في سابقة من نوعها، دعا العاهل المغربي، محمد السادس، إلى ولادة إفريقيا جديدة، معلنا أن القارة “دفعت أكثر من غيرها الثمن غاليا خلال الاستعمار والحرب الباردة”، مضيفا في نفس الاتجاه أن القارة السمراء لاتزال تعاني للأسف الشديد إلى يومنا من تأثير الاستعمار الأجنبي.
ووجه العاهل المغربي رسالة رسمية إلى منتدى كروس مونتانا السويسري، الذي تنعقد أشغاله في مدينة الداخلة في غرب جنوب المغرب لأول مرة في إفريقيا.
وبلغة حاسمة، دعا الملك محمد السادس إلى تحرر إفريقيا بصفة نهائية من قيود الفترة الاستعمارية الماضية، وإلى أن تنظر القارة السمراء في نفس الوقت بكل عزم نحو المستقبل، وأن تتحلى بالمزيد من الثقة بنفسها وبقدراتها الذاتية.
وشدد الملك المغربي في رسالته على أن الحدود التي ورثتها دول إفريقية عن المستعمر لاتزال تمثل في الكثير من الأحيان ما أسماها “البؤر الرئيسية للاضطرابات والنزاعات”، معلنا أننا “نحن أبناء إفريقيا لابد لنا أن نبتكر طرقا لتحويل القارة إلى فضاءات مفتوحة للتبادل وللتلاقي”.
وأشار الملك محمد السادس إلى خطوط التصدع الاقتصادي والسياسي والثقافي التي تجتاح إفريقيا، وتتسبب في “اندلاع الأزمات”، فيما القارة السمراء لديها تنوع في ثرواتها البشرية والطبيعية، يمكن أن يكون أفضل حافز على الاندماج والتكامل، ما سيتيح من محو آثار التجزئة التي تعرضت لها القارة وعانت منها خلال الاستعمار.
ومن جهة ثانية، طالب العاهل المغربي بالتفكير الجماعي حيال ما تواجهه إفريقيا من وضع أمني هش ومتفاقم، موضحا أن مناطق في إفريقيا تعيش تحت تهديد أخطار جديد وعابرة للحدود كالإرهاب والجريمة المنظمة، والاتجار في المخدرات، والاتجار في البشر، والتطرف الديني.
وربط العاهل محمد السادس بين القارة السمراء والمغرب، معلنا أن الرباط تضع إفريقيا ضمن الأولويات الاستراتيجية لسياستها الخارجية، مشيرا إلى تعزيز التوجه الإفريقي للمملكة