علن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أنه لا يشكك في صحة سياسته بشأن انضمام القرم، مؤكدا أنه يجب على واشنطن والغرب عموما احترام مصالح روسيا.
وقال بوتين في فيلم وثائقي عرضته قناة “روسيا 1” بعنوان “القرم.. الطريق إلى الوطن” الأحد 16 مارس/آذار، ظاهريا الأوروبيون، هم من دعم المعارضة الأوكرانية أثناء أحداث “الميدان” العام الماضي، إلا أن موسكو على يقين بأن واشنطن كانت اللاعب الحقيقي وراء ذلك، مضيفا أن الأمريكيين ساعدوا في تدريب فرق من المتشددين في غرب أوكرانيا وبولندا وليتونيا.
وأوضح بوتين: “كيف تصرف شركاؤنا؟ لقد ساهموا في إحداث الانقلاب، أي أنهم تصرفوا بمنطق القوة، في وقت كان ينبغي، قبل القيام بما قاموا به في كييف في 22 فبراير، التفكير في انعكاسات ذلك على البلاد.. فمن السهل أن تقلب الأشياء رأسا على عقب، لكن في النهاية يجب عليك أن تأخذ في الاعتبار مصالح شركائك”.
وأضاف الرئيس الروسي أن الجانب الأمريكي، بعد إدراك حزم القيادة الروسية بشأن القرم، بدأ يطرح سيناريوهات مختلفة للحيلولة دون انضمام شبه الجزيرة إلى روسيا بأية وسيلة ممكنة.
وقال: “كانت هناك، على ما يبدو، رغبة في حرمان روسيا مرة أخرى من مصالحها. إلا أن تحقيق ذلك أمر صعب، إن لم نقل مستحيلا”.
وأكد الرئيس الروسي أنه لا يشكك في صحة خطواته تجاه القرم، متسائلا: “هل كان يمكن التصرف بشكل آخر؟ ما كنت لأفعل ذلك لو لم أكن متأكدا أن من واجبنا أن نتصرف بهذا الشكل تحديدا”.
وبشأن العقوبات الغربية قال بوتين إنه كان من الأولى فرض عقوبات على الانقلابيين ومن يساندهم، قائلا: “نحن تصرفنا وفق مصلحة الروس والبلاد. لا يمكن استبدال البشر بالأموال، أو بمصالح ضيقة أوبعقود تجارية أو تحويلات مصرفية.. هذا أمر مرفوض بالمطلق”.
وأضاف: “إذا سمحنا لأنفسنا التصرف وفق هذا المنطق فإننا سنفقد كل شيء. سنفقد البلاد بأكملها. لكن ذلك لا يعني أننا غير ملتزمين باحترام القانون الدولي ومصالح شركائنا، بل يعني أن على جميع شركائنا أن يحترموا روسيا ومصالحها”.
وأكد الرئيس الروسي: “القرم في وعي المواطن الروسي والإنسان الروسي مرتبط بصفحات بطولية في تاريخنا لها علاقة بفترة حصول روسيا على هذه الأراضي والدفاع عنها ببطولة وإعادة السيطرة على القرم وسيفاستوبل أثناء الحرب العالمية الثانية”.
وأضاف: “القرم مرتبط بالتاريخ الروسي والآداب والفن الروسيين والأسرة المالكة. وعموما كامل نسيج التاريخ الروسي مرتبط بالقرم بشكل أو بآخر”.