قال رئيس مركز برجاف للحريات والإعلام فاروق حاج مصطفى، إن حي شيخ مقصود في مدينة حلب يشهد عمليات استهداف وقصف منذ السنة الثانية للثورة السورية.
وأضاف مصطفى وهو أحد سكان الحي الذي تقطنه غالبية كردية، ومن الذين دمرت منازلهم بسبب القصف الأخير، أن الأوضاع في الحي تتراوح بين الهدوء والتصعيد وهي مرتبطة بشكل مباشر بالتفاهمات السياسية والأمنية بين الأطراف المتصارعة في المدينة.
وتابع: “منذ بدء الهدنة أو ما يسمى بوقف “العمليات العدائية” بين المعارضة والنظام، تصاعدت حدة القصف في حي شيخ مقصود من قبل جبهة النصرة والفتح الإسلامي وجماعة الحياني وغيرها من الجماعات”.
وقال: “لعل قصف البارحة كان الأشد ضراوة، حيث نتج عنه ما يقارب 90 ضحية بين قتيل وجريح”.
وبين أن هذا النوع من الاستهداف والقصف محرم دولياً وأنه يتعارض مع القانون الدولي ومع المبادئ الإنسانية.
وأوضح مصطفى أن القصف لم يستهدف أية مراكز عسكرية بل كان استهدافاً عشوائياً للمدنيين في الحي من العرب والسريان والمردلية والكرد.
كما طالب أطراف المعارضة السياسية السورية بالالتفات إلى هذه التجاوزات، والدفع نحو التزام الفصائل بالهدنة، والبحث في آلية حماية المدنيين خلال الصراعات المسلحة.
وتداول ناشطون كرد على مواقع التواصل الاجتماعي، تسجيلاً مصوراً لمؤسسة عين على الوطن تم حذفه لاحقاً، يتحدث فيه أحد القادة الميدانيين لجيش الإسلام عن استهدافهم لعناصر الـ “ب ك ك” في الحي.
وأصدرت الأمانة العامة في المجلس الوطني الكردي في سوريا اليوم بياناً دعت فيه إلى وقف ما وصفتها بالجرائم بحق المدنيين في الشيخ مقصود ودعت المجتمع الدولي إلى التدخل.
ومازالت الاشتباكات متفاوتة العنف بين الفصائل آنفة الذكر من جهة، ووحدات حماية الشعب الكردي من جهة أخرى في محيط الحي، وهناك أنباء عن المزيد من الخسائر البشرية في صفوف الطرفين.
وأكد المرصد السوري لحقوق الإنسان اليوم الأربعاء أن حصيلة ضحايا القصف الذي تعرض له حي شيخ مقصود الذي تقطنه غالبية كردية من قبل فصائل مسلحة في مدينة حلب ارتفع إلى 18 بينهم ثلاثة أطفال وسيدتان إحداهما مسنة والأخرى حامل، على الأقل.
كما أوضح المرصد أن فصائل مسلحة عديدة شاركت في القصف وهي: “حركة أحرار الشام الإسلامية”، “الفرقة 16″، “فرقة السلطان مراد”، “لواء الفتح”، “الفرقة الشمالية”، “جيش المجاهدين”، “تجمع فاستقم كما أمرت”، “حركة نور الدين زنكي”، “جيش الإسلام”.
وأشار إلى أن في الحي أكثر من 70 جريحاً بينهم عشرات الأطفال والنساء، بعضهم ما يزال في حالة خطرة، الأمر الذي قد يرشح عدد القتلى للازدياد في الأيام والساعات القليلة المقبلة.