ناشيونال انتريست: أوباما لا يستحق جائزة نوبل وعليه إرجاعها

طالبت مجلة “The National Interest” الرئيس الأميركي باراك أوباما بإعادة جائزة نوبل للسلام لما قالت، إنه لعدم عمله في الأهداف التي حصل عليها بسببها.

وكتبت المجلة في مقال مطول نشرته أمس الأربعاء أن أوباما أثبت أنه لا فضل له في التقدم في عملية القضاء على الأخطار النووية؛ إذ لم يتخد بعد 8 سنوات تولى فيها الحكم إلا خطوات قليلة من أجل القضاء على هذه الأخطار، على الرغم من إطلاق إدارته لبرنامج الأسلحة النووية الحديث، صاحب النطاق الواسع والتكلفة الباهظة.

وذكّرت المجلة بالخطاب الذي ألقاه أوباما في العام 2009 في براغ، والذي ألزم فيه الولايات المتحدة الأميركية بالسعي من أجل تحقيق الأمن والسلام في عالم خال من الأسلحة النووية، وهو ذاته الخطاب الذي تسبب في فوزه بجائزة نوبل للسلام. 

أميركا في ورطة

وتقول المجلة، إن أوباما أهمل محاولاته لمعرفة كيفية تحقيق مثل هذا الهدف النبيل، بل زاد على ذلك بأن ورطالولايات المتحدة وتركها عالقة؛ فلم تدر هل يجب عليها الاستمرار في محادثاتها الثنائية مع روسيا، أو أنه سيكون من الأفضل انتهاج مبدأ المفاوضات متعددة الأطراف؟.

وتضيف المجلة، إن أوباما جعل الدولة العظمى في هذه الورطة أمام خيارين، ففي حال تبنت مبدأ المفاوضات متعددة الأطراف مع روسيا، فهل تكون هذه المفاوضات تحت رعاية الأمم المتحدة أم برعاية منظمة أخرى جديدة؟.

وتقول المجلة، إن غياب التحليل الإستراتيجي المناسب عن فكر أوباما جعله ينتهج بيروقراطية في متابعته للمحادثات الثنائية مع روسيا، والتي نتجت عنها اتفاقية البدء من جديد (أو ما عرف بـ New Start agreement)، والتي من خلالها طلب من روسيا وأميركا خفضا طفيفا لأسلحتهما ذات المدى البعيد، وإزالة الأنواع الأخرى من الأسلحة النووية، لكن لم ينتج عن الاتفاقية القيام بأي تغيير يشمل الترسانات النووية للدول الأخرى.

وتعود المجلة إلى بداية ولاية أوباما الأولى حين أضاع فرصة ثانية في سبتمبر من العام 2009، عندما أقنع أعضاء مجلس الأمن الدولي كلهم بحضور جلسة استصدر فيها قرارا للمجلس يلزم جميع الأعضاء بهدف الولايات المتحدة الأميركية، المتمثل بـ “إحلال السلام والأمن العالمي في عالم خال من السلاح النووي”، لكنه لم يشفع هذا القرار الهام بمتابعات ملموسة. 

وترى المجلة أنه كان من الممكن للقرار أن ينشئ فريق عمل من أجل وضع خطة لتحقيق ذلك الهدف، مع تحديد مراحل رئيسة ومواعيد لتسليم التقارير وهكذا، لكن الرئيس اكتفى مجددا بالكلام دون اتخاذ أي إجراءات عملية ملموسة.

ولم تكن هذه الفرصة الوحيدة التي أضاعها أوباما بل أضاع فرصة ثالثة ورابعة كانتا مع برنامج مراجعة الوضع النووي الخاص بواشنطن (Washington’s own Nuclear Posture Review (NPR)) والدراسات التنفيذية. 

ونقلت المجلة استطلاع رأي لأوباما قال فيه، إنه نجح في تقليل دور الأسلحة النووية في إستراتيجية الأمن القومي للولايات المتحدة، الأمر الذي حققته هيئة مراجعة الوضع النووي، رغم كونها لم تقلل من أدوار الأسلحة، لتحقيق ردع استخدام الأسلحة النووية ضد الولايات المتحدة وحلفائها. 

لكن المجلة رأت أن السياسة النووية للولايات المتحدة لا تزال تسمح بـ “الاستخدام الأول- الاستجابة السريعة” للسلاح النووي في حالات معينة. 

وعرضت المجلة الدراسة التنفيذية لاستخدام الأسلحة النوورية مؤكدة أنها لم تسهم بتغيير، رغم أنها نادت بإحداث تغييرات في “متطلبات” الاستجابة السريعة، وهو عامل رئيس لتحديد عدد من الأسلحة التي يجب أن تبقى في حالة تأهب وبالتالي العدد الذي يجب أن يبقى في مستودع الأسلحة. 

وأضافت، إن الدراسة المذكورة لم تقلل -أيضا- من عدد الرؤوس الحربية المحفوظة احتياطا، رغم أن التخفيض المذكور لا يؤثر في قدرة الولايات المتحدة على ردع هجوم العدو، ولكنه قد يحد من حجم وكلفة برنامج التحديث النووي الذي يزدهر الآن.

خامسة الفرص الضائعة

وذكرت المجلة بفرصة خامسة أضاعها أوباما في العام 2010 ، عندما دعا العديد من أعضاء حلف الشمال الأطلسي“الناتو” لإزالة 180 قنبلة نووية أميركية ما زالت موجودة في أوروبا، من أجل تسليمها ظاهريا من قبل الطائرات الحربية التابعة للولايات المتحدة الأميركية والدول الحليفة.

وقالت المجلة، إن الرئيس الأميركي حينها وبدلا من دعم النداء من أجل سحب الأسلحة النووية، اصطف مع الرؤوس الكبيرة النووية في الحلف، إذ أكد البيان الصادر في لشبونة تلك السنة، وكذلك بيانات قمة حلف الشمال الأطلسي الثلاثة اللاحقة، الدورَ الذي تلعبه الأسلحة النووية كجزء من إستراتيجية التحالف الشاملة.

حسنتان في بحر السيئات النووية

وتحسب المجلة للرئيس الأميركي موقفين وحيدين في محاربة الأسلحة النوورية هما دعم الاتفاق الايراني النووي الذي اختتم به السنة الماضية، والذي اعتبر انجازا مهما للرئيس الأميركي وإدارته، وما نتج عن قمة الأمن النووية من خفض أعداد مخزون المواد الانشطارية حول العالم، بالإضافة إلى تعزيز حماية المتبقين منهم. 

وتساءلت المجلة: ما إذا كانت هذه المكتسبات تساوي الفرص الضائعة السابق ذكرها بالإضافة إلى برنامج التحديث النووي الذي يتم اليوم؟

Obama_14

وتحسب المجلة على أوباما قيامه أثناء فترة ولايته بتصريح برامج لاستبدال جميع الغواصات الأميركية والصواريخ التي تحملها، ببناء مهاجم اختراق جديد وصواريخ كروز مسلحة نوويا بعيدة المدى، والاستعاضة عن صاروخ باليستي بعيد المدى بصواريخ مثبتة بالأرض يمكن استخدامها من قواعد متحركة. 

وكشفت المجلة أن أوباما يقوم حاليا بتطوير قنابل موجودة من أجل استخدامها من قبل مقاتلين وقاذفات بعيدة المدى، بالإضافة للرؤوس الحربية للصواريخ التي تقذف من الغواصات. 

وتضيف المجلة، إن الرئيس المنتهية ولايته قام بتصريح إعادة بناء البنية التحتية النووية- المكونة من المنشآت المسؤولة عن بناء وحفظ المواد والمكونات المستخدمة في الأسلحة النووية، والتي إن تم تطبيقها بالكامل ستقوم بتقزيم بناء الرئيس السابق ريغان للقدرات النووية.

وتختم المجلة المقال بالقول، إن السجل النووي لأوباما لم يكن مثيرا للإعجاب، كما هو واضح، ومن الواجب أن يقوم الرئيس بإعادة جائزة نوبل للسلام التي استلمها؛ لأنه لا يستحقها.


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *