كشفت مصادر سياسية عراقية عن اتفاقات أُبرمت الليلة الماضية بين قادة وزعماء الكتل النيابية، على طرح اسم محمد علاوي، بديلًا عن رئيس الوزراء حيدر العبادي، فيما ألغى البرلمان جلسته التي كانت مقررة اليوم السبت.
وقالت المصادر، في تصريحات صحفية، إن “قادة الكتل النيابية اتفقوا على طرح اسم علاوي بديلًا عن العبادي، بهدف إخراج العراق من أزمته السياسية”.
وأشارت إلى أن “ترشيح علاوي -الذي استقال من وزارة المواصلات بسبب خلاف مع المالكي حين كان رئيسًا للحكومة- لرئاسة حكومة تصريف أعمال، جاء كونه من الشخصيات المعتدلة والمقبولة من جميع الكتل السياسية، كما أنه بعيد جدًا عن الطائفية، ومن أصحاب الخبرة الاقتصادية والسياسية”، على حد وصفها.
وفي سياق متصل، قال التلفزيون الرسمي، إن “البرلمان العراقي ألغى جلسة لمناقشة إصلاحات لمكافحة الفساد، اليوم السبت، في ظل خلافات بين المشرعين على شرعية رئيس البرلمان سليم الجبوري لرئاسة الجلسة، وذلك في تصعيد جديد لأزمة سياسية تكبل مؤسسات الدولة”.
وهذه ثالث جلسة تلغى في الوقت الذي تتباين فيه آراء السياسيين بشأن خطة لتعديل حكومة رئيس الوزراء حيدر العبادي وضم تكنوقراط إليها في مسعى للقضاء على الفساد.
وقال بيان صادر عن مكتب الجبوري، إن رئاسة مجلس النواب “تقرر تأجيل جلسة البرلمان اليوم لحين ورود إشعار من القوات الأمنية والاستخباراتية بصلاحية بناية المجلس أمنيًا حفاظًا على سلامة السادة النواب والموظفين”. وأغلق الأمن، اليوم، مداخل ومخارج المنطقة الخضراء بشكل كامل.
وصوّت نواب معتصمون داخل البرلمان، الخميس الماضي، على إقالة هيئة رئاسة البرلمان الحالي برئاسة سليم الجبوري، وعضوية كل من همام حمودي، وأرام الشيخ محمد، الأمر الذي اعتبره الأول “غير قانوني”.
لكن المصدر قال إن “النواب المعتصمين مصرون على منع الجبوري من الدخول إلى مبنى البرلمان، كما أنهم مصرون على إقالة رئيسي الجمهورية والوزراء أيضًا”.
من جانبه، أكد القيادي في كتلة الأحرار، وأحد النواب المعتصمين، حاكم الزاملي، أنه “تم إغلاق مكتب الجبوري، ومكتبي نائبيه، ومنعهم من دخول المجلس من قبل الأمن”.
وكانت قبيلة الجبور -التي ينتمي لها سليم الجبوري- اتهمت نوابًا في البرلمان وسياسيين، في بيان أصدرته أمس الجمعة، بـ”تعمد المساس بالجبوري وإقالته.
ووجه الجبوري، هيئة رئاسة البرلمان، أمس الجمعة، بشمول عدد محدود من موظفي دوائر المجلس المعنية بعقد جلسة اليوم السبت، ما يعني عمليًا وجود برلمانين إثنين في العراق، بحسب مراقين.
وقال مصدر سياسي، السبت، إنه “بعد انضمام عدد من نواب الأنبار للبرلمان، تم ترشيح النائب محمد تميم عن كتلة العراقية التي يتزعمها إياد علاوي نائب الرئيس العراقي السابق، لمنصب رئاسة مجلس النواب”.
ويحذر مراقبون للشأن العراقي، من “إمكانية حدوث انشقاقات كبيرة داخل الكتل السياسية، ما يفضي إلى ولادة تيارين سياسيين، مؤيد ومعارض للإصلاحات التي تمثل المطلب الجماهيري الأبرز، ما يُدخل البلاد في دوامة نزاع سياسي جديد، ربما يمتد أثره أعواما من الفراغ السياسي والتدهور الأمني”.