كشف مصدر سياسي مطلع، عن تدابير إيرانية جديدة، لإنقاذ الكتل الشيعية الموالية لها في العراق من الخلافات التي تعصف بها منذ مدة.
ملامح الخطوات الإيرانية، بدأت مع خروج الزعيم الشاب مقتدى الصدر إلى العاصمة اللبنانية بيروت بطائرة خاصة، تبعه رجل إيران القوي في العراق نوري المالكي على عجل بأوامر من قائد فيلق القدس قاسم سليماني الذي وصل مساء أمس الأربعاء إلى بغداد بطائرة إيرانية وهو يحمل خارطة طريق إيرانية لإنقاذ الأحزاب الشيعية الحاكمة من الغضب الشعبي العارم تجاه اتهامات الفساد التي رافقت توليهم للسلطة في العراق.
وتقضي الصفة الإيرانية بتقريب وجهات النظر بين الصدر الذي تجمعه بزعيم مليشيا حزب الله اللبنانية صلة قرابة مع عدوه الأول نوري المالكي، ما تسبب بتصدع في التحالف الشيعي المهين على الحياة السياسية في العراق منذ 2003 ويهدد بتداعي سطوة أذرع إيران في العراق الذي تحول إلى مسرح للنفوذ الإيراني وقاعدة لتصدير الأزمات للمحيط العربي كما يرى مراقبون.
وتقول مصادر سياسية عراقية بأن إيران أصبحت لديها قناعة ثابتة تفيد بأنه في ظل وجود حيدر العبادي على كرسي رئاسة الحكومة في بغداد فأن ذلك يشكل تهديداً لنفوذها في هذا البلد الذي يمثل آخر ساحة خارجية لإيران من أجل تصدير مخططاتها للمحيط العربي عن طريق عشرات المليشيات والأحزاب الشيعية الموالية لها.
حل البرلمان وتشكيل حكومة إنقاذ وطني
ومع تصاعد الأزمة السياسية في البلاد، تشير مصادر سياسية خاصة إلى أن التوجه الحالي والقناعة الثابتة لزعماء الكتل الشيعية تتمثل بتشكيل حكومة إنقاذ وطني برئاسة المالكي أو شخصية مقربة بهدف تفويت الفرصة على النواب المعتصمين من أجل عزل الرئاسات وبعض الجهات السياسية الأخرى المنادية بالإصلاح.
وكان رئيس مجلس النواب العراقي سليم الجبوري تقدم أمس الأربعاء بطلب لرئيس الجمهورية فؤاد معصوم للتباحث معه في حل البرلمان والدعوة لانتخابات مبكرة للخروج من الأزمة الحالية.
وعن التحركات الرامية إلى حل البرلمان وإعلان حكومة الإنقاذ،يقول المحلل السياسيطارق عبد السلام، أن “هذا الإجراء لا يمكن تمريره مالم يتم ضمان موافقة مقتدى الصدر، أو تحييده على أقل تقدير وهذا هو سبب دعوته للقاء حسن نصر الله في لبنان”.
ويضيف عبد السلام أن “الساعات الـ 24 القادمة تخبئ تحولاً سياسياً قد يقلب الأمور وينهي التحالفات السياسية المعتادة لاسيما بين الأكراد والشيعية بعد ماحدث بين نواب الكتلتين داخل البرلمان”.
وبحسب مهتمين بالشأن العراقي، فإن القوى السنية بدأت تبحث عن مخرج خاص بها من الأزمة السياسية التي يعيشها البلد من خلال محاولات شهدتها الساعات الماضية للتحالف مع المكون الكردي سياسياً، لاسيما بعد المعلومات الواردة من ضاحية بيروت الجنوبية والتي تفيد باتفاق صدري مع المالكي برعاية نصر الله الذي يلعب دور جامع شيعة العراق بأوامر إيرانية.