أثارت تقارير نشرتها الصحف الإسرائيلية حول وجود خلل ومشاكل في مفاعل ديمونا النووي، مخاوف كثيرة لدى المستوطنين من حدوث تسرب وانبعاثات قاتلة منه.
وتحدثت تقارير إسرائيلية عن عيوب خطيرة تم اكتشفاها في قلب المفاعل النووي في “ديمونا”، وأن المفاعل الذي يعمل منذ العام 1963 يحتوي على مشاكل كبيرة للغاية، حيث تجاوزت فترة عمله العمر الافتراضي للمفاعلات النووية، والذي لا ينبغي أن يتخطى 40 عامًا.
وأشارت صحيفة “هآرتس” العبرية اليوم الثلاثاء إلى أن عمليات فحص دقيقة أثبتت أن ثمة 1537 عيبا داخل قلب المفاعل، وأن علماء بالمفاعل اعتادوا معالجتها بشكل مؤقت، لافتة إلى أن تلك المعطيات عرضت على المشاركين في أحد المؤتمرات العلمية التي عقدت في مدينة تل أبيب الشهر الجاري.
وذهب باحثون إسرائيليون إلى أن العيوب المشار إليها لا تشكل خطرا كبيرا، وأن الحديث عنها ومعالجتها يأتي ضمن إجراءات صارمة، ينبغي أن تبدد المخاوف ولا تزكيها.
لكن الصحيفة توجهت إلى علماء آخرين، يبدو أن لديهم رأيًا آخر، حيث أكدوا لها أن المعلومات التي عرضت عليهم عبر متخصصين في مجال الأمن النووي تدل على خطر محتمل.
ونوهت الصحيفة أن قلب المفاعل النووي مصنوع من المعدن ومحاط بطبقات خرسانية، وبداخله توجد قضبان الوقود النووي وتحدث بداخله عمليات الانشطار، مضيفة أن فرنسا كانت قد سلمت إسرائيل المفاعل أواخر 1963، وأنه خلال هذه العقود تعرض للحرارة الشديدة واشعاعات شديدة القوة، ما تسبب في تآكل قلب المفاعل، وأن مفاعلات من نوع “ديمونا” ينبغي أن تخرج من الخدمة بعد مضي 40 عاما.
ولفتت الصحيفة إلى أن السفارة الأمريكية في تل أبيب كانت قد أرسلت برقية إلى وزارة الخارجية في واشنطن العام 2007، أكدت أن إسرائيل استبدلت جميع النظم المستخدمة بالمفاعل، بما في ذلك نظم التبريد، وأن المشكلة الرئيسة تتعلق بقلب المفاعل الذي لم يتغير منذ بنائه.
وخلال المؤتمر الذي عقد الشهر الجاري في تل أبيب، كشف النقاب عن أحد الأساليب الحديثة التي تم التوصل إليها لاختبار مدى سلامة قلب المفاعل، عبر الموجات فوق الصوتية، حيث يستخدم جهاز متطور لكشف عيوب قلب المفاعل، ومن ذلك الشروخ والعيوب الأخرى.
وتبين أن الجهاز المشار إليه استخدم مرتين في مفاعل “ديمونا” الأولى العام 2007، والثانية العام 2015، بعد أن شهد هذا النظام المزيد من التحديث، وأظهرت نتائج المسح التي عرضت للمرة الأولى أمام المؤتمر وتسببت في أزمة، أن ثمة 1537 عيبا متنوعا بقلب المفاعل، وتم كتابة رقم على كل عيب، ويتم دراسة كل عيب على حدة، فيما شهد المؤتمر تعالي الأصوات المطالبة بغلق المفاعل فورا.