تحت هذا العنوان، عقدت ندوة عبر الانترنت مساء يوم الاثنين 11 نيسان / أبريل 2016 بمشاركة كل من الدكتور طاهر بومدرا خبير في القانون الدولي والرئيس السابق لمكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في العراق، والدكتور هياف خالد ربيع رئيس الجالية اليمنية في اوروبا وموسى أفشار عضو لجنة الشؤون الخارجية في المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية.
وقال الدكتور بومدرا في مستهل الندوة : ” الواقع في التطورات الاخيرة لا آرى فيها مخرج للأزمة في اليمن لأنه داء هذه الازمة يرجع الى طهران والحل اليمني اليمني كان متواصل جيدا الا أن تدخل الايراني صارت وضعًا معقدا جدا وصارت القضية قضية اقليمية وليست اليمنية اليمنية واذا اردنا أن يكون نجاح لهذه الهدنة التي طالبت بها الامم المتحدة نجاحها يتوقف الى انسحاب الوجود الايراني في المنطقة وتوقف عن اشعال النار في اليمن بتزويد الطرف الحوثي بالسلاح وتشجيعه على الاستمرار في الانتشار في باقي اليمن. انتم تعرفون جيدا أن القضية السياسية المطروحة في اليمن مصدرها هو الايدئولوجية والرؤية الايرانية لما يجب أن تكون المنطقة وكما قلت في السابق أن مصدر الداء في الدستور الايراني الذي ينص وبالصراحة على نشر فكرة الولي الفقيه في العالم وليس في المنطقة والخطوات الاولي لهذا الانتشاروالمد الايراني سيكون في المنطقة. حاليا ايرانيون وجدوا سهولة في الدخول الى العراق، العراق سلمت اليهم… في السابق حوثيون كانوا محصورين في منطقتهم في صعدة وشاركوا في بعض الازمات وشاركوا ايضا في بعض الحلول لكن لم يتجرأوا الى أخذ كل زمام اليمن بيدهم والان بالشجيع وبالتواجد الايراني تجرأ هؤلا أخذ كل زمام امر اليمن بيدهم واصبحت الحكومة الشرعية في المهجر او في المنطقة المعزولة من اليمن وهذا الوضع مؤسف …اذا كانت الدول العربية جدية في مواجهة هذا المد، يجب أن اولا يطالبوا بالانسحاب الفوري لايران من المنطقة وتوقف عن اشعال نار الحرب في اليمن بتزويد البلد بالاسلحة وبالذخيرة وبالاموال. ضغوط الامم المتحدة يجب أن توجه لطهران بدل ما أن تكون الضغوط في صنعاء. اذا طهران ارادت أن تكون الامن والسلم في اليمن وسيكون فعلا، ولكن نحن نعرف أن هذه ليست من ايدئولوجية واستراتجية إيران، استراتيجته هي التوغل والمد في كل المنطقة وهذا لن يتوقف الا بتوازن تعادل القوى في المنطقة…”
وبدوره أكد الدكتور هياف خالد ربيع في مداخلته : ” التدخل الايراني في الشأن اليمني ليس وليد الحظة او الساعة وانما منذ السنوات الطويلة الايرانيون يريدون السيطرة على اليمن فقط لاستفزاز المملكة العربية السعودية او يريدون المد الى المملكة العربية السعودية عن طريق اليمن. تدخل السعودية في اليمن أتى في الوقت المناسب اعتقد الكل كان يعرف بالطائرات الايرانية عندما سيطر الحوثيون على العاصمة صنعاء منذ سبتمبر 2014 وصلت الطائرات الايرانية باعداد تقريبا في اليوم تصل الى 5 او 6 رحلات يوميا لا نعلم ماذا كانت الطائرت الايرانية تحمل من اسلحة او اغراض اخرى لانعلم ولكن كانت طائرات شبه يومية تقريبا 6 طائرات في اليوم. الحوثيون هم مدعومين فعلا من ايران منذ سنوات طويلة، الحكومة السابقة تعلم والحكومة الحالية تعلم جيدا بهذا الموضوع. اعتقد اليوم هناك توجه سعودي لاستقطاب الحوثيين وهذه باشرة بخير.اذا استطاعت السعودية استقطاب الحوثيين، ستقطع يد العون او اليد الممتدة في اليمن عن طريق ايران ولكن ايضا لا ننسي بأن هناك اموال ايرانية تدفع وانها دفعت مقدما لزعزعة الامن كانت في الجنوب او في الشمال ..هذه الاموال لزعزعة الأمن وخاصة في المناطق المحررة ولكن القضيه صارت اقليمية خاصة أن ايران تريد السيطرة وتثبت امورها في المنطقة الاقليمية كامل بأن هي من تسيطرعلى اليمن وستظهر قوتها للمملكة العربية السعودية. اعتقد أن المملكة العربية السعودية هي اليوم بالتحالف الاسلامي القائم برئاستها تريد أن تثبت لايران بأنها فاشلة وولايه الفقيه ستفشل ام كانت في اليمن او في العراق او في سوريا او في لبنان واتمني بالفعل أن المد الايراني أن تقطع يده ونعيش في الامان واستقرارباذن الله تعالى.”
وتحدثت السيد موسى أفشار عن السياسات المزدوجة والمنافقة التي يتبعها نظام ولاية الفقيه حيال أزمة اليمن حيث أن جميع المؤشرات تدلّ على أن هذا النظام يسعى بكل قوة لعرقلة مسار الهدنة والسلام من خلال مواصلة ارساله الأسلحة إلى التابعين له في اليمن كما أن المواقف الصريحة لهذا النظام لا تبقى أي غموض بأنه يحاول التصعيد، ولايريد حلحلة هذه المشكلة. أعلنت البحرية الفرنسية عن ضبط شحنة كبيرة من الأسلحة، في سفينة كانت وجهتها الرسمية للصومال… وطالب رئيس التوجيه المعنوي بالجيش اليمني اللواء محسن خصروف، البحرية الفرنسية والمسؤولين في الصومال بسرعة التحقيق ومعرفة الوجهة الحقيقية للسفينة، ولم يستبعد أن تكون وجهتها اليمن بعد فشل إيران في إرسال أسلحة إلى الحوثيين . وأشار إلى أن إيران تستخدم التمويه لنقل الأسلحة للانقلابيين سواء عبر السفن الكبيرة وسفن الصيد الصغيرة .
كما أعلنت الولايات المتحدة الأميركية عن قيام قواتها البحرية الأسبوع الماضي بمصادرة قوارب لا ترفع أعلاماً في بحر العرب محملة بشحنات من الأسلحة، تعتقد أنها من إيران وكانت في طريقها إلى اليمن. وقال بيان صادر عن قيادة عمليات البحرية الأميركية في المنطقة الوسطى إنّ الشحنة غير المشروعة احتوت على (1500 رشاش نوع أي كي 47 كلاشنكوف) و200 قاذف صاروخي (آر بي جي)، ومدافع رشاشة (عيار 21.50ملم)، لم يحدد عددها. وتابع البيان، أنّ “الأسلحة الآن في حيازة الولايات المتحدة حتى يتم إتلافها”.
هذه النماذج من ضبط السفن المحمّلة بالأسلحة تشير من جهة إلى أن مجموعات منها وصلت إلى اليمن، ومن جهة أخرى تشير إلى تصرفات نظام الملالي بشأن اليمن في وقت تبذل الامم المتحدة ودول المنطقة جهودها من أجل ايقاف الحرب. هذا الواقع بارز في مواقف زعماء النظام أيضا.
وفي مجال المواقف صرح محمد علي جعفري القائد العام لقوات الحرس وردا على اعتبار حزب الله اللبناني منظمة ارهابية من قبل دول الخليج العربية قال في اجتماع لقادة الحرس أن قوات الحرس بانتظار الأوامر من ولي الفقيه للرد على هذه المبادرة وأكد على أن نظام ولاية الفقيه سيواصل تدخلاته في سوريا واليمن وغيرهما من الدول وأضاف أن الحرس «لايترك الشعب اليمني وحيدا وأن سيف جماعة أنصار الله سيكون صارما»
والأخبار الواردة من داخل أروقة النظام تفيد أن في اجتماعات بين قادة الحوثيين مع قادة قوات القدس والمجموعة الخاصة باليمن التابعة للمجلس الأعلى لأمن النظام في طهران في شهر شباط الماضي شرح الحوثيون بان مقدرتهم القتالية تقلّصت وإذا استمر الوضع على ما هو عليه فهناك احتمال سقوط صنعاء. وجاء في تقييم الحرس أن سقوط مدينة صنعاء وهزيمة الحوثيين مرجحة جداً. وتمت مناقشة طريقين لحل هذه المشكلة من خلال المساعدة التسليحية وإرسال القوات إلى اليمن. لكن الرقابة المفروضة على الطرق الجوية والبحرية أدت إلى نقص المساعدات المرسلة للحوثيين. المعضلة الثانية هي أن على صعيد تعبئة القوات أيضاً قلّت قوات الحوثيين وضعفت وهم بحاجة إلى مزيد من القوات لمواصلة الحرب.
وتفيد المعلومات أن معظم الصواريخ التي اطلقت من قبل أنصارالله باتجاه السعودية كانت من طراز صاروخ قاهر. وهذا الصاروخ تم استنساخه من صاروخ «سام 2» الروسي، لكن النظام الإيراني قام بتعديله وتطويره. ولهذا الصاروخ رأس وزنه 200 كيلوغرام ومداه حوالي 300 كيلومتر… لكن النظام لم يستطع من إيصال ما يكفي من هذه الصواريخ إلى الحوثيين.
وآخر قرار اتخذته قوات الحرس الذي يعتبر حلاً ممكنا وفي متناول اليد هو إرسال حوالي أربعة آلاف من الميليشيات العراقية إلى الحدود العراقية مع السعودية بهدف انشغال القوات العسكرية السعودية وتخفيف الضغوط على الحوثيين.
الحل الثاني هو الحل الذي طرحه قادة الحرس سابقاً أيضا أي تعزيز داعش والقاعدة في اليمن عسكريا حتى يقوم داعش بمهاجمة القوات الشعبية اليمنية وإضعاف هذه القوات. وكان تقييم النظام الإيراني أن تعزيز داعش في اليمن تؤدي إلى تخفيف الضغوط على قوات أنصار الله، ولهذا السبب وضعت خطط تعزيز داعش على الصعيد العسكري وبشكل غير مباشر، في جدول أعمال قوات القدس.
مجمل هذه الأخبار والحقائق تشير إلى أن نظام الملالي متخبط في اليمن فمن جهة ليست أمامه خطة واضحة لمواصلة مشاريعه ومن جهة أخرى يحاول من خلال مختلف الحيل والمؤمرات التأثير على مجريات الأمور في الشأن اليمني. هذه الحالة مغزاها أن نظام ولاية الفقيه على وشك خسارته ما استثمر عليه خلال سنوات طوال في اليمن إذا كانت هناك إرادة حاسمة لمواجهته بالطريق المنشود.