بعد مرور أربع سنوات على الصراع في سوريا يبدو مصير الرئيس السوري بشار الأسد أكثر فأكثر بيد حلفائه في إيران وحزب الله.
وفي تقرير له في صحيفة لوفيغارو الفرنسية، قال جورج مالبرينو الصحافي الفرنسي البارز المتخصص في قضايا الشرق الأوسط إنه من أجل الاستمرار في السيطرة على “سوريا النافعة” التي تمثل حوالي 40% من البلاد و60% من السكان، يبدو الأسد مضطرا للاعتماد أكثر فأكثر على دعم حلفائه في إيران وحزب الله المدعومين أيضا بميليشيات شيعية عراقية وأفغانية”.
وأضاف الصحافي الفرنسي في تقريره أن “إيران تزود النظام السوري كل 15 يوما بـ 700000 لتر من الوقود محملة إلى ميناء طرطوس، لدعم عمليات الجيش النظامي”، والأمر لا يقف عند هذه الحد، فالصحافي أشار إلى أن “إيران تخصص مليار دولار كخط ائتماني لدعم خزينة النظام، حيث يتم التفاوض حول هذه القيمة بشكل دوري”.
أما روسيا فتقدم الدعم العسكري عبر تزويد النظام بالأسلحة خاصة القنابل المتطورة القادرة على اختراق الأنفاق ومخابئ الثوار، بحسب مالبرينو الذي نقل عن مواطن سوري قوله: اعتاد حزب الله العمل لحسابنا في السابق، أما الآن فنحن من يعمل لحسابه، وإلى جانب المستشارين الإيرانيين فهم من يديرون كل شيء الآن”.
وقال الصحافي إنه على طول الطريق الرابطة بين دمشق ولبنان أصبحت الحواجز العسكرية للنظام أقل من السابق، ففي ظل نقص المقاتلين عمد النظام السوري إلى إعادة توزيع قواته في المناطق الأكثر اشتعالا في الشمال قرب حلب، وفي الجنوب، بحسب مصدر دبلوماسي يتردد على دمشق.
ويرى الصحافي الفرنسي أنه على المدى القصير تبدو سوريا ماضية في جحيمها، فالنظام لا يملك سياسة بديلة غير القمع الدموي الذي انتهجه منذ اندلاع الثورة السورية في 2011.
من جهته، يقول دبلوماسي فرنسي إن “إيران لن تتخلى عن الأسد”، ويضيف: “الملف السوري يدار من قبل الحرس الثوري الإيراني، فهم من يتدخلون حاليا في تكريت العراقية، وليس مستبعدا أن يتدخلوا غدا في شرق سوريا للسيطرة على آبار النفط هناك، وإعطاء جرعة أكسجين جديدة لحليفهم الأسد”.
خريطة سوريا بعد 4 سنوات من الصراع
توضح خريطة أعدتها صحيفة لوفيغارو الفرنسية ما أصبحت عليه خريطة سوريا منذ اندلاع الثورة في 2011 وحتى الآن. وتظهر الخريطة استمرار النظام في سيطرته على العاصمة دمشق وحمص ودرعا وحماة واللاذقية، فيما تسيطر المعارضة وجبهة النصرة على جزء هام من حلب وأرياف دمشق ودرعا والقنيطرة.
أما الجزء الكبير من المناطق الحدودية مع تركيا شمال سوريا، فيقع تحت سيطرة القوات الكردية، فيما جزء منها في قبضة تنظيم داعش المتطرف الذي استولى على معظم مدينتي الرقة ودير الزور اللتين تشكلان معظم منطقة الجزيرة السورية، فضلا عن سيطرة التنظيم على جزء من مدينة حلب.
وقد بلغ عدد النازحين داخل سوريا 7,6 مليون شخص، فيما لجأ 1,7 مليون سوري إلى تركيا، و1,2 مليون آخرين إلى لبنان و625 ألفا إلى الأردن و244 ألفا إلى العراق. أما هذا النزاع المستمر فحصد أرواح ما لا يقل عن 220 ألفا نصفهم مدنيون حتى الآن.