حذر الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي من أي تدخل عسكري أجنبي في ليبيا.
وفي مقابلة مع بي بي سي، قال السبسي إن من شأن مثل هذا التدخل أن يؤدي إلى تقسيم البلاد.
وتأتي تصريحاته فيما تسود مخاوف أوساطا غربية بشأن مدى تمدد ما يُعرف بتنظيم “الدولة الإسلامية” في ليبيا وسط الفوضى التي تعصف بها منذ الانتفاضة ضد الزعيم الراحل معمر القذافي في عام 2011.
وأفادت تقارير بأن حلف شمال الأطلسي (ناتو) يُعد خططا لنشر عدة آلاف من القوات استجابة لطلب محتمل من الحكومة الليبية التي تدعمها منظمة الأمم المتحدة.
وقال السبسي لموفدة بي بي سي وفاء زيان إن “تونس تعارض التدخل الأجنبي في ليبيا لأنه سيؤدي إلى كارثة أكبر من ضياع الدولة. التدخل العسكري الأجنبي في ليبيا سيزيد شبح الانقسام، وهو أمر شديد السوء للبلد. لذا نأمل أن تستطيع الحكومة المدعومة من الأمم المتحدة إرساء الاستقرار”.
وأضاف “ستكون هناك صعوبات في البداية لأن الليبيين مختلفون بشأن تشكيل الحكومة الجديدة. لكن أرى أنها ستوسّع سيطرتها تدريجيا، وعاجلا أو آجلا سيستقر الوضع بحيث يمكننا تجنب تدخل قوى أجنبية نعرف أنها تتحين الفرصة للتحرك”.
وأكد الرئيس التونسي أن بلاده مستعدة للدخول في أي تحالفات إقليمية ودولية من أجل مكافحة ما سماه بالإرهاب وتنظيم “الدولة الإسلامية” خاصة في ليبيا.
وشهدت المنطقة الحدودية بين ليبيا وتونس اضطرابا. ففي مارس/ آذار الماضي، شن مسلحون هجمات على منشآت أمنية في مدينة بنقردان القريبة من ليبيا، وهو ما أسفر عن مقتل 13 فردا من قوات الأمن و7 مدنيين، بحسب الحكومة التونسية. كما قتل في الهجوم 49 مسلحا.
وكان مسلحون يعتقد أنهم تلقوا تدريبا في ليبيا شنوا عدة هجمات في تونس في العام الماضي.
وشيدت تونس حاجزا طوله 200 كيلومتر على الحدود مع ليبيا لمنع تسرب المسلحين.
وتشير تقارير إلى أن أكثر من 3000 تونسي سافروا للقتال مع تنظيم “الدولة الإسلامية” ومجموعات أخرى مسلحة في سوريا والعراق على مدار الأعوام الماضية.
ويخشى مسؤولون تونسيون من عودة هؤلاء للانضمام إلى صفوف مسلحي التنظيم في ليبيا.