أفادت تقارير إعلامية أن النظام السوري قتل العشرات من عناصر مليشيات “حزب الله” عن طريق الخطأ، في غارة استخدمت خلالها أسلحة كيميائية، وأن تلك العملية تهدد سلامة التحالف بين القوات السورية ومليشيات “حزب الله” اللبنانية، التي تعمل ضمن تحالف هدفه الحفاظ على بقاء الرئيس بشار الأسد في السلطة.
وطبقًا لصحيفة “الجريدة” الكويتية، تحمل الغارة السورية التي تسببت في مقتل العشرات من عناصر “حزب الله” انعكاسات كبيرة، وتصب لصالح المطالبين بتشكيل لجان تحقيق دولية في الانتهاكات التي يشهدها النزاع السوري، كما أنها تلقي بظلالها على وحدة التحالف الروسي ــ السوري ـ الإيراني، الذي يضم مليشيات “حزب الله” بشكل أساس.
ولفتت الصحيفة الكويتية إلى أن مصادر دبلوماسية كانت قد أجرت زيارة مؤخرًا إلى بيروت، ولديها معلومات أن العشرات من عناصر “حزب الله” قضوا الأسبوع الماضي في إحدى المعارك في بلدة “العيس” جنوبي حلب، بعد أن تعرضوا عن طريق الخطأ، لهجوم كيميائي من قبل الطيران الحربي السوري.
ونقلت عن مصادرها أن جثث قتلى “حزب الله” وجدت عليها علامات حروق جراء قنابل فوسفورية، وربما مواد كيماوية أخرى، وأن هذه الحادثة ليست الأولى من نوعها، وذلك بسبب مشاكل التنسيق بين قوات الجيش السوري الموالي للنظام وقوات الجيش الروسي وحزب الله وإيران، لافتة إلى أن هذه الحالات ازدادت بشكل كبير بعد دخول القوات الروسية في النزاع.
وذكرت أن استخدام أسلحة غير تقليدية يستدعي رفع نسبة الحذر وزيادة التنسيق، وأنه على العكس من ذلك فقد أظهر مقتل عشرات العناصر من “حزب الله” في بلدة العيس، مدى البلبلة وقلة التنسيق والمشاكل التي تواجه الحلف السوري- الروسي- الإيراني وحزب الله.
ونوهت أن الحادثة تعتبر بمثابة الضوء الأحمر فيما يتعلق بالتعاون على الأرض، ومسألة الحذر والحفاظ على سلامة الحلفاء، وأن مقاتلي الحزب، بعد نحو خمس سنوات من القتال إلى جانب قوات النظام، أصبحوا مثل كتيبة نظامية يجب أن يكون التنسيق معها في أعلى درجاته، ومن هنا يأتي استغراب قصفهم عن طريق الخطأ وبسلاح كيماوي.
وكانت بعض التقارير قد أشارت إلى احتمال سحب “حزب الله” قواته من سوريا في أعقاب الإعلان الروسي الأخير، بيد أن الأمين العام للمنظمة اللبنانية كان قد نفى تلك الأنباء، وقال إن “قواته باقية طالما لم تتلاشَ أسباب وجودها هناك”.
وطبقا لتقديرات، فقد وصل عدد مقاتلي “حزب الله” في سوريا إلى قرابة 7 آلاف مقاتل، وأنهم يأخذون على عاتقهم تنفيذ مهام مشتركة، بالتعاون بين القوات الروسية التي توفر الغطاء الجوي، وبين المستشارين الإيرانيين. كما تفيد بأن مليشيات “حزب الله” هي العنصر المشترك في أي منطقة أو بلدة سورية تشهد قتالا بين عناصر سُنية وأخرى شيعية، وأن تواجدهم أساس.
ويتواجد مقاتلو حزب الله شمالي وجنوبي سوريا، بما في ذلك هضبة الجولان، ومن الملاحظ أن الغارات الروسية تُشن في أحيان كثيرة في مناطق يتواجد بها مقاتلون لحزب الله على الأرض، ما يرجح أنهم يوجهون تلك المقاتلات لأهدافها، ويوفرون معلومات استخباراتية على الأرض تسهم في دقة الضربات التي تشنها القوات الروسية الجوية