تشهد اليونان تصاعدا في التوتر في مخيمي المهاجرين في ايدوميني على حدود مقدونيا ومرفأ بيريوس قرب أثينا المكتظين بآلاف المهاجرين الذين يطالبون بـ “فتح الحدود” ويعارضون نقلهم إلى مراكز استقبال أقامتها اليونان.
وأصيب حوالى 300 مهاجر في صدامات مع الشرطة حين حاولوا عبور الحدود بين اليونان ومقدونيا في ايدوميني في أخطر حوادث تقع في هذا المخيم الذي يعاني المهاجرون فيه من أوضاع مزرية.
واندلعت الحوادث بعد شائعات خاطئة بحسب مصدر يوناني، تحدثت عن إعادة فتح الحدود في هذا المخيم المكتظ بأكثر من 11 ألف مهاجر هربوا من الحرب أو الفقر في بلادهم ويسعون لمواصلة طريقهم إلى شمال أوروبا.
وحاول بعض المهاجرين تحطيم قسم من السياج الذي يفصل بين اليونان ومقدونيا ورشقوا بالحجارة والمقذوفات الشرطيين المقدونيين الذين ردوا باستخدام الغازات المسيلة للدموع والقنابل الصوتية، وفق مصادر في الشرطة. وأغمي على بعض المتظاهرين فيما غطى آخرون وجوههم.
وقال اخيلياس تزيموس مسؤول منظمة “أطباء بلا حدود” في مخيم ايدوميني “تولت وحدتنا الطبية معالجة 200 منهم من مشاكل في التنفس، و30 من جروح تسبب بها الرصاص البلاستيكي و30 من جروح أخرى”.
وإذ نفت الشرطة المقدونية أن تكون استخدمت رصاصا بلاستيكيا، ندد المتحدث باسم الجهاز اليوناني لتنسيق أزمة الهجرة جيورجوس كيريتسيس باستخدام “الرصاص البلاستيكي والغازات المسيلة للدموع والقنابل الصوتية” واصفا ذلك بأنه “خطير ويستوجب الإدانة”.
وهو ثالث حادث كبير يقع في ايدوميني منذ إغلاق الحدود بشكل تام. وفي نهاية شباط ـ فبراير من عام 2016 استخدمت الشرطة المقدونية الغازات المسيلة للدموع خلال محاولة أولى لاختراق الحدود.
وفي 15 آذار ـ مارس 2016، تمكن مئات المهاجرين من الدخول إلى مقدونيا بعدما جازفوا وعبروا نهرا أثناء فيضان مياهه، قبل أن تعيدهم الشرطة المقدونية إلى ايدوميني.
“لا للمخيمات / المعتقلات”
وبعد صدامات الأحد 10 نيسان ـ أبريل 2016، حض كيريتسيس “المهاجرين على عدم تصديق المعلومات التي يروجها مجهولون بصورة إجرامية والتعاون مع السلطات اليونانية من أجل نقلهم إلى مراكز استقبال” أقيمت بشكل منظم.
وتجد الحكومة اليونانية صعوبة في إقناع المهاجرين في ايدوميني كما في بيراوس حيث يقارب عددهم خمسة آلاف بالموافقة على نقلهم إلى مراكز استقبال تم توزيعها في جميع أنحاء اليونان. وهم يخشون أن يتم احتجازهم فيها وطردهم لاحقا، أو بكل بساطة نسيانهم فيها.
وفيبيريوس، تظاهر مئات المهاجرين والمناصرين لهم بهدوء الأحد 10 نيسان ـ أبريل 2016، بدعوة من لجنة لتنسيق المجموعات المؤيدة للمهاجرين ومنظمة “حدود مفتوحة” غير الحكومية.
وهتف المتظاهرون الذين أذن لهم بالخروج من المرفأ والسير في شوارع المدينة، “حرية” و”لا للمخيمات- المعتقلات”.
والمهاجرون في ايدوميني وبيرايوس من ضمن حوالى 46 ألف شخص وصلوا إلى اليونان قادمين من تركيا قبل دخول الاتفاق الأوروبي التركي حيز التنفيذ في 20 آذار ـ مارس 2016 وبقوا عالقين في اليونان بعد إغلاق طريق البلقان أمامهم، ومعظمهم يقيم في مخيمات.
أما المهاجرون الذين وصلوا منذ 20 آذار ـ مارس ويقارب عددهم السبعة آلاف، فهم محتجزون في الجزر التي وصلوا إليها (ليسبوس وخيوس وكوس وليروس وساموس بصورة رئيسية) بانتظار إبعادهم إلى تركيا في حال رفض طلبات اللجوء التي اقبلوا بالآلاف على تقديمها.
وأعادت اليونان الأسبوع الماضي 325 مهاجرا بصورة إجمالية الاثنين، والجمعة (4 و 8 نيسان ـ أبريل الجاري)، إلى تركيا، بموجب الاتفاق الموقع بين الاتحاد الأوروبي وتركيا.
وتعهد الاتحاد الأوروبي باستقبال عدد من اللاجئين السوريين مساويا لعدد الذين تعيدهم اليونان إلى تركيا على أن يتم استقدامهم مباشرة من المخيمات في تركيا.
وحذر وفد من وزراء خارجية ست من دول الاتحاد الأوروبي الأحد 10 نيسان ـ أبريل 2016، خلال زيارة إلى اسطنبول بأنهم سيراقبون أي انتهاكات محتملة للاتفاق، داعين تركيا إلى تطبيقه بدقة.
ودعا رئيس الوزراء أحمد داود أوغلو إلى اجتماع لحكومته الاثنين 11 نيسان ـ أبريل 2016، في مدينة شانلي أورفا القريبة من الحدود السورية والتي تستقبل العديد من اللاجئين. ومن المتوقع أن يغتنم فرصة هذا الاجتماع للتشديد على الدور الذي تقوم به تركيا في استقبال اللاجئين السوريين.