– التمييز ضد المراة راجع عدم وجود ثقافية مجتمعية فى منطقتنا العربية والتشريعات الحالية ليست كافية لمناهضة التمييز
– الانغلاق الفكري اعطي بعض المتشددين الفرصة للتسلط على المراة والاعلام والتوعية بسماحة الدين يحمي المرأة من تلك الظاهرة
شهدت القاهرة مؤخرا انعقاد المؤتمر الدولي تحت عنوان تكافؤ الفرص ومناهضة التمييز ضد المرأة بدعم ورعاية الامم المتحدة حيث ناقش المؤتمر كافة اشكال التمييز والاضطهاد التى تتعرص لها المراة فى المنطقة العربية وعقب انتهاء هذا المؤتمر كان لنا هذا الحوار مع اسيا العياري القاضية بمحكمة الاستئناف التونسية
س ماهى رؤيتك للأسباب التي تؤدي الى تنامي ظاهرة التمييز ضد المرأة فى المنطقة العربية
ترجع الأسباب لذلك الى عدم وجود ثقافه مجتمعيه فى بلادنا العربية عن اهمية دور المرأة فى تقدم المجتمعات كما حدث فى الدول المتقدمه التى تعتمد على دور المرأة فى تولى المناصب فى جميع مناحي الحياه ولكننا فى تونس كنموذج المرأة التونسية اخذت حقوقها كاملة بفضل الرئيس التونسي الحبييب بورقيبه الذى اعطى المراة حقوقها من خمسينات القرن الماضي الى ان تم تعينها قاضيه لاول مره عام 1976 والمراة فى تونس تتولى جميع المناصب وتمتهن جميع المهن تقريبا
س : هل ترين ان التشريعات الحالية ليست كافيه لمواجهة تلك الظاهره
نعم التشريعات الحالية ليست كافية لمناهضة التمييز ضد المرأة لانها تحتاج الى اراده سياسية وتغيير فى القوانيين والدساتير التى تحمي حقوق المراة فى ممارسة حقوقها السياسية والاجتماعية والاقتصادية والمدنية التى تضمن للمراة ممارسة دورها الطبيعي فى المجتمع لـأن المرأة نصف المجتمع وشريكة الرجل فى تكوين حياه كريمة لها ولاسرتها وزوجها وذللك اعطاء حقوقها سوف يرفع من شأنها
س: ماهي رؤيتك لدور وسائل الاعلام فى تنامي تللك الظاهره سواء بالسلب أو الايجاب
على وسائل الاعلام ان تبرز الدور الايجابى لمشاركة المراة فى المجتمع لان ذلك يرفع من معنويات المرأة لأنها شريكه رئيسية فى تنمية المجتمع وابراز دورها ينمي المجتمع ولكن فى بعض الدول يعتمدون على ان دور المراة فى الانجاب فقط وهذا اسلوب سلبي يجب التخلص منه لانه المراة شريكه فى المجتمع فهي تعتبر مصنع الانسان العربي ويجب ان تكون نموذج يحتذي به حتي تكون دافعا لتنميه المجتمع اقتصاديا وسياسيا واجتماعيا
س: وصول بعض التيارات الاسلامية المتشدده اثر على صورة المراة العربية فما هي اسباب تلك الظاهره وكيف يمكن مواجهتها
اسباب تلك الظاهره يرجع الى الأنغلاق الفكرى والذي اعطي بعض المتشددين التسلط على المرأة من اجل هضم حقوقها والعبث بها فهو اسلوب سلطوي لا يمت للاديان السموية السمحة بصله بل يعنف المرأة ويجعل هناك جيل متشدد لايعرف طريقه للتقدم والانفتاح الفكري الذي يدعو للتقدم
ويمكن مواجهتها بالاعلام والتوعية بسماحة الاديان عموما وابراز دور المراة ففى مصر هناك مؤسسة الأزهر التى تدعو الى السماحة والوسطية فى التعامل مع قضايا المرأة
س: هل تري ان الجمعيات الخاصة بحقوق المرأة قاصرة عن الدفاع عن حقوقها
نعم هناك بعض القصور ولكن حدث انفراجه بعض التعاون عالميا فى مجال حقوق المراة وخصوصا ان انتشار منظمات حقوق الانسان المدافعه عن التمييز ضد المراة انتشر فى الوطن العربي ولكن اركز على الاعلام دائما وحل ذلك تواصل هذه الجمعيات فى التواصل مع الاعلام لابراز دور المراة وحقوقها فى الحياه الكريمه بدون جريمه ضد المرأة مثل الاغتصاب والتحرش والاعتداءات المتكررة على حقوقها المادية فى الميراث وحقها فى النفقه بالنسبه للسيدة المطلقة
س : يري البعض ان التشريعات التي تصدرها الامم المتحدة تهدف الى نشر الأنحلال تحت مسمي الدفاع عن حقوق المرأة فما هي رؤيتك لذلك؟
معظم التشريعات التي اصدرتها الأمم المتحده متماشية مع المجتمعات العربية لانها تنص على الحقوق والواجبات لحرية الاشخاص فى طريقة ملبسهم ومعيشتهم وطريقة حياتهم واختيار شريك الحياه وهو ما كفله الدساتير والقوانيين العربية ولكن هناك خلاف حول حقوق المثليين من النساء فالقوانيين فى المجتمعات العربية تحرم ذللك لانها ضد الطبيعة البشرية فى مجتمعاتنا العربية
س:ماهو تقيمك لدور المؤتمرات التي تعقد للدفاع عن حقوق المرأة وهل تري ان تلك التوصيات التى تصدرها تظل حبيسة الأدراج ؟
المؤتمرات فكرة جيدة لتبادل الخبرات الدولية فى مجال حقوق المراة لان هذه المؤتمرات يتم فيه نقاش دور المراة فى المجتمعات وتوليها المناصب القيادية فى القضاء والشرطه والوزارات وهو ما نريد ان نتعلمه فى المنطقة العربية على الرغم من ان فى المنطقة العربية المرأة تولت كل المناصب ما عدا منصب الرئيس على الرغم اننا فى تونس مثلا ترشحت القاضية كلثوم كنو لمنصب الرئيس بعد الثورة ولم يحالفه الحظ فى الفوز بالرئاسة ولكي يتم تفعيل القرارات يجب ان يكون هناك حراك سياسي ومجتمعى لتغيير النظره النمطية ويكون هناك اراده سياسية لتغيير الدساتير والقوانيين لحماية حقوق المرأة
س: ماهي المكتسبات التي حققتها المراة العربية فى السنوات الأخيرة وما هي الجوانب التى لا تزال المرأة عاجزه عن الوصول اليها
لقد حققت المرأة العربيه مكتسبات عديده فى توليها المناصب القيادية فى جميع المجالات والهيئات والوزرارت فمثلا عندنا فى تونس نريد ان نري المراة رئيسة محكمة استئناف وهو منصب قضائي رفيع لم تصل اليه المراة فى تونس والجانب الذي لاتزال المراة العربية عاجزه فى الوصول اليه فى الوقت الحالى منصب رئيس الجمهورية
س: فى النهايه ما هي مطالبك التى ترينها ضرورية لحصول المرأة على حقوقها
المطالب الضرورية هى عمل كيان مجتمعى موحد من جمعيات ونقابات وشخصيات عامه واعلاميين لتكون ورقة ضغط فى المجتمع فى الدفاع عن حقوق المراة وبالتالى يكون هناك اراده سياسية لتغيير الدساتير والقوانيين التى تضمن حقوق المرأة بما يتناسب مع عادات وتقالييد مجتمعاتنا العربية وبما يتماشى مع قطاع شئون المرأة بالامم المتحدة