ويبدو أن مجهوداتهم لم تذهب سدى، حيث بدأ الناس في الاستماع لتحذيراتهم ودعواتهم لمقاطعة هذه المشروبات، ولذا لوحظ تراجع في استهلاكها في جميع أنحاء العالم.
فعلى سبيل المثال انخفض استهلاك هذه المشروبات في الولايات المتحدة بأكثر من الربع منذ 1990، كما أظهر استطلاع رأي أجرته مؤسسة غالوب المتخصصة في البحوث الإحصائية أن 66 % من الأمريكيين يسعون بجدية لتجنب مشروبات الصودا، وتعتبر هذه النسبة كبيرة مقارنة مع ما حصل عليه المعهد في بحث مماثل قام به عام 2002.
وأبدى مدافعون عن الصحة العامة سعادتهم بعد رؤيتهم أن نسبة استهلاك هذا النوع من المشروبات بدأت في الانخفاض، مقارنة مع السنوات الماضية، إلا أنهم أكدوا على السير على نفس النسق حتى يصلوا إلى هدفهم وهو منع إنتاج هذه المشروبات “السامة” وحظر بيعها وشرائها في جميع أسواق العالم.
ويمكن اعتبار هذه النتائج انتصارا لمعركة مسؤولي الصحة العامة في كثير من بلدان العالم، ولكن من ناحية أخرى يمكن القول إن معركة أخرى قد بدأت مع منتجي هذه المشروبات، الذين يحاولون التقليل من الآثار الضارة لهذا النوع من المشروبات، وأهمهما تخفيف كثافة العظام، أو ما يعرف بـ “هشاشة العظام” Ostéoporose.
وفي هذا الصدد نشر باحثون في مدرسة “فريدمان” مؤخرا معطيات تفيد أن 184 ألف حالة وفاة سنويا في العالم تحدث بسبب مرض السكري، والسرطانات المرتبطة بالسمنة، وهذه الأمراض كلها ناتجة عن الإفراط في تناول المشروبات السكرية.
وللإشارة، وحتى لو كان بعض مستهلكي هذه المشروبات لا يعانون من السمنة أو الزيادة في الوزن، إلا أن المشروبات الغازية يمكن أن تكون لها تأثيرات خطيرة أخرى على المدى البعيد.
فيذكر أن المشروبات الغازية تؤدي أيضا إلى تراكم الدهون في أجزاء من الجسم، مثل البطن والأرداف على سبيل المثال. فبحسب دراسة قام بها باحث في مجال التغذية، نشرت بحوثه عام 2014 في مجلة التغذية، تبين أن الدهون التي تتكون بسبب المشروبات الغازية، أكثر خطورة من تلك التي تتكون جراء استهلاك الطعام أو من عدم ممارسة الرياضة.
وفي دراسة أجريت على 2596 شخصا وجد الباحثون أن الأشخاص الذين يشربون واحدا على الأقل من المشروبات المحلاة بالسكر يوميا، تكونت لديهم 10 % من الدهون الحشوية أكثر من الأشخاص الذين لا يستهلكون هذه المشروبات يوميا.
وينصح الباحثون بأن الحل هو الحليب الغني بالسكر الطبيعي، وعصير الفواكه الغنية بالفيتامينات وبالكثير من السكر الطبيعي، والمياه المعدنية.