أكد مسؤولون عراقيون استعمال تنظيم الدولة الإسلامية “داعش” لقنابل محلية الصنع معبأة بغاز الكلور السام، في هجماته ضد القوات العراقية.
وأفاد المسؤولون أنهم تمكنوا من تفكيك وإبطال مفعول عشرات العبوات التي تحتوي على هذا الغاز الكيميائي، وقد نشروا مقاطع فيديو وصور بهذا الشأن.
وفي تصريح لهيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي” قال طاهر حيدر، خبير في تفكيك المتفجرات، إن تنظيم الدولة الإسلامية “داعش” يستعمل غاز الكلور السام في العبوات المحلية الصنع التي يقومون بزرعها على جانبي الطرقات، وتتسبب عند انفجارها بحالات اختناق والتهاب في البلعوم.
وتحدث خبير تفكيك المتفجرات عن حادثة اضطر فيها وفريقه إلى تفكيك قنبلة من هذا النوع، أصدرت غازات صفراء اللون، أحسوا بعد استنشاقها مباشرة بأعراض هذا الغاز الكيميائي السام، مضيفا أن تفجيرا مماثلا في تكريت صدر منه اللون ذاته، مما يعني أنه يحتوي غاز الكلور، حسب إفادته.
وصرحت الباحثة في مركز الخدمات الملكية المتحدة للدراسات والأبحاث، جنيفر كول، أن غاز الكلور قاتل والغرض من استعماله من طرف تنظيم “داعش”هو بث الرعب في صفوف العراقيين.
وأضافت جنيفر كول أنه من السهل الحصول على غاز الكلور من العديد من المصادر الصناعية، مؤكدة أنه سام للغاية ويتسبب بصعوبة شديدة في التنفس وقد يتسبب بالموت في حال استنشاقه لفترة طويلة.
وأفادت الباحثة أن انفجار العبوة في الهواء الطلق يسهل اختفاءه وينتج عنه حالات اختناق فقط.
يذكر أن البريطانيين استخدموا غاز الكلور في الحرب العالمية الأولى.
ووافق مجلس الأمن الدولي مؤخرا على مشروع قرار صاغته الولايات المتحدة الأمريكية يدين استخدام المواد الكيميائية السامة مثل الكلور.
ماهو غاز الكلور؟
الكلور هو عنصر كيميائي له العدد الذري 17، والرمز CL، وهو من الهالوجينات ويوجد في المجموعة 17 في الجدول الدوري للعناصر الكيميائية، ونظرا لكونه جزء من ملح الطعام ومركبات أخرى، فإنه متوفر طبيعيا، وهام لمعظم أشكال الحياة، بما فيها الجسم البشري.
وغاز الكلور أصفر مخضر، وهو أكثر كثافة من الهواء بمرة ونصف، وله رائحة كريهة، كما أنه سام للغاية، إضافة إلى أنه عامل مؤكسد قوي، مبيض للأقمشة وما إلى ذلك.
ويسبب الكلور في حالته الغازية، تهيج في الجهاز التنفسي خاصة للأطفال وكبار السن، أما في حالته السائلة فإنه يسبب حروق جلدية.
وتم اكتشاف هذا الغاز عام 1774 عن طريق كارل وليهلم شيلي، الذي ظن بطريق الخطأ أنه يحتوي على الأكسجين، وتم إطلاق تسمية الكلور عام 1810 بواسطة همفري دايفي، الذي أصر في ذلك الوقت أنه عنصر كيميائي.
كما يعد غاز الكلور من أول الغازات السامة التي استعملت كأسلحة في الحروب، وذلك في الحرب العالمية الأولى.