مرة أخرى، أعاد الحرس الثوري الإيراني على لسان قائده الجنرال محمد علي جعفري، تهديداته ضد دول مجلس التعاون الخليجي، وخص بالاسم المملكة العربية السعودية ومملكة البحرين.
وفي الوقت الذي يتفاوض الحوثيون في السعودية، تحدث المسؤول العسكري الإيراني عما وصفه بـ”سيف أنصار الله البتار” في إشارة للحوثيين.
ونقلت وسائل إعلام إيرانية، ومنها وكالة “تسنيم” القريبة من الحرس الثوري، تصريحات جعفري في أول اجتماع للمجلس الأعلى لقادة الحرس في السنة الإيرانية الجديدة، تناول فيها الاتفاق النووي، والتقشف الاقتصادي، وعلاقات إيران الدولية والإقليمية.
تكرار التهديدات الصاروخيةولإضفاء المصداقية على تهديداته، زعم جعفري أن الصواريخ الإيرانية باتت أكثر دقة وتدميرا من السابق، واعداً بإنتاج المزيد منها، وزاعماً بأن أميركا أصابها الرعب من قوة إيران الصاروخية.
وكعادة المسؤولين الإيرانيين، كرر جعفري أن بلاده لا ترحب بالحرب، ولكن واصل يقول إنه لو فرض الخيار العسكري على إيران فإنها ستخوض الحرب كما فعلت خلال الحرب العراقية – الإيرانية، و”لتخسأ أميركا فهي لا تستطيع أن تعمل شيئا”.
وبمناسبة ذكر الحرب العراقية – الإيرانية، يذكر أن إيران كانت رفضت اقتراحات عدة بخصوص وقف إطلاق النار التي عرضت عليها بعد استعادة سيطرتها على مدينة المحمرة (خرمشهر) في عام 1982، وواصلت الحرب لستة أعوام إضافية لغاية 1988، حيث استطاع العراق إعادة السيطرة على الأراضي التي فقدها في العمق الإيراني مرة أخرى، حينها خضعت إيران للقرار الأممي 598 عبر مقولة المرشد المؤسس للنظام “أقبل القرار وأنا أتجرع كأس السم”.
موقف الحرس من مجلس التعاونولدى الحديث عن الزاوية التي تنظر إيران والحرس الثوري من خلالها إلى مجلس التعاون الخليجي، هدد جعفري قائلاً إن بلاده سترد على أي إجراء، خاصة من قبل السعودية والبحرين.
ثم اتهم جعفري الدول العربية بالدفاع عن إسرائيل، وتوعّد في الوقت نفسه بإشهار سيوف الانتقام في البلدان العربية، بشكل غامض.
الدفاع عن النظام السوري وحزب الله والحوثيينوأكد جعفري أن النظام الإيراني سيستمر في الدفاع عن نظام بشار الأسد، مشيرا إلى أن بلاده ترفض تقسيم سوريا، معتبرا أن “استراتيجية تفكك البلاد تمارسها كل من بريطانيا وأميركا والصهاينة”، على حد تعبيره.
وأضاف جعفري أن بلاده لن تتخلى عن الشعبين الفلسطيني واليمني. ومن المعروف أن إيران تدعم تنظيمات قريبة منها في البلدان التي تواجه أزمات وتعتبرها هي التي تمثل شعب البلد المتأزم. وفي هذا السياق، أكد جعفري بخصوص اليمن أن “سيف أنصار الله” سيبقى بتّاراً أكثر من أي وقت مضى. ويأتي هذا التصريح في الوقت الذي تواصل جماعة “أنصار الله” أي الحوثيين المفاوضات في السعودية.
وشدد القائد العام للحرس الثوري الإيراني على أهمية استتباب الأمن والاستقرار في سوريا، إلا أنه ربط ذلك بحزب الله اللبناني، واصفاً الحزب الذي ساهمت إيران بشكل مباشر في تأسيسه بـ”أحلى ظاهرة في شرق المتوسط”. وأكد أن بلاده ستواصل دعم الحزب بكل ما لديها من قوة، محذراً من ردود فعل من وصفهم بـ”مسلمي وأحرار العالم” على اعتبار حزب الله تنظيماً إرهابياً، في إشارة لقرار مجلس التعاون الخليجي بهذا الخصوص.
وأشار جعفري، في جانب آخر من حديثه، إلى الاتفاق النووي، حيث اعتبر أن الإيرانيين قبلوا به على مضض، داعياً إلى عدم جعل الاتفاق قدوة للتعاطي مع سائر القضايا الإيرانية العالقة مع المجتمع الدولي حتى لا يصبح ذلك علامة لـ”قصر النظر وتحقير الذات”. وطالب بعدم تحويل الاتفاق النووي إلى “وثيقة للاعتزاز الوطني”.