قال وزير الخارجية المصري، سامح شكري، إنه لا مجال حاليًا لإطلاق حوار بين القاهرة وطهران، مؤكدًا في الوقت ذاته على عمق العلاقات مع الرياض.
وقال شكري، في تصريحات صحافية، اليوم الخميس، إنه “لا مجال حاليًا لإطلاق أي حوار بين مصر وإيران أو تطوير العلاقات، لأنه يرتبط بما نرصده من تطورات بمواقفها والتغير بسياساتها، وأي تحرك في هذا الاتجاه سيتم بالتنسيق مع دول الخليج في إطار ما يحقق مصالحنا ككل ويحافظ عليها”.
وأضاف “لم تتهيأ الظروف بعد لوجود حوار إيجابي يؤدي إلى تحقيق نتائج إيجابية، لكن هذا لا يمنع مستقبلًا من إجراء مثل هذا الحوار إذا ما تم رصد تحقق عدة عناصر مثل وجود تغيير في المنهج والسياسة الإيرانية إزاء المنطقة”.
وعن علاقة بلده بخصم إيران الإقليمي، قال شكري، إن زيارة العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز، إلى مصر، “لم تتأخر”، مشيرًا إلى أنه “تم الاتفاق بين الطرفين لإتمامها عبر ترتيبات تليق بها”.
واعتبر أن “زيارة العاهل السعودي تعد تاريخية بكل المعايير، لكونها الأولى منذ تولي الملك سلمان الحكم، والكل ينتظرها على المستوى الشعبي، لكونها تمثل رمزًا للعلاقة الخاصة التي تربط البلدين”، مبينًا أن “الزيارة ستشهد استعراضًا لكل القضايا التي تهم البلدين، وكل ما يتعلق بتحقيق الاستقرار ومواجهة التحديات القائمة”، حسب صحيفة “عكاظ” السعودية.
وأضاف أنه “لا توجد أية خلافات حول القوة المشتركة، وما طرحته السعودية من أفكار يسهم في تعزيز مهمتها”.
وحول وجود وساطة لإغلاق ملفي الخلافات المصرية مع تركيا وقطر، أكد شكري أن “مصر كثيرًا ما تحدثت عن أنها لا ترى مصلحة في إذكاء الصراع الطائفي أو المذهبي، وهذه المقولة خارج نطاق تعاملنا تمامًا، ونحن نعمل على تعزيز الأمن القومي العربي واستعدادنا للتصدي لأي تدخلات تستهدف المساس بهذا الأمن والانتقاص من سيادة أي دولة عربية”.
وتابع “وسنستمر في ذلك، وهو أمر أكدته المناورات المشتركة رعد الشمال التي استضافتها المملكة في أراضيها وشاركنا فيها بقوة وكثافة، وشهدت مشاركة كبيرة من دول المملكة والإمارات والكويت ودول أخرى”.
وتابع “ونعلم أن هناك تحديات وتجاذبات بالمنطقة وتدخلات من بعض الأطراف الإقليمية تهدف إلى تطويع الإرادة العربية لخدمة مصالحها، وما يهمنا منعها من تحقيق أهدافها وحماية المصالح العربية”.
وعن رؤيته للأزمة اليمنية وتورط إيران في دعم الحوثيين أكد الوزير شكري أن مصر “لن تقبل بأي نفاذ أو اختراقات لأمن وسيادة الدول العربية ومحاولات التأثير الأجنبي في أي منها والشعوب العربية هي التي ترسم وتحدد وتقرر مستقبلها”.
وأضاف “ونرفض تمامًا أية محاولات أو تدخلات من قوى معينة تهدف إلى دعم فريق ضد فريق أو توجه سياسي ضد آخر، وهذه أمور داخلية ينبغي أن يتم حلها وتسويتها من خلال شعب هذه الدولة ومؤسساتها وحدها وأطيافها السياسية ومن غير المقبول تماما تدخل عنصر خارجي في شأن عربي”.