تزييف الحقائق وبث الشائعات وترويج الكذب والتهويل واستخدام القضايا الاجتماعية والإنسانية، أصبح مهنة الكثير من وسائل الإعلام التي تتخذها لتخدم مصالحها وتثبت فكرتها وأيدلوجيتها بل وتقنع الأطراف الأخرى بها، لكن تأتي الحقائق والتقارير الدولية لتكشف كذب ما تبثه تلك الأبواق الإعلامية المضللة.
ان الاستغلال الإعلامي للأزمات ليس بجديد على بعض وسائل الإعلام ، التي تسعي إلى ترويج أفكار معينة وبث شائعات لتشويه بعض القضايا وأخذها إلى جهات تتناسب مع أفكار وأهداف داعمي هذه القنوات، إلا أن هذا الاستغلال تكرس ووجد البيئة الخصبة .حبل الكذب قصير، والروايات والقصص الخيالية التي تنسجها بعض وسائل الإعلام سريعًا ما تنتهي وتنكشف الحقائق سريعًا، فالصور التي تستخدمها هذه الوسائل في أكثر من واقعة بنفس الاسلوب القبيح المقزز لترويج شائعاتها، هي نفسها تصبح كاشف الحقيقة، و من السهل التأكد من عدم صحة تلك المعلومات”، بمتابعة نتائج مايحدث على الواقع مستقبلا باذن الله
ان اختلاق عدد من وسائل الإعلام في مصر أحداثا غير حقيقية وتضخيمها وتقديمها للجمهور بتفاصيل وإسنادها لمصادر، ثم ثبات زيفها، يثير تساؤلات عن الأهداف التي يسعى إليها هذا الإعلام، وهل يستقيم هذا الأسلوب من الدعاية في القرن الحادي والعشرين؟ يتحدث الكثيرون ” بفقدان من الزاوية المهنية والاجتماعية، في ضوء مخالفة هذا الأسلوب لأبسط المعايير المهنية المتعارف عليها في مجال الصحافة والإعلام.ويجد المتابع لوسائل الإعلام المصرية ابتعاد بعضها وبشكل كبير عن المعايير المهنية المتعارف عليها دوليا والتي تشير إلى أن الإعلام يلعب دورا محوريا في حياة المجتمعات، من خلال قيامه بمهمته الأساسية المتمثلة في تثقيف وتوعية الجمهور بشأن قضايا الساعة وإطلاعه على حيثياتها، لكي يتمكن الجمهور من تحديد مواقفه من تلك القضايا, لكن في مصر تعتمد بعض وسائل الإعلام على أساليب اختلاق أحداث ووقائع لا أساس لها على أرض الواقع واستشهادها بمصادر لم تتطرق أصلا لتلك الأحداث المفتعلة.
ان خروج بعض وسائل الإعلام المصرية عن معايير الموضوعية والدقة في نقل الأخبار، لدرجة أن أحدهم يعترف على الهواء بأنه “لا موضوعية” ليوضح حالة الانحياز الفج لطرف دون آخر.لكن المسألة فيما يبدو تجاوزت عدم الموضوعية ونشر الكراهية الشخصية، وبلغت حد عرض أكاذيب مختلقة من الأساس، يعيش المصريون صباح مساء على مثل هذه المجالس التي تُغتال فيها أبسط الحقائق، ويُفرض على شعب أكبر دولة عربية أن تُحشى مداركه بأقصى ما يُتوقع من ابتذال لأبجديات الصدق والموضوعية.اللافت أنه رغم مرور مايقرب من ثلاث سنوات على اسقاط حكم الجماعة الارهابية في مصر، وانتخاب عبد الفتاح السيسي، الذي أصبح رئيسا وفق خريطة طريق تم انجازها بجدارة رغم العقبات التى بذلها البعض لاافسادها فان المشهد، هو التمادي المستمر والإصرار من قبل الإعلام والنخبة المتصدرة في الساحة السياسية والاعلامية على اختلاق الأكاذيب ومجافاة الموضوعية، وهي مسالك يفترض استغناؤهم عنها بعد إقصاء جماعة الخيانة والارهاب ووجود قطاع لا بأس به من الشعب يلتف حولهم.كاعلام المفترض يكون وطنيا كما يدعوا والغريب أيضا أن تباهي هذا الفريق من الإعلاميين المصريين بمجاوزة الموضوعية قد يُعد انتحارا مهنيا لمنظومة بأسرها، لكن المدهش أن يصر كثيرون على تصديق هؤلاء الإعلاميين رغم انهم مثقفين ويعلمون ذلك الكذب والتضليل .. اذن الكذب فكرة عند هؤلاء لجنى مصالح ذاتية وليست وطنية
ان لجوء الإعلام العميل المضلل في مصر إلى اختلاق الأكاذيب، “والبعد عن الصدق “. بل يدعى البعض ان المرحلة تشهد “ابتكارا جديدا” للإعلام في مصر، هل طرح الرأي والتحليل في صورة أخبار غيرحقيقية.يعتبرابتكارا جديدالتخريب العقول أنه يمكن للمواطن الذي يشاهد هذه الأكاذيب أن يتحقق بسهولة منها عبر وسائل التواصل الاجتماعي ومواقع الإنترنت عبر تجميع ما تقوله قنوات الإعلام ووضعها في سياق واحد ليكشف كذبها وزيفها ومحاولتها خداع الشعب.
أسلوب دعائي أن الذين يبثون مثل هذه الأكاذيب يحاولون سد فراغ إعلامي فى قدراتهم الضعيفة وخدمة ملاك الوسائل الاعلامية الفاسدين الذين يدفعون لهم الملايين من دم الشعب المصرى ، ولا يشترط أنهم يتوقعون أن يصدقها الناس، لأن الأكاذيب التي أذيعت في مصر مؤخرا أصبحت مضحكة خاصة فيما يتعلق بأزمات طبيعية نتيجة مؤامرة لااسقاط مصر والجيش والشرطة والقضاء والسيسى. أن ما يتناوله الإعلام المصري في هذا الشأن يناقض مع كل أبجديات العمل الصحفي والإعلامي، مشيرا إلى أن الإعلاميين المصريين أهدروا فرصة الارتقاء بأنفسهم ومهنتهم واكتساب ثقة الجمهور فيهم.وتطهيرمساوئ تاريخهم فى الماضى والاغلبية منهم كانوا من الذين تقربوا لنظام مبارك وعهد الاخوان
ولأن المتلقي اليوم أصبح أكثر ذكاء وقدرة على التمييز بين الحقيقة والخيال والتوثق بسهولة من المعلومات، ان هذا الأسلوب “من الأعمال العبثية التي لا يرجى منها شيء، خاصة بهذه البساطة والسذاجة”.ومصيرها الزوال لانها عبارة عن فقاقيع صابون يلعبها الاطفال سرعان ما تتلاشى مع الهواء وبما ذلك يؤكد ماشرت اليه فى المقدمة وان ازمة مصر تنحصر فى اعلامها الكاذب المضلل فانهمن منطلق وطنى يحتم بالضرورة ان يلقى هذا الموضوع اهتمام وعناية كل صاحب قلم امين على وطنه وصاحب كل كلمة حق صادقة لشعبه مما يجعلنا ان نطهرصفوفنا من كل كاذب اشرومضلل خادع وذلك بان نضع امام شعبنا الحقيقة كاملة مجردة من كل مصالح ذاتية او اغراض دنيئة هذا واجب ابناء هذا الوطن الشرفاءالان
……
قال الله تعالى :وقل جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا -صدق الله العظيم
اللهم لا علم لنا إلا ما علمتنا، إنك أنت العليم الحكيم، اللهم علمنا ما ينفعنا، وانفعنا بما علمتنا، وزدنا علماً، وأرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه، واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وأدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين.-امين